حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تدوين العطاء

عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه يقول في يوم الجأبية وهو يخطب الناس: إن الله عز وجل جعلني خازنا لهذا المال، وقاسِمَه له، ثمّ قال: بل الله يقسمه، وأنا بادئٌ بأهل النَّبِيّ ﷺ، ثمّ أشرفِهم، ففرض لأزواج النَّبِيّ ﷺ عشرة آلاف إِلَّا جويرية وصفية وميمونة، فقالت عائشة: إن رسول الله ﷺ كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر.
ثمّ قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأوّلين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانًا، ثمّ أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرًا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أُحُدًا ثلاثة آلاف. قال: ومن أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومنَّ رجل إِلَّا مُناخ راحلته. هاني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمّرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسانة، فنزعته، وأمّرتُ أبا عبيدة بن الجراح. فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرتَ يا عمر بن الخطّاب، لقد نزعتَ عاملا استعمله رسولُ الله ﷺ وغَمَدْتَ سيفا سلّه رسول الله ﷺ،
ووضعتَ لواءً نصبه رسول الله ﷺ، ولقد قطعتَ الرحم، وحسدتَ ابن العم. فقال عمر بن الخطّاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مُغضب من ابن عمك.

صحيح: رواه أحمد (١٥٩٠٥) عن عليّ بن إسحاق، حَدَّثَنَا عبد الله - يعني ابن المبارك -، أخبرنا سعيد بن يزيد (هو أبو الشجاع) قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرميّ، يحدث عن عليّ بن رباح عن ناشرة بن سمي.

عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه يقول في يوم الجأبية وهو يخطب الناس: إن الله ﷿ جعلني خازنا لهذا المال، وقاسِمَه له، ثمّ قال: بل الله يقسمه، وأنا بادئٌ بأهل النَّبِيّ ﷺ، ثمّ أشرفِهم، ففرض لأزواج النَّبِيّ ﷺ عشرة آلاف إِلَّا جويرية وصفية وميمونة، فقالت عائشة: إن رسول الله ﷺ كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر.
ثمّ قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأوّلين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانًا، ثمّ أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرًا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أُحُدًا ثلاثة آلاف. قال: ومن أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومنَّ رجل إِلَّا مُناخ راحلته. هاني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمّرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسانة، فنزعته، وأمّرتُ أبا عبيدة بن الجراح. فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرتَ يا عمر بن الخطّاب، لقد نزعتَ عاملا استعمله رسولُ الله ﷺ وغَمَدْتَ سيفا سلّه رسول الله ﷺ،
ووضعتَ لواءً نصبه رسول الله ﷺ، ولقد قطعتَ الرحم، وحسدتَ ابن العم. فقال عمر بن الخطّاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مُغضب من ابن عمك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول في يوم الجأبية وهو يخطب الناس: إن الله ﷻ جعلني خازنا لهذا المال، وقاسِمَه له، ثم قال: بل الله يقسمه، وأنا بادئ بأهل النبي ﷺ، ثم أشرفهم، ففرض لأزواج النبي ﷺ عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة، فقالت عائشة: إن رسول الله ﷺ كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر. ثم قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانًا، ثم أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرًا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أحدًا ثلاثة آلاف. قال: ومن أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته. هاني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمّرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسانة، فنزعته، وأمّرت أبا عبيدة بن الجراح. فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرتَ يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله ﷺ وغمدت سيفا سلّه رسول الله ﷺ، ووضعت لواءً نصبه رسول الله ﷺ، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب من ابن عمك.


شرح المفردات:


● الجأبية: موضع قرب دمشق، حيث كان عمر يوزع الغنائم.
● خازنا: حافظًا وموكلًا بحفظه وتوزيعه.
● قاسِمَه له: أي مُوزعه نيابة عن الله.
● أشرفهم: أي الأكثر فضلاً وسابقة في الإسلام.
● فرض: أعطى عطاءً ثابتًا من بيت المال.
● مناخ راحلته: مكان بروك ناقته، أي لا يلومن إلا نفسه لتأخره في الهجرة.
● ذا اللسانة: صاحب البلاغة والفصاحة.
● نزعته: عزلته من منصبه.
● غمَدْتَ سيفا: أي أعَدْتَ السيف إلى غمده (وقعت الفعل بمعنى العزل).
● قطعْتَ الرحم: أي خالفت صلة القرابة.


شرح الحديث:


يحدثنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الخطاب عن منهجه في توزيع أموال بيت المال، مُظهرًا عدله وورعه وتقواه، ومُبرزًا مبادئ التفضيل بالسابقة في الإسلام والهجرة والجهاد.
1- الاعتراف بالله كمقسّم حقيقي: بدأ عمر بالتواضع والاعتراف بأن الله هو المقسّم الحقيقي للرزق، وأنه مجرد خازن وموزع بأمر الله ووفق شرعه.
2- البدء بأهل النبي ﷺ: يبين عمر أنه يبدأ التوزيع بأقرب الناس إلى النبي ﷺ، وهم زوجاته أمهات المؤمنين، إكرامًا لهنّ وتقديرًا لصحبتهن للنبي ﷺ.
3- العدل بين زوجات النبي ﷺ: عندما اعترضت السيدة عائشة رضي الله عنها بأن النبي كان يعدل بينهن، استجاب عمر فورًا وعدل في العطاء بين الجميع، مما يدل على حرصه على اتباع سنة النبي ﷺ.
4- تفضيل المهاجرين الأولين: يوضح عمر مبدأ التفضيل في العطاء حسب السابقة في الإسلام، فيبدأ بالمهاجرين الذين تحملوا المشاق في سبيل الله، ثم يُفَضِّل من شهد بدرًا وأحدًا؛ لما لهذه الغزوات من مكانة في تاريخ الإسلام.
5- ربط العطاء بسرعة الهجرة: يقرر عمر مبدأً هامًا وهو أن من بادر إلى الهجرة earlier حصل على الأجر والعطاء sooner، ومن تأخر تأخر عطاؤه، تحفيزًا على المسارعة في الخيرات.
6- عزل خالد بن الوليد وتعيين أبي عبيدة: هنا يظهر عدل عمر وحرصه على توزيع المال على المستحقين الضعفاء، لا على الأقوياء وأصحاب النفوذ، مما يدل على رعايته للفقراء والمساكين.
7- رد عمر على انتقاد قريبه: عندما انتقده أبو عمرو بن حفص (وهو قريب لخالد) دفاعًا عن ابن عمه، رد عمر بحكمة وموضوعية، مشيرًا إلى أن انتقاده نابع من القرابة والغضب، لا من الإنصاف.


الدروس المستفادة:


1- العدل في توزيع المال العام: يجب على الحاكم أن يوزع أموال بيت المال بعدل، مع مراعاة الأولويات الشرعية كالسابقة في الإسلام والجهاد والفقر.
2- التواضع والورع في الحكم: ينبغي للحاكم أن يدرك أنه خازن لأمانة الله، وليس مالكًا لها.
3- اتباع سنة النبي ﷺ: يجب الرجوع إلى هدي النبي في كل الأمور، كما فعل عمر عندما عدل بين زوجات النبي بعد إشارة السيدة عائشة.
4- أهمية السابقة في الإسلام: للأسبقين في الإسلام فضل ومكانة، ويجب تقديرهم.
5- الحكمة في معالجة الانتقادات: رد عمر على منتقديه بحكمة وموضوعية، دون غضب أو تجريح.


معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٩٠٥) عن عليّ بن إسحاق، حَدَّثَنَا عبد الله - يعني ابن المبارك -، أخبرنا سعيد بن يزيد (هو أبو الشجاع) قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرميّ، يحدث عن عليّ بن رباح عن ناشرة بن سمي. فذكره.
وإسناده صحيح. وعلي بن إسحاق هو السلمي مولاهم المروزي.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ٣): «رواه أحمد ورجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 355 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي

  • 📜 حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب