حديث: صيام المسافر في رمضان ونهي النبي عن المشقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أُمر المشاة إلى مكة بالإسراع في المشي

عن جابر أن رسول الله ﷺ خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان حتى بلغ كراع الغميم. قال: فصام الناس، وهم مشاة وركبان، فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصوم، إنما ينظرون ما تفعل، فدعا بقدح، فرفعه إلى فيه، حتى نظر الناس، ثم شرب، فأفطر بعض الناس، وصام بعض، فقيل للنبي ﷺ: إن بعضهم صام، فقال: «أولئك العصاة». واجتمع المشاة من أصحابه، فقالوا: نتعرض لدعوات رسول الله ﷺ، وقد اشتد السفر، وطالت المشقة، فقال لهم رسول الله ﷺ: «استعينوا بالنسل، فإنه يقطع عَلم الأرض، وتخفون له». قال: ففعلنا، فخففنا له.

صحيح: رواه أبو يعلى (١٨٨٠) - وعنه ابن حبان (٢٧٠٦) - عن عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.

عن جابر أن رسول الله ﷺ خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان حتى بلغ كراع الغميم. قال: فصام الناس، وهم مشاة وركبان، فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصوم، إنما ينظرون ما تفعل، فدعا بقدح، فرفعه إلى فيه، حتى نظر الناس، ثم شرب، فأفطر بعض الناس، وصام بعض، فقيل للنبي ﷺ: إن بعضهم صام، فقال: «أولئك العصاة». واجتمع المشاة من أصحابه، فقالوا: نتعرض لدعوات رسول الله ﷺ، وقد اشتد السفر، وطالت المشقة، فقال لهم رسول الله ﷺ: «استعينوا بالنسل، فإنه يقطع عَلم الأرض، وتخفون له». قال: ففعلنا، فخففنا له.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● كراع الغميم: موضع قرب مكة بينه وبين مكة حوالي 80 كيلومترًا.
● مشاة وركبان: أي منهم من يمشي على قدميه ومنهم من يركب الدواب.
● شق عليهم الصوم: أي صار الصوم ثقيلاً عليهم ومتعبًا بسبب شدة السفر.
● العصاة: أي الذين خالفوا أمر النبي ﷺ بإفطارهم.
● النسل: الإسراع في المشي.
● يقطع عَلم الأرض: أي يقطع المسافة الطويلة ويجتاز المعالم البعيدة.
● وتخفون له: أي يصير السفر خفيفًا عليكم بالإسراع.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ خرج في رمضان عام فتح مكة (السنة الثامنة للهجرة) ومعه الصحابة، فلما وصلوا إلى مكان يسمى "كراع الغميم" كان الصحابة صائمين، وكان ضمنهم من يمشي على قدميه ومن يركب، فبلغ النبي ﷺ أن الصوم قد شق على الناس بسبب مشقة السفر وهم ينتظرون ما يفعله النبي ﷺ ليتبعوه.
فدعا النبي ﷺ بقدح من ماء ورفعه حتى يراه الناس جميعًا ثم شرب، فأفطر بعض الناس اقتداء به، وبقي بعضهم على صومهم. فلما أخبر النبي ﷺ أن بعضهم لم يفطر، وصفهم بـ "العصاة" لأنهم خالفوا أمره بالإفطار بعد أن بين لهم الرخصة.
ثم اجتمع المشاة من الصحابة وشكوا له مشقة السفر وطلبوا منه الدعاء لهم، فأمرهم النبي ﷺ بالإسراع في المشي (النسل) وبيّن لهم أن الإسراع يقطع المسافات الطويلة ويجعل السفر أخف عليهم، ففعلوا ذلك فوجدوا الراحة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- رخصة الفطر في السفر: الحديث دليل واضح على جواز الفطر في السفر في رمضان، بل إن النبي ﷺ عاتب من صام مع وجود المشقة.
2- اتباع الرخصة أفضل: الأفضل للمسلم أن يقبل الرخصة التي شرعها الله ولا يتكلف المشقة بغير فائدة.
3- قدوة الإمام: الناس يقتدون بإمامهم وقائدهم في الأمور الشرعية، لذا ينبغي له أن يبين الأحكام عمليًا.
4- الحكمة في توجيه المشقة: instead of الدعاء فقط، وجههم النبي ﷺ إلى سبب عملي لتخفيف المشقة (الإسراع في المشي)، مما يعلمنا الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.
5- وصف المخالف بالعصاة: بيان أن مخالفة أمر النبي ﷺ معصية حتى لو كان الأمر على سبيل الرخصة والاستحباب.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أدلة جمهور العلماء على أن الفطر في السفر أفضل من الصوم إذا كان فيه مشقة.
- الحديث يظهر رحمة النبي ﷺ بأمته وحرصه على تيسير الأمور عليهم وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به.
- فيه إشارة إلى أن السفر الشاق يبيح الفطر حتى لو كان سفر طاعة (كالجهاد في سبيل الله).
أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (١٨٨٠) - وعنه ابن حبان (٢٧٠٦) - عن عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (٢٥٣٦) من وجه آخر عن عبد الوهاب به مختصرًا. ورواه (٢٥٣٧) أيضًا من طريق ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد به مختصرًا، وفيه «عليكم بالنسلان».
وقوله: «النسل» هو الإسراع في المشي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 630 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيام المسافر في رمضان ونهي النبي عن المشقة

  • 📜 حديث: صيام المسافر في رمضان ونهي النبي عن المشقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صيام المسافر في رمضان ونهي النبي عن المشقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صيام المسافر في رمضان ونهي النبي عن المشقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صيام المسافر في رمضان ونهي النبي عن المشقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب