ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم

حديث: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم

عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله ﷺ وأسلم يرمون فقال: «ارموا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميا، وارموا وأنا مع ابن الأدرع»، فأمسك القوم قسيّهم وقالوا: من كنتَ معه غلب. قال: «ارموا، وأنا معكم كلكم».

حسن: رواه أبو يعلى (٦١١٩)، وصحّحه ابن حبان (٤٦٩٥)، والحاكم (٢/ ٩٤) كلهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بشرح هذا الحديث النافع.

الحديث بلفظه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله ﷺ وأسلم يرمون فقال: «ارموا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميا، وارموا وأنا مع ابن الأدرع»، فأمسك القوم قسيّهم وقالوا: من كنتَ معه غلب. قال: «ارموا، وأنا معكم كلكم».
رواه البخاري في صحيحه.

شرح الحديث:

# أولاً. شرح المفردات:

● أسلم: هي قبيلة معروفة من قبائل العرب، وكانوا مشهورين بالرمي.
● يرمون: أي يمارسون الرمي بالسهام، وهو من أهم فنون القتال والتدريب العسكري في ذلك الزمان.
● بني إسماعيل: هم العرب، نسبة إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، أبو العرب العدنانية.
● كان رامياً: أي كان ماهراً في الرمي، شديد الإصابة فيه.
● ابن الأدرع: هو رجل من قبيلة أسلم، كان مشهوراً بمهارته الفائقة في الرمي، فصار مضرب المثل فيه.
● من كنتَ معه غلب: أي من تنصره وتكون في صفه، فهو الغالب لا محالة.

# ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ خرج ذات يوم على نفر من قبيلة أسلم وهم يتدربون على الرمي بالسهام. فقام ﷺ بتشجيعهم وحثهم على الاستمرار في هذا التدريب النافع، قائلاً لهم: "ارموا بني إسماعيل"، أي يا أبناء إسماعيل (العرب) تدربوا على الرمي.
ثم ذكر لهم حافزاً معنوياً كبيراً، فقال: "فإن أباكم كان رامياً"، أي أن جدكم الأكبر إسماعيل عليه السلام كان ماهراً في الرمي، فأنتم أحق بأن تحذوا حذوه وتقتدوا به في هذه المهارة الحربية الأصيلة.
ولم يكتفِ ﷺ بهذا، بل أراد أن يزيد في تحفيزهم بشكل عملي، فقال: "وارموا وأنا مع ابن الأدرع"، أي سأكون في فريق ابن الأدرع (أشهر رامٍ بينكم) لأشجعه وأسانده.
فلما سمع القوم ذلك، أمسكوا عن الرمي، أي توقفوا، وقالوا بحبهم الشديد للنبي ﷺ وثقتهم الكاملة بنصره: "من كنتَ معه غلب"، معناه: إذا كنت في فريق ابن الأدرع، فمن المستحيل أن يهزم، وسينتصر حتماً، ولن يكون للتنافس معنا معنى.
فأراد النبي ﷺ أن يعلمهم درساً في العدل والتواضع وأن تشجيعه ﷺ يعم الجميع، لا فريقاً دون آخر، فقال لهم: "ارموا، وأنا معكم كلكم". أي استمروا في التدريب، وتأكدوا أن دعمي ومساندتي ومعيتي هي لكم جميعاً، لكل فرد منكم.

# ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- الحث على تعلم الرمي والتدرب على فنون القتال: وهذا من أهم وسائل إعداد القوة التي أمر الله بها في قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. والرمي من أعظم أنواع القوة.
2- التشجيع والتحفيز من القائد: يظهر من فعل النبي ﷺ كيف كان يحفز أصحابه ويرفع من همتهم، ويستخدم أساليب متنوعة في التحفيز المعنوي والمادي.
3- الاقتداء بالأنبياء والصالحين: حيث وجههم ﷺ إلى الاقتداء بنبيهم إسماعيل عليه السلام في هذه الخصلة الحميدة.
4- تواضع النبي ﷺ وحكمته: حيث خرج ليشاهدهم ويمزح معهم (المزاح الحسن) بقوله أنه سيكون مع ابن الأدرع، ثم عدل عن ذلك لما رأى أثر كلمته عليهم، ليعلمهم أن تشجيعه للجميع.
5- محبة الصحابة الشديدة للنبي ﷺ وثقتهم بنصره: ظهر هذا جلياً في قولهم: "من كنت معه غلب". فهم يوقنون أن من يكون معه النبي ﷺ فهو winner لا محالة.
6- جواز استخدام أسلوب التنافس والتحفيز في التدريب: بشرط أن لا يؤدي إلى التحاسد أو التباغض.

# رابعاً. معلومات إضافية:

- الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو أعلى كتب الحديث صحة.
● الرمي من السنن المؤكدة التي هجرها كثير من المسلمين اليوم، وكان السلف الصالح يهتمون به اهتماماً عظيماً.
- قولهم "من كنت معه غلب" يدل على ما كانوا يرون من signs النصر والتأييد الإلهي مع النبي ﷺ في كل أمره.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٦١١٩)، وصحّحه ابن حبان (٤٦٩٥)، والحاكم (٢/ ٩٤) كلهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة .. فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فإنه حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم

📜 حديث: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية