أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء

حديث: أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء

عن ابن عباس، أنه كان يحدّث أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ أوّل ما خلق اللهُ القلم، وأمره أن يكتبَ كلَّ شيء يكون».

صحيح: رواه أبو يعلى (٢٣٢٩) عن أحمد بن جميل المروزيّ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن رباح بن زيد، عن عمر بن حبيب المكيّ، عن القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس، أنه كان يحدّث أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ أوّل ما خلق اللهُ القلم، وأمره أن يكتبَ كلَّ شيء يكون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه، من الأحاديث العظيمة التي تتعلق بأصول العقيدة الإسلامية، وإليك شرحه الوافي:

الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان يحدّث أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ أوّل ما خَلَقَ اللهُ القَلَمَ، وأَمَرَهُ أن يَكْتُبَ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ».

1. شرح المفردات:

● أوّل ما خلق الله: أي أول المخلوقات على الإطلاق.
● القلم: أداة الكتابة، وهو هنا قلم عظيم خلقه الله تعالى لهذه المهمة الجليلة.
● أمره: أوحى إليه وأخبره بمشيئته.
● أن يكتب: أن يسجل ويُثبت.
● كل شيء يكون: كل ما سيحدث في الكون من أحداث، وأقدار، وخير وشر، ورزق وآجال، إلى قيام الساعة.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن بدء الخلق، فيذكر أن أول مخلوقات الله تعالى هو القلم. وهذا القلم ليس كالأقلام العادية، بل هو مخلوق عظيم، جعله الله وسيلة لتسجيل مقادير الخلائق.
ثم إن الله تعالى أمر هذا القلم بأن يكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم كل شيء: أرزاق العباد، وآجالهم، وأعمالهم، وأقدارهم، وما سيكون في الكون من أحداث.
وهذا الكتابة هي كتابة تقديرية في اللوح المحفوظ، وهي ما نسميه القدر، وهو علم الله الأزلي الذي سبق به خلقه، وعلمه بما سيكون قبل كونه.

3. الدروس المستفادة والعقائد المستفادة منه:

1- إثبات صفة الخلق لله تعالى: فالله هو الخالق وحده، وقد خلق القلم أولاً.
2- الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة، وهذا الحديث أصل من أصوله، حيث أن كل شيء مكتوب ومقدر سابقاً.
3- عظمة علم الله تعالى: فقد علم الله كل شيء قبل خلقه، ثم أمر القلم فكتب ذلك، فكل شيء يجري بقدر الله ومشيئته.
4- التسليم والرضا بقضاء الله: فإذا علم العبد أن كل شيء مكتوب، فإنه يرضى بقدر الله، ويحتسب الأجر عند المصائب، ويشكر الله على النعم.
5- الحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: فالقدر لا يمنع العمل والسعي، بل يجب على المسلم أن يجتهد ويأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله الذي قدّر الأسباب ومسبباتها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث صحيح، رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، وهو حسن.
● اللوح المحفوظ: هو الذي كتب فيه القلم مقادير الخلائق، وهو عند الله تعالى فوق العرش كما ذكر بعض أهل العلم.
● لا تعارض بين القدر ومشيئة العبد: فالله قدّر الأشياء، والعبد يفعلها بإرادته ومشيئته، ولكن مشيئة العبد تحت مشيئة الله تعالى كما قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30].
- من الآيات الدالة على هذا المعنى قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22].

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٢٣٢٩) عن أحمد بن جميل المروزيّ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن رباح بن زيد، عن عمر بن حبيب المكيّ، عن القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس .. فذكر مثله.
ومن هذا الوجه أخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة (٨٥٤).
ورواه أيضًا البزّار - قال الهيثميّ في: المجمع (٧/ ١٩٠): «رجاله رجال ثقات».
وأخرجه ابن أبي عاصم في: السنة (١٠٨) من طريق ابن المبارك.
قال البيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ١٩٢): قال أبو علي: لم يسنده عن القاسم غير عمر بن حبيب، وهو مكي يجمع حديثه».
قال الأعظمي: عمر بن حبيب هو المكيّ ثقة فاضل، وثّقه أهل العلم فلا يضر تفرّده، وبقية رجاله ثقات.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء

📜 حديث: أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية