لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

حديث: لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: ٢٦٠] ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي».

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٧٢)، ومسلم في الإيمان (١٥١: ٢٣٨) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: ٢٦٠] ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي».

1. شرح المفردات:

● أحق بالشك: الأولى بأن نسأل عن الدليل والبرهان؛ لأننا أكثر حاجة إلى طمأنينة القلب.
● يأوي إلى ركن شديد: يلجأ إلى معقل قوي وحماية متينة، وهو يشير إلى توكله على الله تعالى.
● لأجبت الداعي: لاستجبْت لدعوة الرسول إلى التوحيد والإيمان دون تردد.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث العظيم يوضح مكانة النبيين وفضلهم، ويبين طبيعة البشر حتى في أعلى درجات الإيمان:
● قوله ﷺ: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»:
ليس المقصود "الشك" المنافي للإيمان، بل السؤال طلبًا للزيادة في اليقين والطمأنينة. فالنبي إبراهيم عليه السلام لم يشك في قدرة الله، بل سأل عن الكيفية طلبًا لزيادة الاطمئنان القلبي. والأمة المحمدية أحق بهذا الطلب؛ لأنها لم تشاهد المعجزات المشاهدة كما رأها الأنبياء.
● قوله ﷺ: «ويرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركن شديد»:
يشير إلى نبي الله لوط عليه السلام الذي واجه قومًا فاسدين، لكنه كان يعتمد على الله تعالى اعتمادًا كاملًا. "الركن الشديد" هو الله تعالى، فهو الملجأ القوي والحماية الحقيقية.
● قوله ﷺ: «ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي»:
يعني أن النبي يوسف عليه السلام لبث في السجن سنوات طويلة، وكان صابرًا محتسبًا. ولو عاش النبي محمد ﷺ مثل تلك المدة في السجن، لكان صبره واحتسابه أعظم، ولأجاب داعي الله مباشرة دون تردد. وهذا من تواضعه ﷺ واعترافه بفضل إخوانه من الأنبياء.

3. الدروس المستفادة:

1- طلب زيادة اليقين لا ينافي الإيمان:
السؤال لتحقيق الطمأنينة القلبية جائز، كما فعل إبراهيم عليه السلام، وهو من أسباب قوة الإيمان.
2- التوكل على الله هو الركن الشديد:
المؤمن الحقيقي يلجأ إلى الله في جميع أحواله، ويوكل عليه، كما فعل لوط عليه السلام.
3- الصبر على البلاء من علامات الإيمان:
الصبر على الاختبارات كصبر يوسف في السجن يدل على قوة اليقين وعلو الهمة.
4- تواضع النبي ﷺ:
في هذا الحديث تواضع عظيم من النبي ﷺ حيث فضّل صبر يوسف عليه السلام، مع أن صبره ﷺ كان عظيمًا أيضًا.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- يُستفاد منه أن الأنبياء هم أفضل الخلق، لكن لكل نبي فضله واختباره.
- لا تعارض بين هذا الحديث وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ تُؤْمِنْ﴾؛ لأن السؤال كان للاستزادة من اليقين، لا الشك الحقيقي.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يزيدنا يقينًا وطمأنينة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٧٢)، ومسلم في الإيمان (١٥١: ٢٣٨) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة .. فذكره.
وفي لفظ للبخاري: «يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد».
رواه في أحاديث الأنبياء (٣٣٧٥) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة .. فذكره.
ومعنى قوله: «لأجبت الداعي» هو رسول الملك الوارد ذكره في الآية: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٠].
وقوله: «ونحن أحق بالشك من إبراهيم» المقصود به نفي الشك من إبراهيم وإثبات إيمانه القوي وذلك بنسبة الشك إلى نفسه وهو منفي عنه ﷺ بلا شك».
والمراد بالركن: العشيرة والجماعة.
وقد ترحم عليه النبي ﷺ لسهوه في الوقت الذي ضاق صدرُه، واشتدّ جزعه بما دهمه من قومه حتى قال: «أو آوي إلى ركن شديد»، يعني العشيرة، وقد كان عليه أن يأوي إلى أشد الأركان
وهو الله سبحانه وتعالى.
ويجوز أن يكون قد نسي ذلك، ثم تذكّر فالتجأ إلى الله سبحانه وتعالى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

📜 حديث: لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية