حديث: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سبب تسمية غزوة ذات الرقاع

عَن أَبِي مُوسَى قَال: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ - وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنَا بَعِير نَعْتَقِبُهُ، قال: فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا، فنَقِبَتْ قَدَمَايَ وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ، لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ عَلَى أَرْجُلِنَا مِنَ الْخِرَقِ.
قال أبو بردة: فحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا الحديث، ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ، قَال: كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ.
قال أبو أسامة: وزادني غير بريد: والله يجزى به.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٢٨) ومسلم في الجهاد (١٨١٦) كلاهما عن محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.

عَن أَبِي مُوسَى قَال: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ - وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنَا بَعِير نَعْتَقِبُهُ، قال: فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا، فنَقِبَتْ قَدَمَايَ وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ، لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ عَلَى أَرْجُلِنَا مِنَ الْخِرَقِ.
قال أبو بردة: فحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا الحديث، ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ، قَال: كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ.
قال أبو أسامة: وزادني غير بريد: والله يجزى به.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن أبي موسى قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزاة - ونحن ستة نفر، بيننا بعير نعتقبه، قال: فنقبت أقدامنا، فنقبت قدماي وسقطت أظفاري، وكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق. قال أبو بردة: فحدث أبو موسى بهذا الحديث، ثم كره ذاك، قال: كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه. قال أبو أسامة: وزادني غير بريد: والله يجزى به.


1. شرح المفردات:


● غزاة: أي غزوة من غزوات النبي ﷺ.
● نعتقبه: نتعاقب عليه، أي نركبه بالتناوب.
● نقبت أقدامنا: أي تشققت وتقرحت من المشي.
● سقطت أظفاري: تساقطت أظافره من شدة التعب والألم.
● الخرق: قطع القماش البالية أو الملابس القديمة.
● نعصب: نربط ونتلفف.
● ذات الرقاع: اسم الغزوة، والرقاع جمع رقعة، أي قطع القماش.
● أفشاه: أظهره وحدث به.


2. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قصة مشاركته في غزوة من غزوات النبي ﷺ، والتي سميت بغزوة "ذات الرقاع". وكان عددهم ستة رجال، بينهم بعير واحد يركبونه بالتناوب بسبب قلة الإمكانات. وقد أصابهم التعب الشديد من المشي حتى تشققت أقدامهم وتساقطت أظافرهم من شدة المشي والتعب. فكانوا يلفون على أرجلهم قطع القماش (الخرق) لحمايتها من الأذى، ومن هنا جاءت تسمية الغزوة بـ "ذات الرقاع".
ثم يذكر الراوي أن أبا موسى رضي الله عنه بعد أن حدث بهذا الحديث كره ذلك، وكأنه كره أن يظهر شيئًا من عمله وتعبّه في سبيل الله، خشية الرياء أو حب الظهور.
وفي رواية أخرى: "والله يجزى به"، أي أن أبا موسى كان يرجو ثواب الله على صبره وتحمله، ولكنه كره الحديث عن ذلك خشية أن يُعتقد أنه يبتغي بذلك المدح من الناس.


3. الدروس المستفادة:


1- الصبر على المشاق في سبيل الله: الحديث يظهر مدى تحمل الصحابة رضي الله عنهم للمشاق والتعب في الجهاد في سبيل الله، مما يدل على إيمانهم العميق وصبرهم العظيم.
2- القناعة وقلّة الإمكانات: كان الصحابة يعيشون في زمن قلة الموارد، ومع ذلك لم يمنعهم ذلك من المشاركة في الجهاد، بل كانوا يتحملون المشاق بصبر وإيمان.
3- التواضع وكراهية الرياء: كراهية أبي موسى للحديث عن عمله وتحمله تدل على خشيته من الرياء وحبه لإخلاص العمل لله تعالى.
4- أهمية الجهاد والتضحية: الحديث يذكرنا بفضل الجهاد في سبيل الله، وأنه طريق للأجر العظيم والرفعة في الدنيا والآخرة.
5- التسمية بالأحداث: تسمية الغزوة بـ "ذات الرقاع" بسبب ما حدث فيها يدل على أن الأسماء قد تُطلق بناء على وقائع معينة.


4. معلومات إضافية:


● غزوة ذات الرقاع: وقعت في السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة، وكانت ضد قبائل نجد التي كانت تهدد المسلمين.
● الاعتبار بالصحابة: قصة أبي موسى وأصحابه تذكرنا بفضل الصحابة وجهادهم، وأنهم قدوة في الصبر والإخلاص.
● الإخلاص في العمل: ينبغي للمسلم أن يحرص على إخفاء عمله الصالح إلا لمصلحة، خشية الرياء وحفاظًا على الإخلاص.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين المخلصين في أعمالنا، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله ﷺ وصحابته الكرام. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٢٨) ومسلم في الجهاد (١٨١٦) كلاهما عن محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 590 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ

  • 📜 حديث: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب