أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

حديث: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَال: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ». قَال عَبْدُ اللَّهِ: كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ بِضعًا وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٢٦٠) عن أحمد بن أبي بكر، حدثنا مغيرة بن
عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ». قَال عَبْدُ اللَّهِ: كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ.

1. شرح المفردات:

● أَمَّرَ: جعله أميرًا وقائدًا.
● غَزْوَةِ مُوتَةَ: معركة مؤتة (مكان في بلاد الشام).
● الْتَمَسْنَا: بحثنا وطلبنا.
● بِضْعًا وَتِسْعِينَ: ما بين التسعين والمئة (البضع: من ٣ إلى ٩).

2. شرح الحديث:

حدثت غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة، وكانت ضد الروم وحلفائهم من العرب. وقد عيَّن النبي ﷺ ثلاثة قادة بالترتيب:
● زيد بن حارثة (مولى النبي ﷺ وأحد أحب الناس إليه).
- ثم جعفر بن أبي طالب (ابن عم النبي ﷺ والملقب بجعفر الطيار).
- ثم عبد الله بن رواحة (الشاعر المجاهد).
وهذا الترتيب يدل على حكمة النبي ﷺ في التأكيد على استمرارية القيادة وعدم ترك الجيش بدون قائد، مما يحفظ تماسك الجيش ويضمن استمرارية القتال.
وفي الواقع، استشهد القادة الثلاثة واحدًا تلو الآخر، كما تنبأ النبي ﷺ. وقد وجد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بين القتلى، وقد أصاب جسده نحو تسعين جرحًا بين طعنة برمح ورمية بسهم، مما يدل على شجاعته وصبره في القتال حتى آخر لحظة.

3. الدروس المستفادة:

● أهمية التنظيم والقيادة: بيَّن النبي ﷺ أهمية وجود قيادة واضحة ومتسلسلة في الجيش.
● التضحية والفداء: استشهاد القادة الثلاثة يدل على أعلى درجات التضحية في سبيل الله.
● طاعة القائد: الجيش الإسلامي التزم بترتيب القيادة الذي حدده النبي ﷺ، مما يعلمنا أهمية الطاعة في النظام.
● الثقة في تخطيط النبي ﷺ: تحقق ما أخبر به النبي ﷺ، مما يزيد من يقيننا بنبوته.

4. معلومات إضافية:

- استشهد في مؤتة أيضًا عدد من الصحابة، وكانت معركة شديدة ضد جيش كبير.
- بعد استشهاد القادة الثلاثة، اختار المسلمون خالد بن الوليد قائدًا، وقد أظهر براعة تكتيكية في إنقاذ الجيش.
- روي أن جعفر بن أبي طالب قطعت يداه في القتال، فكان يمسك الراية بذراعيه حتى استشهد، فلقبه النبي ﷺ بـ"جعفر الطيار" لأنه يطير في الجنة بجناحين.

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٢٦٠) عن أحمد بن أبي بكر، حدثنا مغيرة بن
عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.
وأما ما رُوي عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدًا، فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فابن رواحة، فتخلف ابن رواحة، فجمّع مع رسول الله ﷺ فرآه فقال: «ما خلّفك؟» قال: أجمّع معك، قال: «لغدوة أو روحة خير من الدنيا وما فيها» فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٢٣١٧) عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره.
وأخرجه الترمذي (٥٢٧) من حديث أبي معاوية عن الحجاج به نحوه، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال شعبة: لم لسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث، وعدها شعبة، وليس هذا الحديث فيما عد شعبة، فكأن هذا الحديث لم يسمعه الحكم من مقسم.
قال الأعظمي: وفيه أيضًا حجاج وهو ابن أرطاة مدلس وقد عنعن.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 607 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

📜 حديث: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية