سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله

حديث: سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله

عن يزيد بن هرمز: أن نجدة الحروري حين خرج في فتنة ابن الزُّبير أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى لمن تراه؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله ﷺ قسمه رسول الله ﷺ لهم وقد كان عمر عرض علينا شيئًا رأيناه دون حقنا فأبينا أن نقبله. وكان الذي عرض عليهم أن يعين ناكحهم، ويقضي عن غارمهم، ويعطي فقيرهم، وأبى أن يزيدهم على ذلك.

صحيح: رواه أبو داود (٢٩٨٢)، والنسائي (٤١٣٣)، وأحمد (٢٩٤١) من طريقين عن يونس، عن الزّهريّ، عن يزيد بن هرمز .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديثٌ عظيمٌ يرويه يزيد بن هرمز عن حوارٍ جرى بين الخوارج وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يتعلق بسهم ذي القربى في القرآن الكريم، وسأقوم بشرحه على النحو التالي:

1. شرح المفردات:

● نجدة الحروري: هو نجدة بن عامر الحنفي، زعيم من زعماء الخوارج الذين خرجوا على السلطة.
● فتنة ابن الزبير: الفترة التي خرج فيها عبد الله بن الزبير مطالبًا بالخلافة بعد وفاة يزيد بن معاوية.
● سهم ذي القربى: هو السهم الذي ذكره الله تعالى في آية مصارف الزكاة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60]. وقد فُسِّر "ذي القربى" هنا بقربى رسول الله ﷺ.
● عرض علينا شيئًا: أي قدَّم لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عَرْضًا.
● ناكحهم: أي الذي يتزوج ويحتاج إلى المال.
● غارمهم: المدين الذي لا يستطيع سداد دينه.
● فقيرهم: المحتاج الذي لا يجد ما يكفيه.

2. شرح الحديث:

يروي يزيد بن هرمز أن نجدة الحروري (أحد زعماء الخوارج) أرسل إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يسأله عن سهم "ذي القربى" المذكور في آية الزكاة: لمن هو؟ فأجابه ابن عباس بأنه لقربى رسول الله ﷺ، أي لآل بيته، مستدلًا بأن النبي ﷺ نفسه كان يقسمه لهم.
ثم ذكر ابن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عرض على آل البيت أن يعطيهم من بيت المال بدلًا من سهم ذي القربى، وذلك بأن يُعين من يتزوج منهم، ويقضي دين المدين، ويعطي الفقير، لكنهم رفضوا هذا العرض لأنه أقل من حقهم الذي كانوا يأخذونه في عهد النبي ﷺ، وأبى عمر أن يزيدهم على ذلك.

3. الدروس المستفادة منه:

● حق آل البيت في سهم ذي القربى: يؤكد الحديث أن سهم ذي القربى خاص بقربى رسول الله ﷺ، وهو ما كان عليه العمل في عهد النبي ﷺ والخلفاء الراشدين.
● العدل والإنصاف في توزيع الأموال: بيان حرص عمر رضي الله عنه على العدل، حيث عرض على آل البيت بديلاً عن السهم الخاص بهم، لكنه لم يزدهم على ما رآه مناسبًا.
● رفض آل البيت لما دون حقهم: يدل على أن آل البيت كانوا يرفضون أي عطاء أقل من حقهم الشرعي، مما يدل على تمسكهم بالحق والعدل.
● الرد على شبهات الخوارج: الحديث جاء ردًا على سؤال نجدة الحروري، وهو من الخوارج الذين أنكروا كثيرًا من الأحكام الشرعية، فبيَّن ابن عباس حكم سهم ذي القربى بالدليل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في السنن الكبرى، وهو حديث صحيح.
- اختلف العلماء في سهم ذي القربى، فمنهم من قال إنه لقرابة النبي ﷺ، ومنهم من قال إنه لقرابة الإمام، لكن الراجح هو القول الأول.
- استمر إعطاء سهم ذي القربى لآل البيت في عهد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ثم اختلف الأمر بعد ذلك.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٩٨٢)، والنسائي (٤١٣٣)، وأحمد (٢٩٤١) من طريقين عن يونس، عن الزّهريّ، عن يزيد بن هرمز .. فذكره. والسياق للنسائي وأحمد. وإسناده صحيح، وأصل
الحديث عند مسلم (١٨١٢) وهو مذكور في باب يرضخ العبد والمرأة من الغنيمة.
ورواه النسائيّ (٤١٣٤) من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن عليّ عن يزيد بن هرمز قال: «كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن سهم: ذي القربى لمن هو؟ قال يزيد بن هرمز: وأنا كتبت كتاب ابن عباس إلى نجدة كتبت إليه: كتبت تسألني عن سهم ذي القربى لمن هو؟ وهو لنا أهل البيت، وقد كان عمر دعانا إلى أن ينكح منه أيمنا، ويحذي منه عائلنا، ويقضي منه عن غارمنا فأبينا إِلَّا أن يسلمه لنا وأبى ذلك فتركناه عليه».
وفيه عنعنة ابن إسحاق وهو مدلِّس.
رُوي عن أبي الزُّبير قال: سئل جابر بن عبد الله كيف كان رسول الله ﷺ يصنع بالخمس؟ قال: كان يحمل الرّجل منه في سبيل الله، ثمّ الرّجل، ثمّ الرّجل.
رواه أحمد (١٤٩٣٢)، وابن أبي شيبة (٣٣٩٩٤)، وأبو عبيد في الأموال (٨١٥) كلّهم عن عفّان، حَدَّثَنَا عبد الواحد، حَدَّثَنَا الحجاج، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير .. فذكره.
والحجاج هو ابن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، وقد صرَّح بالتحديث لكنه تفرّد عن أبي الزُّبير فلم يُتابع على لفظ الحديث.
ومن المعلوم أن النَّبِيّ ﷺ كان ينفق من الخمس على أهل بيته وعلى نوائب المسلمين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 354 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله

📜 حديث: سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية