حديث: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب إن إبراهيم ﵇ كان يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق بكلمات الله التامات
صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٧١) عن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير عن
منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ. هذا حديث عظيم في باب التحصين والرقية، وهاك شرحه على النحو التالي:
الحديث بلفظه:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة».
(رواه البخاري في صحيحه)
1. شرح المفردات:
* يعوذ: أي يطلب لهما العوذة والتحصين، وهي التعويذة أو الرقية التي يُلتجأ بها إلى الله للاستعاذة من الشرور.
* الحسن والحسين: هما سبطا رسول الله ﷺ وريحانتاه من الدنيا، ابنا ابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين.
* أباكما: أي أبوهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقيل: المراد بأبيهما النبي إبراهيم عليه السلام، وهو الأرجح والأشهر كما سيأتي.
* إسماعيل وإسحاق: هما ابنا النبي إبراهيم عليهما السلام.
* كلمات الله التامة: كلمات الله هنا泛指 صفاته تعالى وأسمائه، وأقواله، وأحكامه، ووعوده. و"التامة": الكاملة التي لا يعتريها نقص ولا عجز، والتي لا يردها شيء ولا يتخلف ما قضت به.
* شيطان: كل عاتٍ متمرد من الجن والإنس.
* هامة: قيل هي كل ذات سمٍّ تَهُرُّ الإنسان فتهلكه، كالثعابين والعقارب. وقيل: هي التي تَهِمُّ أي تسقط على رأس الإنسان فتُصيبه.
* عين لامة: "العين" هي النظر بإعجاب وحسد مما يسبب الضرر. و"اللامة" من "يَلُم"، أي التي تصيب وتلمس الإنسان بالضرر. فكل عين حاسدة ضارة.
2. شرح الحديث:
كان من هدي النبي ﷺ وشفقته على أحبابه وأهل بيته أنه كان يستعيذ بالله لسبطيه الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويحصنهم بهذه الكلمات العظيمة. وليرغبهم فيها ويبين لهم فضلها، أخبرهم ﷺ أن هذه الاستعاذة لها أصل قديم، وأن أباهم إبراهيم الخليل عليه السلام كان يعوذ بها ابنيه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.
والاستعاذة تكون بكلمات الله التامة الكاملة، التي لا يجاوزها شيء، والتي بها يحصل الأمن والتحصين التام من كل شر.
ويستعيذ بها من ثلاثة أمور:
1- من كل شيطان: وهذا يشمل شياطين الجن الذين يوسوسون ويؤذون، وشياطين الإنس الذين يأمرون بالمنكر ويصدون عن سبيل الله.
2- من كل هامة: وهي كل ما يؤذي من الحيوانات المؤذية ذات السموم، أو التي تسقط على الإنسان فتهلكه.
3- من كل عين لامة: وهي العين الحاسدة التي إذا نظرت إلى شيء أعجبها أثرت فيه بالسوء والضرر.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- مشروعية الرقية والاستعاذة: الحديث دليل على مشروعية الرقية والتعويذ بكلمات الله تعالى وأسمائه، وهي من أسباب دفع البلاء.
2- الاستعاذة تكون بالله وكلماته: لا يجوز الاستعاذة بغير الله، كالاستعاذة بالجن أو بالأموات، فهذه شرك. أما الاستعاذة بصفات الله وكلماته وأسمائه فهي من التوحيد.
3- عناية النبي ﷺ بأهل بيته: فيه بيان شفقة النبي ﷺ ورحمته بأطفاله وأحفاده، وحرصه على تحصينهم من كل مكروه.
4- الاقتداء بالأنبياء: بيان أن هدي النبي إبراهيم عليه السلام في التحصين موافق لهدي نبينا محمد ﷺ، مما يدل على وحدة المصدر وهو التوحيد.
5- التحذير من أذى العين والحسد: الاعتراف بحقيقة وجود العين والحسد، والتحذير منهما، والأخذ بالأسباب الشرعية للوقاية منهما كالاستعاذة بالله.
6- التوسل إلى الله بكماله: قوله "بكلمات الله التامة" يعلمنا أن نتوسل إلى الله تعالى بصفات الكمال والجلال التي له، فهو الكامل الذي لا نقص فيه.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث أصل من أصول الرقية الشرعية، ويجوز للمسلم أن يرقى نفسه وأهله بهذه الكلمات.
* يستحب أن ينفث (بنفخ هواء خفيف مع ريق قليل) على من يرقي بعد قراءة هذه التعويذة أو غيرها من الرقى الشرعية، كما كان يفعل النبي ﷺ.
* يجمع هذا الدعاء بين طلب السلامة من شرور الظاهر (الهامة) وشرور الباطن (الشيطان، العين).
* ينبغي للمسلم أن يعتقد أن النافع والضار هو الله وحده، وأن هذه الكلمات مجرد أسباب يأذن الله بها في دفع الضرر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .. فذكره.
قوله: «هامّة»: بتشديد الميم. كل ذات سم يقتل، وجمعه هوام.
وقوله: «لامّة»: بتشديد الميم أي ذات لمم، اللمم كل داء يلم من قتل أو جنون أو نحوهما أي من كل عين تصيب السوء.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 80 من أصل 185 حديثاً له شرح
- 55 الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد
- 56 ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا
- 57 إن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا
- 58 كان ينفخ على إبراهيم
- 59 كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه
- 60 حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم ومحمد ﷺ
- 61 معنى نحن أحق بالشك من إبراهيم
- 62 ختان النبي ابراهيم في سن الثمانين بالقدوم
- 63 دخل إبراهيم بسارة قرية فيها جبار
- 64 لم يكذب إبراهيم النبي قط إلا ثلاث كذبات
- 65 غير عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك
- 66 إبراهيم يترك هاجر وإسماعيل في مكة عند البيت الحرام
- 67 أعوذ بك من: البخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال
- 68 ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد...
- 69 الدجال مكتوب بين عينيه كافر
- 70 أخذت اللبن فشربته فقال: هديت الفطرة
- 71 أقرب الناس شبها بالأنبياء
- 72 يا خير البرية، فقال رسول الله ﷺ: ذاك إبراهيم
- 73 أُتيت بالبراق ثم عرج بي إلى السماء السابعة
- 74 رفع لي البيت المعمور
- 75 فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة
- 76 إدريس في الثانية وهارون في الرابعة وإبراهيم في السادسة وموسى...
- 77 ابْتِلَاءُ إِبْرَاهِيمَ بِالطَّهَارَةِ: خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ وَخَمْسٌ فِي الجَسَدِ
- 78 تُحشرون حفاة عراة غرلا ثم يؤخذ برجال من أصحابي
- 79 دخل النبي ﷺ البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم
- 80 كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان...
- 81 من مات من الأولاد فهو على الفطرة
- 82 قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام
- 83 قصة السيدة هاجر أم اسماعيل
- 84 أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل
- 85 أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب إسماعيل بن إبراهيم
- 86 مر النبي ﷺ على نفر من أسلم ينتضلون
- 87 ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا معكم كلكم
- 88 سعي النبي بين الصفا والمروة
- 89 دفن في الحجر مع أمه هاجر
- 90 الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف
- 91 فعن معادن العرب تسألوني؟ الناس معادن
- 92 ذهب جبريل بإبراهيم إلى جمرة العقبة فرمى الشيطان بسبع حصيات
- 93 لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي
- 94 أكرم الناس أتقاهم لله
- 95 معنى الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف
- 96 إن كنت بريئة فسيبرئك الله
- 97 أكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي...
- 98 مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف
- 99 إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء قال:...
- 100 مري أبا بكر يصلي بالناس
- 101 دعاء النبي للمستضعفين من المؤمنين
- 102 أتيت على يوسف فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ...
- 103 أتيت بالبراق فإذا أنا بيوسف قد أعطي شطر الحسن
- 104 بينما أيوب يغتسل عريانًا خر عليه رجل جراد من ذهب
معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
📜 حديث: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








