حديث: ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في شجاعة النبي ﷺ -

عن أنس قال: كان بالمدينة فزع، فاستعار النبي ﷺ فرسًا لأبي طلحة يقال له: المندوب فركب، فلما رجع قال: «ما رأينا من شيء، وإن وجدنا لبحرًا».

متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (٢٦٢٧) وفي الأدب (٦٢١٢) ومسلم في الفضائل (٤٩: ٢٣٠٧) كلاهما من طريق شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: فذكره.

عن أنس قال: كان بالمدينة فزع، فاستعار النبي ﷺ فرسًا لأبي طلحة يقال له: المندوب فركب، فلما رجع قال: «ما رأينا من شيء، وإن وجدنا لبحرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان بالمدينة فزع، فاستعار النبي ﷺ فرسًا لأبي طلحة يقال له: المندوب فركب، فلما رجع قال: «ما رأينا من شيء، وإن وجدنا لبحرًا».


1. شرح المفردات:


● فزع: خوف شديد وذعر أصاب أهل المدينة، إما بسبب إشاعة بقدوم عدو، أو سماع أصوات مرعبة ليلاً.
● استعار: طلب العارية، أي أخذ الفرس بشرط ردّه.
● فرسًا لأبي طلحة: الفرس المملوك لصحابي الجليل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه.
● يقال له المندوب: اسم الفرس، والمندوب في اللغة: المُسْرع المُجِدّ في سيره.
● لبحرًا: كناية عن السرعة الفائقة، كأن الفرس يجري كجري البحر في اتساعه وسرعته.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن حالة من الخوف والذعر سادت المدينة المنورة، وقد يكون ذلك بسبب وصول أخبار عن عدو قريب، أو سماع أصوات مخيفة في الليل. فقام النبي صلى الله عليه وسلم – وهو القائد الحريص على أمن رعيته – باستعارة فرس من أبي طلحة رضي الله عنه名叫 "المندوب" للخروج وتفقد الأمر بنفسه.
وبعد أن عاد النبي صلى الله عليه وسلم من مهمته، طمأن الناس بأنه لم يرَ أي سبب للخطر ما رأينا من شيء»)، ثم أثنى على فرس أبي طلحة بقوله: وإن وجدنا لبحرًا»)، أي أن الفرس كان سريعًا جدًا في جريه، كأنه بحرٌ يجري بلا توقف، مما ساعده في استكشاف الأمر بسرعة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حسن التصرف في الأزمات: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتظر بل بادر بنفسه لمعرفة الحقيقة وتفقد الأمر، مما يدل على أن القائد يجب أن يكون قدوة في تحمل المسؤولية.
2- الاستعانة بالغير عند الحاجة: النبي صلى الله عليه وسلم استعار الفرس ولم يشتره، تعليمًا للأمة على جواز الاستعارة عند الحاجة، وعدم التكلف في أمور الحياة.
3- الرد على الإشاعات بالتحقق: الحديث يدعو إلى التثبت وعدم الانجراف وراء الإشاعات، والخروج الميداني للتحقق من الحقائق.
4- الشجاعة والطمأنينة: خروج النبي صلى الله عليه وسلم في ظل الفزع يدل على شجاعته وثقته بالله، ثم طمأنته الناس بعد عودته.
5- الإشادة بالمعروف وشكر المحسن: أثنى النبي على فرس أبي طلحة، وهذا يشجع على الإشادة بالخير وشكر من يُحسن إلى غيره.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- قول النبي: «وإن وجدنا لبحرًا» من أسلوب الكناية البلاغي الجميل، حيث شبّه سرعة الفرس بجريان البحر تعظيمًا لصفته.
- في هذا الحديث بيان لجواز استعارة الحيوان وغيره من المنافع، وهو من أبواب التعاون على البر والتقوى.
- الفرس "المندوب" كان معروفًا بسرعته، وقد اختاره النبي لهذه المهمة لملاءمتها.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتأسيين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حسن خلقه وتصرفه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الهبة (٢٦٢٧) وفي الأدب (٦٢١٢) ومسلم في الفضائل (٤٩: ٢٣٠٧) كلاهما من طريق شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 980 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا

  • 📜 حديث: ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب