من غل شيئا فأنا منه

حديث: من غل شيئا فأنا منه

عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي ﷺ، فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله ﷺ: «كلا، إني رأيته في النار، في بردة غلها، أو عباءة» ثم قال رسول الله ﷺ: «يا ابن الخطاب! اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون» قال فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١١٤) عن زهير بن حرب، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني سماك الحنفي أبو زميل، قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تحمل دروسًا وعبرًا جليلة، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان، وأن إفشاء السلام سبب لحصولها.

ثانيًا. شرح المفردات:

● يوم خيبر:指 معركة خيبر التي وقعت بين المسلمين واليهود في السنة السابعة للهجرة.
● شهيد:指 من قُتل في سبيل الله وهو مقبل غير مدبر.
● بردة:指 نوع من الثياب أو الرداء.
● غلها:指 سرقها أو أخذها خلسة من الغنيمة قبل تقسيمها.

ثالثًا. شرح الحديث:

يخبرنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن في غزوة خيبر، جاء نفر من الصحابة يبشرون النبي صلى الله عليه وسلم بأن عددًا من المسلمين قُتلوا شهداء في المعركة، فلما مروا على رجل معين قالوا: وهذا شهيد أيضًا، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: "كلا، إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة"، أي أن هذا الرجل ليس بشهيد لأنه أخذ من الغنيمة شيئًا بغير حق (سرق) قبل أن تقسم، فحرم نفسه من شهادة الشهداء وفضائلهم.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن ينادي في الناس: "ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون"، أي أن الإيمان ليس مجرد ادعاء أو قتال في المعركة، بل هو يقين وطاعة وتجنب للمعاصي.

رابعًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- خطورة الغلول (الخيانة في الغنائم): فالرجل قاتل في سبيل الله ولكنه خان في الأمانة فأدخله النار.
2- الإيمان شرط لدخول الجنة: فلا يكفي الانتساب للإسلام أو القتال في الصفوف دون إيمان صادق يمنع صاحبه من المعاصي.
3- الشرك الخفي: قد يظن الإنسان أنه على خير وهو يخفي في قلبه خيانة أو معصية تهلكه.
4- الوعيد الشديد على أخذ الحرام: وخصوصًا أموال الغنائم التي هي حق للجماعة.
5- الحكمة من بيان مثل هذه المواقف: لتكون عبرة للمؤمنين في تجنب الخيانة وأكل الحرام.

خامسًا. فوائد إضافية:

- يستفاد من الحديث أن الأعمال بخواتيمها، فالعبرة بكيفية الختام.
- الشهادة في سبيل الله من أعلى المراتب، ولكنها تُسلب بمعصية الله كالغلول.
- النبي صلى الله عليه وسلم يبين للأمة أسباب النجاة وأسباب الهلاك حتى يتجنبوها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين الصادقين، وأن يحفظنا من الخيانة والغدر، وأن يتوفانا على الإيمان والتقوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١١٤) عن زهير بن حرب، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني سماك الحنفي أبو زميل، قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، فذكر مثله.
قال الواقدي: فعبّى رسول الله ﷺ أصحابه للقتال وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، وراية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام، وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم، وحسابهم على الله، قال: فبرز رجل منهم، فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله، ثم برز آخر، فبرز إليه علي فقتله، ثم برز آخر، فبرز إليه أبو دجانة فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلًا كلما قتل منهم رجل، دعا من بقي منهم إلى الإسلام، ولقد كانت الصلاة تحضر ذلك اليوم، فيصلي رسول الله ﷺ بأصحابه، ثم يعود
فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله عز وجل ورسوله، وقاتلهم حتى أمسوا، وغدا عليهم، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا بأيديهم، وفتحها عَنوة، وغنمهم الله أموالهم، وأصابوا أثاثًا ومتاعًا كثيرًا، وأقام رسول الله ﷺ بوادي القرى أربعة أيام، فقسم ما أصاب على أصحابه، وترك الأرض والنخيل في أيدي اليهود وعاملهم عليها، فلما بلغ يهود تيماء ما وطئ به رسول الله ﷺ خيبر وفدك ووادي القرى، صالحوا رسول الله ﷺ على الجزية، وأقاموا بأيديهم أموالهم، فلما كان عمر أخرج يهود خيبر وفدك، ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى، لأنهما داخلتان في أرض الشام، ويرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز، وما وراء ذلك من الشام، قال: ثم انصرف رسول الله ﷺ راجعا إلى المدينة بعد أن فرغ من خيبر ووادي القرى، وغنمه الله عز وجل. مغازي الواقدي (٢/ ٧١٠ - ٧١٣).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 582 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من غل شيئا فأنا منه

📜 حديث: من غل شيئا فأنا منه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من غل شيئا فأنا منه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من غل شيئا فأنا منه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من غل شيئا فأنا منه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية