حديث: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: ذاك إبراهيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول النبي ﷺ: «إن إبراهيم ﵇ هو خير البرية» تواضع من النبي ﷺ -

عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: «ذاك إبراهيم عليه السلام».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦٩: ١٥٠) من طرق عن المختار بن فُلفُل، عن أنس بن مالك .

عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: «ذاك إبراهيم ﵇».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فأرحب بك أيها السائل الكريم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الشريف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: «ذاك إبراهيم ﷺ».
راوي الحديث:
هو أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، وأحد أكثر الصحابة رواية للحديث.
مصدر الحديث:
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، في كتاب الفضائل، باب فضل إبراهيم الخليل ﷺ. وهو حديث صحيح متفق على صحته.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


* البرية: الخليقة، أو المخلوقات. وأصل الكلمة من "البَرّ" الذي هو خلاف البحر، فكأن المخلوقات برية لأنها خلقت على البر. والمقصود هنا: جميع المخلوقات من البشر.
* ذاك: اسم إشارة للبعيد، ويُستخدم للتعظيم والتفخيم. أي: ذلك الشخص الجليل هو إبراهيم.
* إبراهيم: هو أبو الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن ﷺ.

# 2. شرح الحديث:


جاء رجل إلى النبي ﷺ وهو ممتلئ إعجابًا ومحبةً له، فخاطبه بقوله: "يا خير البرية"، أي: يا أفضل الخلق وأشرفهم على الإطلاق.
فرد عليه النبي ﷺ بتواضع عظيم وأدب رفيع مع نبي الله إبراهيم، قائلاً: "ذاك إبراهيم". أي: لا تُطلق عليَّ هذا اللقب، فإن صاحب هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع هو نبي الله إبراهيم خليل الرحمن ﷺ.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


هذا الحديث العظيم يحوي كنوزًا من الحكم والأخلاق:
* تواضع النبي ﷺ: وهو سيد الخلق وأفضلهم عند الله، إلا أنه ﷺ لم يقبل المدح المطلق الذي يفضلّه على نبيٍ كريمٍ سبقه، بل نَسب الفضل إلى إبراهيم ﷺ. وهذا من كمال أدبه ﷺ مع الله وأنبيائه.
* الأدب مع الأنبياء السابقين: علمنا النبي ﷺ كيف نوقر الأنبياء ونعرف فضلهم ونحفظ مقامهم.
* عدم المغالاة في مدح الأشخاص: حتى لو كان الممدوح هو النبي ﷺ نفسه، فإنه ردّ هذا القول تأدبًا. وفيه إشارة إلى تحذير الأمة من الغلو فيه ﷺ، كما غلت النصارى في عيسى ﷺ.
* فضل إبراهيم ﷺ: الحديث يثبت فضل نبي الله إبراهيم ومكانته الرفيعة، فهو أبو الأنبياء، وخليل الرحمن، الذي كسر الأصنام وحاجه قومه في الله، وهو إمام الحنفاء.
* أن أفضلية النبي ﷺ على إبراهيم ﷺ هي في الدرجة والمنزلة عند الله تعالى، ولكن أدب النبي ﷺ وحكمته في التربية منعته من إظهار هذا التفاضل مباشرةً لأمته، لئلا يقلل ذلك من شأن نبي عظيم مثل إبراهيم في نفوسهم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* أجمع أهل السنة والجماعة على أن النبي محمدًا ﷺ هو أفضل الأنبياء والمرسلين على الإطلاق، ولكن هذا الحديث يبين أدبه في كيفية إيصال هذه الحقيقة.
* يستدل العلماء بهذا الحديث على ذم الغلو والمنهي عن الإطراء، وهو المبالغة في المدح.
* ينبغي للمسلم أن يتأدب بهذا الأدب، فيكون متواضعًا، ويعترف بفضل السابقين وأهل العلم والصلاح، ولا يبخس الناس أشياءهم.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦٩: ١٥٠) من طرق عن المختار بن فُلفُل، عن أنس بن مالك .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: ذاك إبراهيم

  • 📜 حديث: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: ذاك إبراهيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: ذاك إبراهيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: ذاك إبراهيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: ذاك إبراهيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب