حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب تدوين العطاء
ثمّ قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأوّلين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانًا، ثمّ أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرًا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أُحُدًا ثلاثة آلاف. قال: ومن أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومنَّ رجل إِلَّا مُناخ راحلته. هاني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمّرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسانة، فنزعته، وأمّرتُ أبا عبيدة بن الجراح. فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرتَ يا عمر بن الخطّاب، لقد نزعتَ عاملا استعمله رسولُ الله ﷺ وغَمَدْتَ سيفا سلّه رسول الله ﷺ،
ووضعتَ لواءً نصبه رسول الله ﷺ، ولقد قطعتَ الرحم، وحسدتَ ابن العم. فقال عمر بن الخطّاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مُغضب من ابن عمك.
صحيح: رواه أحمد (١٥٩٠٥) عن عليّ بن إسحاق، حَدَّثَنَا عبد الله - يعني ابن المبارك -، أخبرنا سعيد بن يزيد (هو أبو الشجاع) قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرميّ، يحدث عن عليّ بن رباح عن ناشرة بن سمي.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
نص الحديث:
عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول في يوم الجأبية وهو يخطب الناس: إن الله ﷻ جعلني خازنا لهذا المال، وقاسِمَه له، ثم قال: بل الله يقسمه، وأنا بادئ بأهل النبي ﷺ، ثم أشرفهم، ففرض لأزواج النبي ﷺ عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة، فقالت عائشة: إن رسول الله ﷺ كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر. ثم قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانًا، ثم أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرًا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أحدًا ثلاثة آلاف. قال: ومن أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته. هاني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمّرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسانة، فنزعته، وأمّرت أبا عبيدة بن الجراح. فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرتَ يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله ﷺ وغمدت سيفا سلّه رسول الله ﷺ، ووضعت لواءً نصبه رسول الله ﷺ، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب من ابن عمك.
شرح المفردات:
● الجأبية: موضع قرب دمشق، حيث كان عمر يوزع الغنائم.
● خازنا: حافظًا وموكلًا بحفظه وتوزيعه.
● قاسِمَه له: أي مُوزعه نيابة عن الله.
● أشرفهم: أي الأكثر فضلاً وسابقة في الإسلام.
● فرض: أعطى عطاءً ثابتًا من بيت المال.
● مناخ راحلته: مكان بروك ناقته، أي لا يلومن إلا نفسه لتأخره في الهجرة.
● ذا اللسانة: صاحب البلاغة والفصاحة.
● نزعته: عزلته من منصبه.
● غمَدْتَ سيفا: أي أعَدْتَ السيف إلى غمده (وقعت الفعل بمعنى العزل).
● قطعْتَ الرحم: أي خالفت صلة القرابة.
شرح الحديث:
يحدثنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الخطاب عن منهجه في توزيع أموال بيت المال، مُظهرًا عدله وورعه وتقواه، ومُبرزًا مبادئ التفضيل بالسابقة في الإسلام والهجرة والجهاد.
1- الاعتراف بالله كمقسّم حقيقي: بدأ عمر بالتواضع والاعتراف بأن الله هو المقسّم الحقيقي للرزق، وأنه مجرد خازن وموزع بأمر الله ووفق شرعه.
2- البدء بأهل النبي ﷺ: يبين عمر أنه يبدأ التوزيع بأقرب الناس إلى النبي ﷺ، وهم زوجاته أمهات المؤمنين، إكرامًا لهنّ وتقديرًا لصحبتهن للنبي ﷺ.
3- العدل بين زوجات النبي ﷺ: عندما اعترضت السيدة عائشة رضي الله عنها بأن النبي كان يعدل بينهن، استجاب عمر فورًا وعدل في العطاء بين الجميع، مما يدل على حرصه على اتباع سنة النبي ﷺ.
4- تفضيل المهاجرين الأولين: يوضح عمر مبدأ التفضيل في العطاء حسب السابقة في الإسلام، فيبدأ بالمهاجرين الذين تحملوا المشاق في سبيل الله، ثم يُفَضِّل من شهد بدرًا وأحدًا؛ لما لهذه الغزوات من مكانة في تاريخ الإسلام.
5- ربط العطاء بسرعة الهجرة: يقرر عمر مبدأً هامًا وهو أن من بادر إلى الهجرة earlier حصل على الأجر والعطاء sooner، ومن تأخر تأخر عطاؤه، تحفيزًا على المسارعة في الخيرات.
6- عزل خالد بن الوليد وتعيين أبي عبيدة: هنا يظهر عدل عمر وحرصه على توزيع المال على المستحقين الضعفاء، لا على الأقوياء وأصحاب النفوذ، مما يدل على رعايته للفقراء والمساكين.
7- رد عمر على انتقاد قريبه: عندما انتقده أبو عمرو بن حفص (وهو قريب لخالد) دفاعًا عن ابن عمه، رد عمر بحكمة وموضوعية، مشيرًا إلى أن انتقاده نابع من القرابة والغضب، لا من الإنصاف.
الدروس المستفادة:
1- العدل في توزيع المال العام: يجب على الحاكم أن يوزع أموال بيت المال بعدل، مع مراعاة الأولويات الشرعية كالسابقة في الإسلام والجهاد والفقر.
2- التواضع والورع في الحكم: ينبغي للحاكم أن يدرك أنه خازن لأمانة الله، وليس مالكًا لها.
3- اتباع سنة النبي ﷺ: يجب الرجوع إلى هدي النبي في كل الأمور، كما فعل عمر عندما عدل بين زوجات النبي بعد إشارة السيدة عائشة.
4- أهمية السابقة في الإسلام: للأسبقين في الإسلام فضل ومكانة، ويجب تقديرهم.
5- الحكمة في معالجة الانتقادات: رد عمر على منتقديه بحكمة وموضوعية، دون غضب أو تجريح.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده
تخريج الحديث
وإسناده صحيح. وعلي بن إسحاق هو السلمي مولاهم المروزي.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ٣): «رواه أحمد ورجاله ثقات».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 355 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 330 من كتم غالًّا فإنه مثله
- 331 إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه
- 332 بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا...
- 333 نفّلنا رسول الله ﷺ نفلا سوى نصيبنا من الخمس
- 334 ينفّل بعض السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش
- 335 ضع السيف من حيث أخذته
- 336 سيف النبي ﷺ ذو الفقار يوم بدر
- 337 لا نفل إلا بعد الخمس
- 338 نفل الثلث بعد الخمس
- 339 كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي...
- 340 قضاء عمر بين علي و العباس رضي الله عنهم جميعا
- 341 فاطمة تسأل أبا بكر ميراثها من رسول الله
- 342 عطاء المحررين
- 343 أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير
- 344 صفية من الصفي
- 345 صفايا رسول الله الثلاث: بنو النضير وخيبر وفدك
- 346 كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر
- 347 من محمد رسول الله إلى بني زهير بن أقيش
- 348 أنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 349 أيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ولرسوله ثم...
- 350 لا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس
- 351 لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس...
- 352 إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد
- 353 إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام
- 354 سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول...
- 355 عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل...
- 356 لا يكلم أحد في سبيل الله جاء يوم القيامة وجرحه...
- 357 لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم ما تخلفت...
- 358 يتمنى الشهيد أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشر مرات
- 359 يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيسأل أن يرد إلى الدنيا...
- 360 ما من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم
- 361 من مات ولها عند الله خير تحب أن ترجع إلى...
- 362 دار الشهداء هي أحسن وأفضل دار
- 363 يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة
- 364 ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم...
- 365 قطرة من دموع في خشية الله
- 366 من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
- 367 للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة...
- 368 يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه
- 369 الشهيد معفى من فتنة القبر
- 370 الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء
- 371 أفضل الجهاد الذين يلتقون في الصف فلا يلفتون وجوههم.
- 372 الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
- 373 يُشفّع الشهيد في سبعين من أهل بيته
- 374 فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل
- 375 أول مشهد شهده رسول الله غيبت عنه
- 376 بعث النبي سبعين رجلاً يعلمون القرآن والسنة فقتلوا
- 377 أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمرة الجنة
- 378 أرواح الشهداء في جوف طير خضر تسرح في الجنة
- 379 أرواح الشهداء في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة
معلومات عن حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي
📜 حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








