حديث: صلح الحديبية ووثوب بني بكر على خزاعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر الأسباب الموجبة للمسير إلى مكة

عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة، أنهما حدثاه جميعًا، قالا: كان في صلح رسول الله ﷺ يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء يدخل في عقد محمد وعهده دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت خزاعة، فقالوا: نحن ندخل في عقد محمد ﷺ وعهده، وتواثبت بنو بكر، فقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم، فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة والثمانية عشر شهرًا، ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم. وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله ﷺ وعهده ليلًا بماء لهم يقال له: الوتير قريب من مكة، فقالت قريش: ما يعلم بنا محمد، وهذا الليل وما يرانا أحد، فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح، فقاتلوهم معه للطعن علي رسول الله ﷺ، وأن عمر بن سالم ركب إلى رسول الله ﷺ عند ما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير، حتى قدم المدينة على رسول الله ﷺ يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر، فلما قدم على رسول الله ﷺ أنشده إياها:
اللهم إني ناشد محمدًا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
كنا والدًا وكنت ولدًا ... ثم أسلمنا ولم ننزع يدا
فأنصر رسول الله نصرًا أعندا ... وأدع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا ... إن سيم خسفًا وجهه تربدا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريشًا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وزعموا أن لست أرجو أحدًا
فهم أذل وأقل عددًا ... قد جعلوا لي بكداء مرصدًا
هم بيتونا بالوتير هجدًّا ... فقتلونا ركعًا وسجدًّا
فقال رسول الله ﷺ: «نصرت يا عمرو بن سالم».
فما برح رسول الله ﷺ مرت عنانة في السماء، فقال رسول الله ﷺ: «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب».
وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه، وسأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم.

حسن: رواه البيهقي في الدلائل (٥/ ٦ - ٧) من حديتَ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة فذكراه، وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح بالتحديث وهو في سيرة ابن هشام (٢/ ٣٩٠) من هذا الوجه نحوه.

عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة، أنهما حدثاه جميعًا، قالا: كان في صلح رسول الله ﷺ يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء يدخل في عقد محمد وعهده دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت خزاعة، فقالوا: نحن ندخل في عقد محمد ﷺ وعهده، وتواثبت بنو بكر، فقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم، فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة والثمانية عشر شهرًا، ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم. وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله ﷺ وعهده ليلًا بماء لهم يقال له: الوتير قريب من مكة، فقالت قريش: ما يعلم بنا محمد، وهذا الليل وما يرانا أحد، فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح، فقاتلوهم معه للطعن علي رسول الله ﷺ، وأن عمر بن سالم ركب إلى رسول الله ﷺ عند ما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير، حتى قدم المدينة على رسول الله ﷺ يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر، فلما قدم على رسول الله ﷺ أنشده إياها:
اللهم إني ناشد محمدًا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
كنا والدًا وكنت ولدًا ... ثم أسلمنا ولم ننزع يدا
فأنصر رسول الله نصرًا أعندا ... وأدع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا ... إن سيم خسفًا وجهه تربدا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريشًا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وزعموا أن لست أرجو أحدًا
فهم أذل وأقل عددًا ... قد جعلوا لي بكداء مرصدًا
هم بيتونا بالوتير هجدًّا ... فقتلونا ركعًا وسجدًّا
فقال رسول الله ﷺ: «نصرت يا عمرو بن سالم».
فما برح رسول الله ﷺ مرت عنانة في السماء، فقال رسول الله ﷺ: «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب».
وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه، وسأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي تفضلتم بذكره يتعلق بواقعة عظيمة من وقائع السيرة النبوية، وهي حادثة نقض قريش لصلح الحديبية وما ترتب عليها من فتح مكة. وإليكم الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● عقد محمد وعهده: أي دخول في حلف وعهد مع النبي ﷺ.
● عقد قريش وعهدهم: أي دخول في حلف وعهد مع قريش.
● تواثبت: أي تسارعت واندفعت.
● الهدنة: السلام والصلح.
● واثبوا: أي هجموا فجأة.
● بالكراع والسلاح: أي بالخيل والسلاح.
● للطعن على رسول الله ﷺ: أي لإيذائه ونقض عهده.
● مرت عنانة في السماء: أي سحابة.
● تستهل بنصر بني كعب: أي تُمطِر بنصر قبيلة كعب (وهي خزاعة).
● بالجهاز: أي بالتجهز للقتال.
● يعمي على قريش خبره: أي يخفي عنهم أخباره.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث حدثًا مهمًا بعد صلح الحديبية، الذي عقده النبي ﷺ مع قريش سنة 6 هـ. ومن بنود الصلح أن القبائل العربية حرة في الانضمام إلى حلف النبي ﷺ أو إلى حلف قريش. فانضمت خزاعة إلى عهد النبي ﷺ، بينما انضمت بنو بكر إلى عهد قريش.
وبعد مدة (حوالي 18 شهرًا)، نقض بنو بكر – بدعم من قريش – العهد وهاجموا خزاعة ليلًا عند ماء الوتير قرب مكة. وساعدت قريش بني بكر بالسلاح والخيل، معتقدين أن النبي ﷺ لن يعلم بهم بسبب الظلام وبعد المسافة.
ولما علم عمر بن سالم الخزاعي بما حدث، أسرع إلى المدينة وأنشد النبي ﷺ أبياتًا يستنجده بها، ويذكر حلفهم القديم مع النبي ﷺ، ويشكو نقض قريش للعهد. فطمأنه النبي ﷺ قائلًا: "نصرت يا عمرو بن سالم"، ثم رأى سحابة في السماء فأخبر أنها تحمل نصرًا من الله لقبيلته.
ثم أمر النبي ﷺ أصحابه بالتجهز للخروج، وأخفى عنهم الوجهة حتى يفاجئ قريشًا في ديارهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوف الوفاء بالعهود: نقض قريش للعهد يدل على خسة الأخلاق، ويذكرنا بأهمية الوفاء بالوعود والعهود في الإسلام.
● نصرة المظلوم: استجابة النبي ﷺ لاستغاثة خزاعة يؤكد على وجوب نصر المظلوم وإن كان من غير المسلمين إذا كان في عهد المسلمين.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ توكل على الله في النصر، ولكنّه أيضًا أخذ بالأسباب من تجهيز الجيش وإخفاء الخطط.
● علامات النصر الإلهي: رؤية السحابة واستشعار نصر الله يدل على أن النصر من عند الله، وهو يؤيد من يشاء من عباده.
● الحكمة في التخطيط: إخفاء النبي ﷺ وجهة الجيش حتى يفاجئ قريشًا يدل على الحكمة العسكرية والتخطيط المحكم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الحادثة كانت السبب المباشر لفتح مكة، الذي حدث في السنة 8 هـ.
- خزاعة كانت حليفة للنبى ﷺ منذ زمن عبد المطلب جد النبي ﷺ، مما يوضح قوة العلاقة التاريخية.
- أبيات الشعر التي أنشدها عمر بن سالم أصبحت مشهورة في كتب السيرة والأدب، وهي تعبر عن تضرع واستغاثة بالمظلومين.
- فتح مكة تم دون قتال كبير بسبب هذه الحادثة، ودخل الناس في دين الله أفواجًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي في الدلائل (٥/ ٦ - ٧) من حديتَ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة فذكراه، وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح بالتحديث وهو في سيرة ابن هشام (٢/ ٣٩٠) من هذا الوجه نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 628 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلح الحديبية ووثوب بني بكر على خزاعة

  • 📜 حديث: صلح الحديبية ووثوب بني بكر على خزاعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلح الحديبية ووثوب بني بكر على خزاعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلح الحديبية ووثوب بني بكر على خزاعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلح الحديبية ووثوب بني بكر على خزاعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب