إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام

حديث: إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام

عن جبير بن مطعم قال: لما كان يوم خيبر وضع رسول الله ﷺ سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب وترك بني نوفل وبني عبد شمس فانطلقت أنا وعثمان بن عفّان حتَّى أتينا النَّبِيّ ﷺ فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتَنا وقرابتنا واحدة؟ ! فقال رسول الله ﷺ: «إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد»، وشبك بين أصابعه.

حسن: رواه أبو داود (٢٩٨٠)، والنسائي (٤١٣٧)، وأحمد (١٦٧٤١)، والبيهقي (٦/ ٣٤١) كلّهم من طرق عن محمد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن جبير بن مطعم .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع بيان دروسه وعبره.

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● يوم خيبر: refers to the time after the Battle of Khaybar in the 7th year after Hijrah, when the spoils of war were distributed.
● سهم ذي القربى: the share designated for close relatives of the Prophet (صلى الله عليه وسلم) from the khums (one-fifth of the spoils).
● بني هاشم وبني المطلب: two clans from the Quraysh tribe. Banu Hashim is the clan of the Prophet (صلى الله عليه وسلم), and Banu Muttalib were their allies.
● بني نوفل وبني عبد شمس: other clans from Quraysh who were not included in the share.
● شبك بين أصابعه: interlaced his fingers, a gesture indicating unity and inseparability.

2. شرح الحديث:

يحدث الصحابي جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة خيبر، عند توزيع الغنائم، خصص سهم ذوي القربى (وهو جزء من الخمس) لقريش، لكنه أعطاه فقط لبني هاشم وبني المطلب، ولم يعطه لبني نوفل وبني عبد شمس.
فحضر جبير بن مطعم (من بني نوفل) وعثمان بن عفان (من بني عبد شمس) رضي الله عنهما وسألا النبي صلى الله عليه وسلم: نحن لا ننكر فضل بني هاشم بسبب مكانتك منهم، لكن لماذا أعطيت بني المطلب وتركتنا؟ مع أن قرابتنا واحدة (جميعهم أبناء عبد مناف).
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد". ثم شبك بين أصابعه الكريمة ليريهم visually أنهم كالجسد الواحد لا ينفصلون.
الشرح التفصيلي:
- سبب تخصيص سهم ذي القربى لبني هاشم وبني المطلب فقط يعود إلى تحالف قديم في الجاهلية يسمى "حلف المطيبين"، حيث تعاهد بنو هاشم وبنو المطلب على التوالي والنصرة، بينما انحاز بنو نوفل وبنو عبد شمس إلى جانب آخر.
- هذا التحالف استمر في الإسلام، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن بني المطلب شركاء لبني هاشم في النصرة والمواساة، حتى في أحلك الظروف كحصار الشعب.
- قوله: "لا نفترق في جاهلية ولا إسلام" يؤكد أن هذا الاتحاد ليس مجرد مصلحة وقتية، بل هو مبدأ ثابت.
- تشبيك الأصابع صورة بلاغية رائعة توضح الوحدة والتماسك.

3. الدروس المستفادة منه:

● الوفاء بالعهود: الإسلام يحترم العهود والمواثيق التي كانت في الجاهلية إذا لم تخالف الشريعة.
● الحكمة في القيادة: النبي صلى الله عليه وسلم وزع الحقوق وفق معايير الحكمة والعدل، لا مجرد القرابة النسبية.
● قوة الروابط الأسرية والقبلية في الإطار المشروع: الإسلام لا يلغي الروابط الطبيعية، بل ينظمها ويوجهها للخير.
● بيان فضل بني المطلب: بسبب موقفهم النبيل في نصرتهم لبنى هاشم.
● التوضيح والشفافية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يهمل السؤال، بل أجاب بكل وضوح مما يزيل اللبس.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- استدل العلماء به على أن سهم ذوي القربى يختص ببني هاشم وبني المطلب فقط، لا كل قريش.
- فيه دليل على أن عثمان رضي الله عنه (من بني عبد شمس) كان شديد الحرص على معرفة الحق وحتى في الأمور المتعلقة بحقوقه.
- التشبيك بين الأصابع سنة فعلية للدلالة على الوحدة والقوة والتماسك.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة، وأن يجعلنا من المتبعين لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٩٨٠)، والنسائي (٤١٣٧)، وأحمد (١٦٧٤١)، والبيهقي (٦/ ٣٤١) كلّهم من طرق عن محمد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن جبير بن مطعم .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث، وقد صرّح به عند الطبريّ في تفسيره الآية (٤١) من سورة الأنفال، والبيهقي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 353 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام

📜 حديث: إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية