حديث: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
خطبة عظيمة في حجة الوداع
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٠٦) ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٢٩) كلاهما من حديث عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن أبي بكرة، فذكره، وذلك يوم النحر كما ذكره البخاري (١٧٤١) وانظر بقية الخطب في كتاب الجج.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يبلغ فيه أمته وينذرهم، ويحذرهم من الفتنة والاقتتال، ويؤكد على حرمة الدماء والأموال والأعراض، وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الحج، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا هل بلغت)، ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب القسامة والمحاربين، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال.
### ثانياً. شرح المفردات
● استدار: عاد إلى حالته الأولى، أي أن الزمان قد دار دورة كاملة حتى عاد كما كان عند خلق السماوات والأرض من حيث تعظيم الحرمات.
● كهيئة: مثل شكل وهيئة.
● أربعة حرم: هي الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال، وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب.
● مضر: قبيلة من قبائل العرب، وكانوا يعظمون رجباً، فقيل (رجب مضر) لتمييزه عن رجب آخر كان بعض القبائل تغيره.
● يوم النحر: هو يوم عيد الأضحى، اليوم العاشر من ذي الحجة.
● البلدة: يقصد بها مكة المكرمة، البلدة الحرام.
● ضلالاً: أي كفاراً أو جاهلين، يقتل بعضكم بعضاً.
● يضرب بعضكم رقاب بعض: أي يقتل بعضكم بعضاً.
● أوعى له: أي أكثر فهماً وحفظاً وعقلاً.
### ثالثاً. شرح الحديث
يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالإخبار عن عودة الزمان إلى وضعه الأصلي الذي كان عليه عند خلق السماوات والأرض، من حيث الحرمة والتقديس، فالسنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة أشهر حرم، ثلاثة متتالية: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب منفرد بين جمادى وشعبان.
ثم يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة إلى الصحابة ليثبت في أذهانهم عظمة الزمان والمكان، فيسأل: أي شهر هذا؟ فيجيبون: الله ورسوله أعلم، فيسكت ثم يقول: أليس ذو الحجة؟ ثم يسأل: أي بلد هذا؟ ثم يقول: أليس البلدة (مكة)؟ ثم يسأل: أي يوم هذا؟ ثم يقول: أليس يوم النحر؟
وهذه الأسئلة والتأكيدات منهاه صلى الله عليه وسلم لتعظيم شأن هذه الأوقات والأماكن، وليؤكد أن حرمة الدماء والأموال والأعراض كحرمة هذا اليوم (يوم النحر) في هذا البلد (مكة) في هذا الشهر (ذو الحجة).
ثم يختم صلى الله عليه وسلم بالتحذير من الردة والضلال بعد وفاته، وأن بعض الأمة سيقتل بعضها، ويأمر بأن يبلغ الشاهد الغائب، لأن الذي يبلغه قد يكون أفهم ممن سمعه مباشرة.
وقوله: (ألا هل بلغت؟) تأكيد للتبليغ وإعلام بأنه قد أدى الرسالة.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1- عظمة الأشهر الحرم: تأكيد على حرمة الأشهر الحرم وتحريم القتال فيها، إلا دفاعاً عن النفس.
2- حرمة الدماء والأموال والأعراض: هذه الأمور محرمة في الإسلام، وحرمتها عظيمة كحرمة البلد الحرام والشهر الحرام.
3- التأكيد على التبليغ: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ العلم، لأن الذي يبلغه قد يكون أفهم وأوعى.
4- التحذير من الفتنة: يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتنة والاقتتال بعد وفاته.
5- مسؤولية الأمة: كل فرد مسؤول عن تبليغ العلم ونشره، ومن لم يفعل فقد خان الأمانة.
خامساً:
فوائد إضافية- الحديث يدل على أن حرمة المسلم عظيمة، فلا يحل دمه أو ماله أو عرضه إلا بحق.
- فيه إثبات أن الله سيسأل كل إنسان عن عمله، مما يوجب الخوف والاستعداد.
- قوله: (فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له) حث على طلب العلم ونشره، فالعلم لا يقتصر على من سمعه مباشرة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 796 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 771 هذا أحد جبل يحبنا ونحبه
- 772 إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا إلا كانوا معكم
- 773 تلقينا النبي ﷺ عند ثنية الوداع
- 774 لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين
- 775 كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في...
- 776 من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة
- 777 لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
- 778 اذهب فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك
- 779 من أحق بالخمس علي أم خالد؟
- 780 أفضل من وصيفة نصيب آل علي في الخمس
- 781 إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر
- 782 من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل
- 783 يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا
- 784 لا تنزل حتى يقتل
- 785 بشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا
- 786 حرمة كل مسكر في الاسلام
- 787 ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن...
- 788 أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا
- 789 تدمير ذي الخلصة
- 790 كان بيت في الجاهلية يقال له: ذو الخلصة، والكعبة اليمانية،...
- 791 رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 792 اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
- 793 غزا النبي ﷺ تسع عشرة غزوة
- 794 هذه الحجة ثم الزمن ظهور الحصر
- 795 تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب...
- 796 ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى...
- 797 لم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة
- 798 صلى رسول الله ﷺ ركعتين ركعتين حتى رجع
- 799 أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي
- 800 إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه
- 801 ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله
- 802 أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟
- 803 لما ثقل رسول الله ﷺ واشتد به وجعه استأذن أزواجه...
- 804 لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني
- 805 أول ما اشتكى رسول الله في بيت ميمونة
- 806 عن عبد الله بن عباس أن عليا خرج من عند...
- 807 ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي
- 808 قوموا عني ولا خير في اختلافكم
- 809 ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه
- 810 المؤمن يشدد عليه ليكون كفارة لخطاياه
- 811 كان النبي ﷺ إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات
- 812 النبي يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا
- 813 ضعوا لي ماء في المخضب
- 814 قالت عائشة: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم...
- 815 من كثرة مراجعتي إلا أنه لم يقع في قلبي أن...
- 816 مرض رسول الله ﷺ فاشتد مرضه فقال: «مروا أبا بكر...
- 817 النبي ﷺ ينظر إلى الصحابة أثناء صلاتهم ويتبسم
- 818 ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا
- 819 أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب
- 820 فلولا ذاك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا
معلومات عن حديث: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
📜 حديث: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








