لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم

حديث: لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم

عن عبادة بن الصَّامت قال: أخذ رسول الله ﷺ يوم حنين وبرة من جنب بعير فقال: «يا أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إِلَّا الخمس والخمس مردود عليكم».

حسن: رواه النسائيّ (٤١٣٨)، وأحمد (٢٢٧١٨)، والبيهقي (٦/ ٣٥٣) كلّهم من طريقين عن أبي إسحاق الفزاريّ، عن عبد الرحمن بن عَيَّاش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصَّامت قال فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث:

عن عبادة بن الصَّامت رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله ﷺ يوم حنين وبرة من جنب بعير فقال: «يا أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إِلَّا الخمس والخمس مردود عليكم».

شرح المفردات:

● وَبَرَة: شعيرة صغيرة من وبر الجمل (الوبر هو الشعر الناعم للجمل).
● جَنب بعير: جانب الجمل أو خاصرته.
● أَفَاءَ الله: أي أعطاكم وأغناكم به من الغنائم والفيء.
● الخُمُس: هو الجزء الذي يُخصَّص من الغنائم لبيت المال ويُقسَّم على مصارفه الشرعية.

شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي ﷺ في غزوة حنين، أخذ شعيرة صغيرة من وبر جمل من الغنائم التي حصل عليها المسلمون، ثم خاطب الناس قائلًا: "يا أيها الناس، إنه لا يحل لي من هذه الغنائم التي أفاءها الله عليكم حتى هذه الشعيرة الصغيرة، إلا الخمس الذي فرضه الله لي، وهذا الخمس سيعود وينفعكم أنتم".
والحديث يُبيِّن أن النبي ﷺ كان يريد توضيح حقيقة عظيمة، وهي أن الغنائم التي يحصل عليها المسلمون في الجهاد هي حق للجميع، وليس للقائد – حتى لو كان رسول الله – أن يأخذ منها شيئًا إلا ما خصه الله به، وهو الخمس. ثم يوضح ﷺ أن هذا الخمس نفسه ليس له شخصيًا، بل هو مردود على المسلمين في مصالحهم العامة.

الدروس المستفادة منه:

1- عدل النبي ﷺ وتواضعه: فقد بيَّن أنه لا يأخذ من أموال المسلمين إلا ما أحله الله له، مع أنه كان بإمكانه أن يأخذ أكثر، لكنه قدوة في العدل والورع.
2- شرعية نظام الغنائم والفيء في الإسلام: حيث أن الغنائم تُقسَّم بين المجاهدين، ويُؤخذ منها الخمس لصالح المصالح العامة.
3- بيان أن الخمس ليس ملكًا شخصيًا للقائد: بل هو حق للمسلمين يُنفق في مصالحهم، كالفقراء وابن السبيل وغير ذلك من مصارف الزكاة والغنائم.
4- الحث على الأمانة في المال العام: فإذا كان النبي ﷺ يتحرج من شعيرة صغيرة، فكيف بمن يأكلون أموال الناس بالباطل؟!
5- التذكير بأن القادة خدام للأمة: وليسوا مُلاكًا لأموالها، بل يجب عليهم أن يتقوا الله في الرعية وأموالها.

معلومات إضافية مفيدة:

● غزوة حنين: كانت في السنة الثامنة للهجرة، وانتصر فيها المسلمون بعد أن أصابهم أول الأمر هزيمة بسبب الإعجاب بالعدد.
● الخمس: يُقسَّم على خمسة أسهم كما ذكر الله في سورة الأنفال: (لله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل).
● الفرق بين الفيء والغنيمة: الفيء هو ما يحصل عليه المسلمون بدون قتال، والغنيمة ما يحصلون عليه بعد قتال. ولكل منهما أحكامه الخاصة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا العمل بما يرضيه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٤١٣٨)، وأحمد (٢٢٧١٨)، والبيهقي (٦/ ٣٥٣) كلّهم من طريقين عن أبي إسحاق الفزاريّ، عن عبد الرحمن بن عَيَّاش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصَّامت قال فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عَيَّاش، وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ، وأمّا أبو سلام وهو ممطور فقال أبو حاتم: «حديثه عن أبي أمامة مرسل»، كذا قال!، وقد صحَّ سماعُه منه كما في صحيح مسلم (٨٥٤: ٢٥٢): قال زيد: إنه سمع أبا سلام يقول: حَدَّثَنِي أبو أمامة الباهليّ، فذكر الحديث في فضل قراءة القرآن.
وهذا يدلّ على أن عدم العلم لا يلزم منه عدم الوجود، وقد ذكرتُ ذلك مرارًا في الجامع الكامل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 351 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم

📜 حديث: لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية