قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام

حديث: قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام

عَن أبي هُرَيرة قال: قال رَسُول الله ﷺ: «إن في الجنة قصرًا - أحسبه قال: من لؤلؤ - ليس فيه فصمٌ ولا وهنٌ أعده الله تبارك وتعالى لخليله إبراهيم ﷺ نزلا».

حسن: رواه البزار (٨٧٩٠)، والطبراني في الأوسط (٦٥٣٩) كلاهما من طرق عن النضر بن شميل، حَدَّثنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن عكرمة، عَن أبي هُرَيرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عَن أبي هُرَيرة قال: قال رَسُول الله ﷺ: «إن في الجنة قصرًا - أحسبه قال: من لؤلؤ - ليس فيه فصمٌ ولا وهنٌ أعده الله ﵎ لخليله إبراهيم ﷺ نزلا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما من كتب الحديث المعتمدة.

أولاً. شرح المفردات:

● قصرًا: بناء عالٍ فاخر واسع، وهو أعلى من الدار وأفخم.
● أحسبه قال: من لؤلؤ: هذه عبارة من الراوي أبي هريرة رضي الله عنه يشك فيها، أي يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف هذا القصر بأنه مصنوع من اللؤلؤ.
● ليس فيه فصمٌ ولا وهنٌ:
● الفصم: الشق والتصدع والانكسار.
● الوهن: الضعف والهزال وسوء البنية.
فالمعنى: أنه قصر متين كامل، لا عيب فيه ولا خلل، لا يتصدع ولا يضعف.
● أعده الله: هيأه وخلقه وجعله موجودًا.
● لخليله إبراهيم: أي لأجل خليله إبراهيم عليه السلام، والخليل هو المحبّ المحض، الذي بلغ أعلى درجات المحبة والولاء لله تعالى.
● نزلاً: ما يهيأ للضيف من كرم وحسن接待، وهو هنا بمعنى: ضيافة وكرم وإكرام.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن عظمة ما أعده الله تعالى لأنبيائه وأوليائه في الجنة، فيذكر وجود قصر عظيم فيها، يظن الراوي أنه من اللؤلؤ، وهذا يدل على نفاسته وعلو قيمته وجماله الأخّاذ.
ويصف النبي صلى الله عليه وسلم متانة هذا القصر وكماله، فهو خالٍ من أي عيب أو نقص، لا تصدعات تشوه جماله، ولا ضعف في بنائه، فهو كامل متين دائم البقاء.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قد هيأ هذا القصر الفاخر كنُزُلٍ وضيافة لإبراهيم عليه السلام، تكريمًا له وتشريفًا لمقامه العالي عند الله، وهو مقام الخُلّة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات نعيم الجنة الحسي: الحديث دليل على حقيقة ما في الجنة من قصور ونعيم مادي يرى بالعين ويلمس، على حقيقتها، لا على سبيل المجاز.
2- كمال نعيم الجنة وخلوه من العيوب: نعيم الجنة كامل لا ينقصه شيء، فلا يصيبه كسر ولا ضعف ولا يبلى، على عكس نعيم الدنيا الزائل المعرّض للآفات.
3- علو منزلة النبي إبراهيم عليه السلام: اختصاصه بهذا الإكرام العظيم دليل على مكانته السامية عند الله تعالى، حيث بلغ مرتبة الخلة، وهي أسمى مراتب المحبة.
4- كرم الله تعالى وجوده: فمن كرمه تعالى أن يهيئ لأحبابه وأوليائه这样的 الكرامة العظيمة، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
5- الترغيب في العمل للجنة: مثل هذه الأحاديث تزرع في قلب المؤمن الشوق إلى الجنة وما فيها، فتحثه على العمل الصالح والإكثار من الطاعات لنيل هذا الفضل العظيم.

رابعًا. معلومات إضافية:

- الخلة التي اختص بها إبراهيم عليه السلام هي أعلى من المحبة، فهي محبة تامة تقتضي أن يكون المحبّ لا يحب شيئًا سوى محبوبه، وقد اجتمعت له عليه السلام خلة الله له وخُلّته لله، فكان خليل الله حقًا.
- هذا القصر هو جزء من نعيم إبراهيم عليه السلام، وليس كل نعيمه، فله في الجنة من النعيم ما هو أعظم وأكبر، كما لأهل الإيمان والصلاح.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يبلغنا وإياكم جنته، وأن ينعم علينا برؤية وجهه الكريم والفوز برضوانه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٨٧٩٠)، والطبراني في الأوسط (٦٥٣٩) كلاهما من طرق عن النضر بن شميل، حَدَّثنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن عكرمة، عَن أبي هُرَيرة .. فذكره.
ورواه البزار (٨٧٨٩) من وجه آخر عن يزيد بن هارون قال: أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة، عن سماك، عن عكرمة، عَن أبي هُرَيرة.
وقال عقبه: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن حماد بن سلمة فأسنده إلَّا يزيد بن هارون والنضر
ابن شميل وغيرهما يروونه موقوفا».
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا حماد بن سلمة، ولا رواه عن حماد إلا النضر بن شميل ويزيد بن هارون».
قال ابن كثير عقب كلام البزار المذكور: «قلت: لولا هذه العلة لكان على شرط الصحيح، ولم يخرجوه». البداية والنهاية (١/ ٣٩٩).
قال الأعظمي: النضر بن شميل ويزيد بن هارون ثقتان، فلا يضر من رواه موقوفا، ثم الموقوف يرجع إلى الرفع لأنه من الأمور الغيبيات، وقول ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٣٩٩) عقب كلام البزار: لولا هذه العلة لكان على شرط الصحيح ولم يخرجوه.
قال الأعظمي: هذه العلة غير قادحة إلا أنه حسن من أجل الكلام في سماك بن حرب، عن عكرمة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام

📜 حديث: قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قصر في الجنة من لؤلؤ لإبراهيم عليه السلام

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية