حديث: نتقي به إذا احمر البأس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في شجاعة النبي ﷺ -

عن البراء قال: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به. يعني النبي ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد (١٧٧٦: ٧٩) عن أحمد بن جناب المصيصي، حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا، عن أبي إسحاق قال: جاء رجل إلى البراء، فقال، فذكر قصة حنين، كما سبق، ثم قال البراء فذكر مثله.

عن البراء قال: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به. يعني النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، يحمل في طياته معاني عظيمة عن شجاعة النبي ﷺ وثباته في ساحات القتال.

أولاً. شرح المفردات:


● "احمر البأس": البأس هنا يعني القتال والحرب، واحمرار البأس كناية عن اشتداد القتال وضراوته، حيث تتدفق الدماء وتشتد المعركة.
● "نتقي به": أي نتقي به النبي ﷺ، بمعنى أننا كنا نجعله وقاية ودرعاً لنا من العدو، لأننا كنا نلتف حوله ونحتمي به.
● "والشجاع منا للذي يحاذي به": أي أن الشجاع الحقيقي فينا هو الذي يكون بجوار النبي ﷺ ويواجه العدو من نفس الموضع الذي يقف فيه النبي ﷺ.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف البراء بن عازب رضي الله عنه حال الصحابة في غزواتهم مع النبي ﷺ، حيث يقول: إنهم عندما تشتد المعركة ويشتد القتال، كانوا يتقون بالرسول ﷺ، أي يجعلونه في مقدمة الصفوف ويحتمون به، ليس لأنهم جبناء، ولكن لأنهم يعلمون أن أقوى موضع في المعركة هو بجوار النبي ﷺ، حيث تكون الحماية الإلهية والثبات. ثم يبين أن الشجاع الحقيقي ليس هو الذي يتقدم indiscriminately، بل الذي يستطيع أن يثبت في الصف الأول بجوار النبي ﷺ ويواجه العدو من نفس الموقع الذي يقف فيه النبي ﷺ.
وهذا يظهر لنا:
1- شجاعة النبي ﷺ الفائقة: حيث كان يقف في مقدمة الصفوف في أشد أوقات المعركة خطورة، لا يتخلف ولا يفر، بل كان أشجع الناس وأثبتهم قلباً.
2- ثقة الصحابة بنبيهم ﷺ: حيث كانوا يلتفون حوله ويقتدون به، ويعلمون أن الخير والبركة في اتباعه والاقتداء به.
3- معنى الشجاعة الحقيقية: ليست في التهور والتقدم دون حكمة، بل في الثبات في المكان الصحيح والقتال تحت قيادة حكيمة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الشجاعة والثبات في الحق: يجب على المسلم أن يكون شجاعاً ثابتاً على الحق، خاصة في أوقات الشدة والاختبار.
2- الاقتداء بالنبي ﷺ: في كل أمور الحياة، وفي الشجاعة خاصة، حيث كان المثل الأعلى في الشجاعة والحكمة.
3- القائد القدوة: النبي ﷺ لم يكن يقف وراء الجيش، بل في المقدمة، وهذا درس للقادة في كل زمان ومكان.
4- التقوى بالله أولاً: ثم بالقيادة الصالحة، فالصحابة كانوا يتقون بالنبي ﷺ لأنه كان حماية لهم ببركة نبوته وقيادته.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين فضل الصحابة وشجاعتهم، وحبهم للنبي ﷺ وثقتهم به.
- كان النبي ﷺ أشجع الناس، كما ورد في الأحاديث الصحيحة، ولم يكن يفر من battlefield أبداً.
- هذه الغزوات كانت للدفاع عن الإسلام ونشر دعوته، ولم تكن عدواناً أبداً.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يقتدون بنبيهم ﷺ في الشجاعة والثبات على الحق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد (١٧٧٦: ٧٩) عن أحمد بن جناب المصيصي، حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا، عن أبي إسحاق قال: جاء رجل إلى البراء، فقال، فذكر قصة حنين، كما سبق، ثم قال البراء فذكر مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 981 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نتقي به إذا احمر البأس

  • 📜 حديث: نتقي به إذا احمر البأس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نتقي به إذا احمر البأس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نتقي به إذا احمر البأس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نتقي به إذا احمر البأس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب