قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن أهوال يوم القيامة في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48]
مَن أيقن أنه لا استدراكَ بعد الموت، ولا دافعَ لعذاب الله؛ هانت الدنيا في عينيه، وأقبل على طاعة ربِّه في ليله ونهاره. |
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ ﴾ [البقرة: 123]
التذكير بالآخرة، والتعريف بما ينفع المرءَ فيها وما لا ينفع، من أعظم مواعظ التقوى. أكثر معاصي الخَلق سببها الطمعُ في نصرة الآخرين أو رضاهم، أو البحثُ عن نفعٍ عندهم، فتذكَّر ذلك اليومَ الذي لا يمكن لأحدٍ أن يُجديَ عنك فيه شيئًا. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]
إن مَن يدعوك إلى الإنفاق هو الرزَّاق الذي أعطاك، فهلَّا جُدتَّ على عباده ببعض ما جاد به عليك؟ افتَدِ نفسك اليومَ من عذاب الآخرة ببعض ما رزقك الله، من قبل أن يأتيَ يومٌ تتمنَّى فيه أن تفديَها بمِلء الأرض ذهبًا، ولا فداء. يدعوهم سبحانه للتجارة الرابحة قبل فواتها، ويحضُّهم على اغتنام الخيرات قبل رحيلها، ما أكثرَ الفُرَصَ اليوم، وما أشدَّ غَبنَ الغافلين! الظالم خاسرٌ مخذول، لا خليلَ ينفعه، ولا ناصرَ ينقذه، فاحذر الظلمَ فإنه ظلماتٌ يوم القيامة. |
﴿يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ﴾ [آل عمران: 106]
قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: (تبيَضُّ وجوه أهل السنَّة والائتلاف، وتسوَدُّ وجوه أهل البِدَع والاختلاف). وجهُك الحسن في الآخرة مرآةٌ لنقاء قلبك في الدنيا، فجمِّلهما بالتقوى، وزيِّنهما للقاء الله. |
﴿يَوۡمَئِذٖ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا يَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثٗا ﴾ [النساء: 42]
أيُّ ندمٍ يعتصر قلب مَن يتمنَّى أن تبتلعَه الأرض، فتتحطَّمَ في داخلها أضلاعُه؛ لما يرى ويسمعُ من الأهوال التي لا تقومُ بحملها الجبالُ في يوم العرض الأكبر؟ |
﴿قَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيۡكُمۡۖ فَمَن يَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّيٓ أُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا لَّآ أُعَذِّبُهُۥٓ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [المائدة: 115]
رحم الله امرَأً رعى نِعمَ الله بشكرها، فإن أعظمَ أسبابِ زوالها جحودُها. |
﴿قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ﴾ [الأنعام: 15]
الخوف من عذاب يوم القيامة حاجزٌ عن العصيان، ودافعٌ إلى طاعة الرحمن. ألا يستحـيي العبـدُ أن يعصـيَ مَن يعتني به ويُربِّيه؟ ألم يكن حقيقًا به أن يفعلَ ما يقرِّبه منه ويُرضيه؟ كم تُثيرُ عظمةُ القيامة في النفس المؤمنة من مخاوف! ولا غَروَ؛ فإنه يومٌ شديدُ الأهوال. |
﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأعراف: 53]
لا فائدةَ في إيمانٍ عند معاينةِ أوائل الآخرة؛ فقد أُغلِق كتابُ العمل، وفُتحَ كتابُ الحساب. يا ذُلَّ الكافرين يوم حشرهم! يطلبون تخفيفَ عذابهم من كلِّ أحد، فيبحثون عن الشُّفَعاء والرحماء، أما لو رحموا أنفسَهم في الدنيا بالإيمان والعمل لأغناهم ذلك عن مقام الذلِّ. أمانيُّ العمل الصالح في الدنيا قد تنفعُ متمنِّيها، أما أمانيُّ الآخرة لذلك فقد فات محلُّها، فتبقى حسراتٍ على أهلها. خساراتُ الدنيا قد تُعوَّض، ومصائبها قد تُجبَر، لكنَّ خسارةَ الخلود في النار هي المصيبةُ التي لا تُجبَر، والخسارةُ التي لا تعوَّض. أيُّ فِريةٍ أعظمُ من ادِّعاء المعبودات الباطلة آلهةً مع الله؛ تجلب نفعًا، أو تملك دفعًا؟ فلمَّا كانت فريةً ذهبت عن إنجائهم يوم الحاجة. |
﴿وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 54]
ألا يستثمرُ العبدُ ساعاتِ حياته وما أنعمَ اللهُ عليه بما يدفعُ عنه عذابَ يومِ القيامة؟ فإنه لا يدري أيَّ عملٍ سينجيه يومَ يَرخُصُ كلُّ غالٍ في سبيل تلك النجاة. كم من حالةٍ من العذاب النفسي يتقلَّبُ فيها الكافرُ، فتارةً يُسِرُّ الندامةَ، وتارةً يُعلنُها! ربَّنا، لا يكونُ منك إلا العدلُ والفضل، لكننا نطمعُ في رحمتك وفضلِك، وجودك وإحسانك، فبلِّغنا ما نطمعُ، وأمِّنَّا ممَّا نخاف. |
﴿وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3]
يدعوك ربُّك الكريمُ إلى الابتهال بين يديه، ورفعِ كفِّ الضراعة إليه، حتى يُنزلَ عليك الخيراتِ، ويَغمُرَك بالبركات. ما أعظمَ طاعةَ اللهِ إسعادًا لأهلها في الدنيا والآخرة! فمن أرادَ راحةَ الدنيا فعليه بالطاعة، ومن أراد راحةَ الآخرة فعليه بالطاعة. ما أعظمَ البَونَ بين فضل يبذُلُه العبد، وفضلٍ يؤتيه إياه الربُّ الكريمُ مكافأةً وجزاءً، وكرمًا وإحسانًا! اعمل العملَ الصالحَ مخلصًا لربِّك، وأبشِر بالجزاءِ الحسن على ذلك، ولا تخَف ضياعًا له ولا خُسرانًا. لقد أغنى ذِكرُ العذابِ الأخروي عن ذكر كلِّ عذاب دنيوي، فلا عذابَ يوازي فظاعةَ عذاب الآخرة. |
﴿وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلٖ مَّعۡدُودٖ ﴾ [هود: 104]
أيا من أجدتَّ في عملِك؛ لن يطولَ انتظارُك لنيلِ ما ترجوه، ويا من أساءَ ولم يحسُب للآخرة حسابًا؛ إنها لأيامٌ معدودة، وآجالٌ محدودة، حتى تَلقى ثمرةَ ما زرعتَ. |
﴿يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ ﴾ [هود: 105]
على العرَصاتِ في موقفٍ مَهِيب وصمتٍ مطبِق؛ يترقَّب الناس إعلانَ النتائج في الدار التي ستكون مأوى كلِّ مكلَّف؛ ففريقٌ في الجنَّة وفريق في السعير. برزَت النتيجة العامَّة للمكلَّفين بالسعادة أو الشقاء، فما أجملَها من لحظاتٍ لأهلِ السعادة! وما أسوأَها لأهل الشقاوة! |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ ﴾ [هود: 106]
يا بؤسَ مَن أشقاه عملُه حتى أورده نارَ جهنَّم التي يشتدُّ فيها كَربُه ويعظُم غمُّه، ويضيقُ حالُه وتنقطع آمالُه! لو تفكَّرَ الإنسانُ في مآلٍ يفقِدُ فيه راحتَه، ويَلقى فيه شِقوتَه، ويصدُر منه أشنعُ الأصوات، وهو في غمَراته؛ لما سلك طريقًا يوصله إليه. |
﴿قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ ﴾ [إبراهيم: 31]
إذا تمتَّعَ الكافرون في حياتهم بما يشتهون من الحرام فإن أهلَ الإيمان متمتعون بالقرب من الله بفعلِ طاعاته، فيَسعَدون بصلتهم من الخالق، ومن المخلوقين، وبذلك يغنمون الدنيا والآخرة. جميلٌ بك أيها المُنفِقُ أن تصونَ كرامةَ الفقراء حين تُنفقُ عليهم سرًّا، وأن تكون قدوةً طيبة للمجتمع حين تنفقُ علانيةً، فانظر المصلحة وقدِّرها. إذا كنتَ تريدُ الاتِّجارَ في سوقِ الآخرة فتعامل مع الله، وإن كنتَ تُحبُّ بقاءَ الألفة، فأحبَّ في الله ولله. |
﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ ﴾ [إبراهيم: 42]
ألا يُسرِّي عنك أيها المظلومُ أن الله تعالى ناظرٌ إليك، غيرُ غافل عمَّا يفعله الظالمون بك؟ المشرك لا أمان له؛ فإنه وإن أمِنَ في الدنيا قليلًا، فإنه يسير إلى فزَع كبير وهول عظيم. |
﴿مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ ﴾ [إبراهيم: 43]
سيقوم الظالمُ المستعلي بقوَّته يومَ القيامة مقامَ الذُّلِّ والهوان، ويومَئذٍ لن يدَعَ الخوفُ منه مبلغًا إلا بلغَه. لا مَهربَ من الحساب يومَ المعاد، ولا تأخُّرَ عنه للعباد، ولا مفرَّ لهم عن المُثول بين يدَي الله تعالى. يومُ القيامة يومٌ تتزلزلُ فيه الأفئدة، وتضطربُ فيه النفوس، وتتزعزعُ عن أماكنها القلوب، فيا سعدَ مَن كان يومئذٍ من الآمنين المطمئنِّين! |
﴿وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوۡمَ يَأۡتِيهِمُ ٱلۡعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَآ أَخِّرۡنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ نُّجِبۡ دَعۡوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَۗ أَوَلَمۡ تَكُونُوٓاْ أَقۡسَمۡتُم مِّن قَبۡلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٖ ﴾ [إبراهيم: 44]
الساعاتُ التي كان يقضيها ناسٌ في ضلالاتهم، سيكون أقصى أمانيِّهم يومَ القيامة أن يحظَوا ببعضها ليتداركوا ما فرَّطوا، فالسعيدُ مَن وُفِّق إليها زمنَ المُهلة قبل فوات الأوان. سيأتي على المشككين بالحساب، المكذبين بالآخرة والمآب، يومُ الحاقة، الذي يندمون فيه ولاتَ ساعةَ مَندَم. |
﴿يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ ﴾ [إبراهيم: 48]
ما قدرةُ الإنسانِ الضعيفِ أمامَ مشاهد القيامة الهائلة كتبدُّلِ السماوات والأرض؟ حين يكونُ الملكُ لواحدٍ لا شريكَ له في ملكه، قهارٍ لا يغلِبه أحدٌ، فإلى أين سيلجأُ عبدُه الظالمُ الآبق؟ |
﴿فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَيۡنِهِمۡۖ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشۡهَدِ يَوۡمٍ عَظِيمٍ ﴾ [مريم: 37]
لماذا الفُرقةُ والاختلاف وقد أنعم الله على عباده بما يجمع بينهم؟! فما أشقى مَن جعل سبب الهداية والسعادة طريقًا إلى الضلالة والشقاء! ما من اختلاف في الدنيا إلا وسيُعرف الحكم فيه يوم القيامة، فيا ويلَ مَن كان في جانب الباطل في يوم الفصل العظيم! |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ﴾ [الحج: 1]
كيف لا نتَّقي ربنا العظيم وخالقنا الكبير، ومالكَ أمرنا الذي إليه مرجعُنا، وبحكمته يحسِن تدبيرَ شؤوننا، فلا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه صلاحُ عباده، وسعادتهم ونجاتهم؟ حدوث الزلزلة في ناحية من الأرض أمرٌ عظيم مخيف، وأعظم منه وأشدُّ هولًا أن الأرض كلَّها تتزلزل عند قيام الساعة، فما ظنَّك بما بعد زلزلة الأرض من الحوادث؟! مَن أراد الاستعانةَ على تقوى الله تعالى فليذكر الآخرة؛ فإن ذكرها يعين على تحقيق التقوى، ويحفظ النفس من التخلي عنها. |
﴿يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ﴾ [الحج: 2]
إذا ذَهَلتِ الأمُّ عن رضيعها الذي بين يديها، وأسقطت حَملها الذي في بطنها، وهي أرحم الناس بذلك الضعيف العاجز، وهو أحوجهم إلى حنانها وعطفها، فذهولُ غيرها عن غير الرضيع أعظم وأعظم، وانشغال كل واحد بنفسه أمرٌ أعظم من ذلك. عقول الناس ذلك اليوم ذاهبةٌ ذهولًا وفزعًا، يتخبطون في كل جهة، ويتعثرون تعثرَ السكران ارتباكًا ورهَبًا من الهول المفظع، واليوم المفزع. أين القلوب التي تهزها هذه الآيات الواعظات، وتورثها التوبة والرجوع والإخبات، فتُقبل على ربها تائبة، وإلى بابه راغبة وراهبة؟ |
﴿وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرۡيَةٖ مِّنۡهُ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةً أَوۡ يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابُ يَوۡمٍ عَقِيمٍ ﴾ [الحج: 55]
لو أشرقت قلوبُ الكافرين لأبصرت ما في القرآن من صدق وحقيقة، وعظمة وجلال، ولانقشع عنها قتَرُ الرَّيب وظلام التكذيب. لا ليلةَ بعد يوم القيامة، ولا بعد يوم الاستئصال، وإنما هو اليوم العقيم للكافرين الذي لا مولود له، فلا يكون العذاب من بعده إلا خالدًا لا ينقطع. |
﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ﴾ [النور: 37]
كان الصحابة رضي الله عنهم يمارسون التجارة والصفق في الأسواق، غير أن فرائض الله تعالى متى حضرت فلا يَشغَلهم عنها شيء. المؤمن لا تُلهيه عن عبادته تجارةٌ مهما أربحت، ولا صفقةُ بيع مهما أغرت. حقٌّ على كل عاقل أن يخاف يومًا تضطرب فيه الأبصار والقلوب عن مواضعها من شدة الخوف والوجل، كما يتقلب المرء في مكانه. امتلاء القلب رهبةً من أهوال الآخرة يدفع صاحبه إلى الإكثار من ذكر الله تعالى والصلة به، وترك الانشغال بلهو الدنيا، والانشغال بما يؤمِّن الإنسانَ يوم الفزع الأكبر. إن انصراف المرء إلى ملهيات الحياة، تاركًا بذلك حقَّ الله يدل على أنه قليل الخوف من يوم القيامة، ولو أن ذلك اليوم العظيم حاضرٌ في قلبه لصرفه عن ذلك اللهو. |
﴿وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا ﴾ [الفرقان: 25]
لولا رحمة الملك الرحمن لكان يوم القيامة على كلِّ الخلائق عصيبًا، ولكنه سبحانه يُطمئنُ قلوب المؤمنين بأنه يتجلى لهم برحمته، ويسهل عليهم ذلك اليوم برأفته. جرت العادةُ بأن بعد العسر يسرًا، لكنَّ ذلك ليس للكافرين يوم القيامة، بل إنهم يُنقلون بعده إلى عُسر أشدَّ منه. |
﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ﴾ [الشعراء: 88]
يوم القيامة لا مالٌ ينفع، ولا ولدٌ من العذاب يَدفع، فكيف سينفع المرءَ ما دون ذلك؟ |
﴿إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ﴾ [الشعراء: 135]
ليس خوف الأنبياء على أقوامهم من أن يُسلبوا النعمَ بأشدَّ من خوفهم عليهم مما ينتظرهم؛ بسبب كفرهم من الحساب والعذاب. |
﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ ﴾ [الروم: 43]
مَن اهتمَّ بشيءٍ عقدَ عليه طرفَه وسدَّد إليه نظرَه وأقام له وجهَه، مُقبلًا به عليه غيرَ ملتفتٍ عنه إلى غيره يمينًا وشمالًا، ألا فليكن المسلم مع دين الله كذلك. |
﴿فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ ﴾ [الروم: 57]
أقبِل على الله تعالى بالإنابة والاعتذار الآن في زمن الإمكان، فباب التوبة مُشرَع، والداعي إليه يناديك، ولا تنتظر فواتَ الأوان، فكم في فواته للعبد من خسران! |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33]
مَن تفكَّر في يوم القيامة وأهواله، واستحضر عظمةَ لحظاته وأحواله، سهُلت عليه تقوى الله تعالى واجتناب معاصيه. ما أعظم يومَ القيامة! فمن الإشفاق لا يستطيع المرء التفكير إلا في نفسه! لا يتوهمنَّ امرؤٌ أن ولده الذي كان قد ادَّخره في الدنيا لينفعَه يستطيع أن يدفعَ عنه الأذى، أو يكفيَه ما يُهِمُّه يوم القيامة، فكلُّ امرئٍ مشغولٌ بنفسه عن غيرها. لا يُخلف وعد القيامة ولا يتخلف، ولا مفر من مواجهة ذلك الهول العصيب، ولا مفر من الحساب الدقيق، والجزاء العادل فيه. أيها العاقل، لا تنخدع بزينة الدنيا وزُخرُفها، وأعراضها ومتاعها الفاني، فتنسيك الآخرةَ والاستعداد الصالح لها؛ فإن اللبيب لا يلهو بالفاني عن الباقي. |
﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا يَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٖ نَّفۡعٗا وَلَا ضَرّٗا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾ [سبأ: 42]
لقد خاب عَبَدة الأصنام دنيا وأخرى، فلم تنفعهم بمنفعة، ولم تدفع عنهم مضرَّة، ولم تُفِدهم بشفاعة، ولا أنجدتهم بنصرة. في جهنَّم ألوانٌ من العذاب النفسيِّ الشديد، فأهل النار يُبكَّتون ويُوبَّخون، ويعذَّبون بالنار التي كانوا بها يكذِّبون. |
﴿وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]
هو أمرٌ لكلِّ عالمٍ وداعية أن يُذكِّرَ الناسَ بالآخرة ويخوِّفَهم من أهوالها وعذابها؛ رجاء أن يُحدِثوا توبةً قبل الخوف الذي يصعد بالقلوب، والكَرْب الذي يكتم النفوس. يوم الحساب أقرب إلى كل إنسان ممَّا يظنُّ، فما بينهما إلا الموت؛ إذ القبرُ أول منازل الآخرة، والسعيد من بلغه بعمل صالح متقبَّل. إن عذاب الله إذا نزل بالظالمين لم يُفلتوا منه، ولم يدفعه عنهم قريبٌ ولا شفيع، فلا تغترَّ أيُّها العبد بقوَّة، ولا بقرابة وخُلَّة! |
﴿وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ ﴾ [غافر: 32]
أعظِم به من مشهدٍ مَهيب حين يتنادى الخلقُ يوم الجزاء، بين فزِعٍ خائف، ومستشفعٍ متضرِّع، ومسلِّمٍ ومهنِّئ! |
﴿يَوۡمَ تُوَلُّونَ مُدۡبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ ﴾ [غافر: 33]
لا عاصمَ يمنعهم، ولا شفيعَ يشفع لهم، فلا يُدبِّرون فرارًا من العذاب إلا إلى عذاب وعذاب، عصمَنا الله وإيَّاكم يومئذٍ من غضبه. |
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ ﴾ [غافر: 51]
خير نصرٍ يُنصَره المؤمنون في الدنيا هو توفيق الله لهم إلى الهداية والاستقامة، أمَّا النصرُ الحقيقيُّ فهو النصر في الآخرة بالنجاة والفوز برضا الله تعالى. إنه وعدٌ من الله بتأييد أوليائه ونصر أصفيائه؛ نصرٌ بالحُجَّة، ونصرٌ في الجهاد؛ ﴿وَعْدَ اللهِ حَقًّا ومَن أصدَقُ من الله قِيلًا﴾ . سُنن الله في خَلقه لا تتخلَّف، ومنها أنه ينصُر أتباعَ الأنبياء، الذين هم لرسالتهم أوفياء، فهل نكون منهم لنفوزَ بالنصرَين؛ نصرِ الدنيا ونصر الآخرة؟ |
﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ ٱلظَّٰلِمِينَ مَعۡذِرَتُهُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ﴾ [غافر: 52]
قد أُقيمت الحُجَج، وتقدَّمت المواعظ والعِبَر، فمَن لم يعتبر ويؤمن لم تنفعه حُجَّة يوم القيامة، ولم يُقبَل منه عُذر؛ ﴿لا تَعتَذِرُوا اليومَ إنَّما تُجزَونَ ما كنتُم تَعمَلُون﴾ . |
﴿ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]
صديقُ الطاعة الصادق صديقٌ دائم، وصديق المعصية والمصلحة صديقٌ منقطع. المؤمن يصطفي من أصحابه مَن يكون له عونًا في الدنيا على طاعة الله، ويكون له أُنسًا وسرورًا يوم القيامة. |
﴿يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾ [الدخان: 16]
هناك يومٌ يعذِّب الله تعالى فيه الكفَّارَ العذاب الأكبر، وينتقم منهم؛ جرَّاء كفرهم وتكذيبهم، فما أسعدَ مَن سلِم من عذاب ربِّه وانتقامه يوم لقائه! |
﴿إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الدخان: 40]
لا مفرَّ لأحد من هذا اليوم المَهُول، يوم يَفصِل الله بين المحسن والمسيء، وبين المظلوم والظالم، وقد خابَ مَن حمل يومئذٍ ظُلمًا. |
﴿يَوۡمَ لَا يُغۡنِي مَوۡلًى عَن مَّوۡلٗى شَيۡـٔٗا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ ﴾ [الدخان: 41]
اللهم إنه لا يَعِزُّ مَن عاديتَ، ولا يَذِلُّ مَن واليتَ، فاجعلنا من أهل وَلايتك، وأحِطنا بأتمِّ رعايتك، فإنه لا غنى لنا عن رحمتك. إن الله بعزَّته الغالبة يجزي مَن يستحقُّ بالعدل، وبرحمته الواسعة يجزي مَن يستحقُّ بالفضل، إنه وحدَه العزيزُ الرحيم. |
﴿إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الدخان: 42]
اللهم إنه لا يَعِزُّ مَن عاديتَ، ولا يَذِلُّ مَن واليتَ، فاجعلنا من أهل وَلايتك، وأحِطنا بأتمِّ رعايتك، فإنه لا غنى لنا عن رحمتك. إن الله بعزَّته الغالبة يجزي مَن يستحقُّ بالعدل، وبرحمته الواسعة يجزي مَن يستحقُّ بالفضل، إنه وحدَه العزيزُ الرحيم. |
﴿قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 26]
سبحان الله العظيم القدير الذي يحيي الخلقَ للدنيا، ثمَّ يُخرجهم بالموت عنها، ثمَّ يبعثهم أجمعين لحياة أخرى، فمَن آمن بهذه الحقائق أعدَّ لآخرته زادَ التقوى. |
﴿وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَخۡسَرُ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ﴾ [الجاثية: 27]
يا ويحَهم إذ أضاعوا نعمَ الله في معصيته، فأهدروا النعم، وتفلَّتت منهم الأوقات، حتى فجَأهم الموتُ لينقلَهم من دار العمل إلى دار الحساب. |
﴿وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٖ جَاثِيَةٗۚ كُلُّ أُمَّةٖ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَٰبِهَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 28]
إنه لموقفٌ عظيم يوم يجثو الخلقُ على رُكَبهم في عرَصات القيامة، منتظرين ما يُقضى فيهم، حتى يُعطَوا كُتبَ أعمالهم التي ظلُّوا ينتظرونها؛ هل يأخذونها باليمين فيفوزوا، أو يتناولونها بالشِّمال فيَهلِكوا! |
﴿يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدٖ ﴾ [ق: 30]
لا تفتأ جهنَّم تطلب المزيدَ من الكفَّار والعُصاة، فلنحذَر أن نكونَ من أهلها. |
﴿خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ ﴾ [الواقعة: 3]
قال زيدُ بن أسلم: (مَن انخفضَ يوم القيامة لم يرتفع أبدا، ومَن ارتفعَ لم ينخفض أبدا). فحَذارِ أن تغرَّك نفسُك فتخسرَ رفعةَ الأبد! معاييرُ الدنيا الزائفةُ لا مكانَ لها في ميزان الحقِّ الربَّاني؛ فمَن تواضع لله فيها رفعه يوم القيامة، ومَن تعالى كِبْرًا وبطَرًا أذلَّه وخفَضه. |
﴿لَن تَنفَعَكُمۡ أَرۡحَامُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡۚ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَفۡصِلُ بَيۡنَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ﴾ [الممتحنة: 3]
إذا كان التعلُّق بالمال والأهل والولد من الفطرة، فإنَّ كمال الفطرة في أن يكونَ كلُّ هوًى تبعًا لما جاءنا به النبيُّ ﷺ. رابطة الإيمان أوثقُ الروابط وأكثرُها نفعًا وبركة، فيا خيبةَ من قدَّم عليها رابطةً من دم أو نسَب أو أرض أو مصلحة! المسلم حقًّا من اعتزَّ بدينه، ولم يقدِّم على الولاء لربِّه ولاءً لأحد، ولو كان أقربَ الناس إليه، وأَحنى الخَلق عليه. إن أوَّل من يخذُلك أيها المسلمُ ويفرُّ منك مَن والَيتَ لأجله الكفَّارَ من قرابتك وعشيرتك، ولن ينفعَك يومئذٍ إلا ولاؤك للحقِّ وأهله. |
﴿يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42]
أيها الصحيحُ المعافى في بدنك، إيَّاك والتهاونَ في الصلاة؛ فإنَّ عاقبة ذلك حسرةٌ وندامة. إنَّ «أقرب ما يكون العبدُ من ربِّه وهو ساجد»، فمَن آثر البعدَ عن الله بترك السجود، أبعده الله يوم القيامة وحرمه منه أبدًا. |
﴿وَلَا يَسۡـَٔلُ حَمِيمٌ حَمِيمٗا ﴾ [المعارج: 10]
قطع الهولُ المروِّع جميعَ الوشائج، وحبس النفوسَ على همٍّ واحد، فما عاد أحدٌ يلتفت لسواه، إنه همُّ الحساب، والنجاة من العذاب. |
﴿يُبَصَّرُونَهُمۡۚ يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ لَوۡ يَفۡتَدِي مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِئِذِۭ بِبَنِيهِ ﴾ [المعارج: 11]
أرأيتَ إلى أحبِّ الخلق إليك، مَن كنتَ تضعُهم بين أهداب عينَيك، إنهم أوَّلُ مَن لو أُتيح لك أن تفتديَ بهم من العذاب لفعَلت؟! مَن أبطأ به عملُه لم يُسرع به نسبُه، ولا قرابتُه وأصحابه وعشيرته، فحذار أن تجعلَ أحدًا من الخلق سببًا لضلالك، وانجُ بنفسك قبل هلاكك. يا له من مشهدٍ مَهول! حين تُبصر بعينيك فِلذات أكبادك يَهيمونَ في فزع الحشر على وجوههم، فتُشيح عنهم مشغولًا بهمِّك، وهواجس نفسِك! |
﴿وَصَٰحِبَتِهِۦ وَأَخِيهِ ﴾ [المعارج: 12]
أرأيتَ إلى أحبِّ الخلق إليك، مَن كنتَ تضعُهم بين أهداب عينَيك، إنهم أوَّلُ مَن لو أُتيح لك أن تفتديَ بهم من العذاب لفعَلت؟! مَن أبطأ به عملُه لم يُسرع به نسبُه، ولا قرابتُه وأصحابه وعشيرته، فحذار أن تجعلَ أحدًا من الخلق سببًا لضلالك، وانجُ بنفسك قبل هلاكك. يا له من مشهدٍ مَهول! حين تُبصر بعينيك فِلذات أكبادك يَهيمونَ في فزع الحشر على وجوههم، فتُشيح عنهم مشغولًا بهمِّك، وهواجس نفسِك! |
﴿وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُـٔۡوِيهِ ﴾ [المعارج: 13]
أرأيتَ إلى أحبِّ الخلق إليك، مَن كنتَ تضعُهم بين أهداب عينَيك، إنهم أوَّلُ مَن لو أُتيح لك أن تفتديَ بهم من العذاب لفعَلت؟! مَن أبطأ به عملُه لم يُسرع به نسبُه، ولا قرابتُه وأصحابه وعشيرته، فحذار أن تجعلَ أحدًا من الخلق سببًا لضلالك، وانجُ بنفسك قبل هلاكك. يا له من مشهدٍ مَهول! حين تُبصر بعينيك فِلذات أكبادك يَهيمونَ في فزع الحشر على وجوههم، فتُشيح عنهم مشغولًا بهمِّك، وهواجس نفسِك! |
﴿وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴾ [المعارج: 14]
أرأيتَ إلى أحبِّ الخلق إليك، مَن كنتَ تضعُهم بين أهداب عينَيك، إنهم أوَّلُ مَن لو أُتيح لك أن تفتديَ بهم من العذاب لفعَلت؟! مَن أبطأ به عملُه لم يُسرع به نسبُه، ولا قرابتُه وأصحابه وعشيرته، فحذار أن تجعلَ أحدًا من الخلق سببًا لضلالك، وانجُ بنفسك قبل هلاكك. يا له من مشهدٍ مَهول! حين تُبصر بعينيك فِلذات أكبادك يَهيمونَ في فزع الحشر على وجوههم، فتُشيح عنهم مشغولًا بهمِّك، وهواجس نفسِك! |
﴿فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا ﴾ [المزمل: 17]
قال قَتادة: (والله ما اتَّقى ذلك اليومَ قومٌ كفروا بالله وعصَوا رسوله!) وأنَّى لهم أن يتَّقوه؟! بعض أيام دنيانا يَشيبُ لكربها المرء، فكيف بأيَّام الآخرة بأهوالها وفظائعها؟! فاتَّقِ الله وتعقَّل لتكونَ من الناجين. |
﴿فَذَٰلِكَ يَوۡمَئِذٖ يَوۡمٌ عَسِيرٌ ﴾ [المدثر: 9]
استحضار الآخرة على الدوام من أكبر ما يُعين المسلمَ على اجتياز عقَبات الطريق، والثبات على الحقِّ، وتمام العبوديَّة لله. حين نزلت الآيةُ قال رسولُ الله ﷺ: «كيف أنعَمُ وصاحبُ الصُّور قد التَقَم القَرنَ وحنى جبهتَه يستمعُ متى يُؤمَر؟!» قالوا: كيف نقول يا رسولَ الله؟ قال: «قولوا: حسبُنا الله ونعمَ الوكيلُ، على الله توكَّلنا». |
﴿عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ ﴾ [المدثر: 10]
استحضار الآخرة على الدوام من أكبر ما يُعين المسلمَ على اجتياز عقَبات الطريق، والثبات على الحقِّ، وتمام العبوديَّة لله. حين نزلت الآيةُ قال رسولُ الله ﷺ: «كيف أنعَمُ وصاحبُ الصُّور قد التَقَم القَرنَ وحنى جبهتَه يستمعُ متى يُؤمَر؟!» قالوا: كيف نقول يا رسولَ الله؟ قال: «قولوا: حسبُنا الله ونعمَ الوكيلُ، على الله توكَّلنا». |
﴿يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ ﴾ [القيامة: 10]
يقينُك أيها العبدُ بالحساب، يقيك يوم القيامة العذاب، يومَ يستولي الرعبُ على البشَر، وتبلغ القلوبُ الحناجر، لا مَنجى من الله إلا رضاه. الحساب واقعٌ لا محالة، وبين يديه أهوالٌ عظام، لا ينجو منها - بفضل الله ومنَّته - إلَّا ذَوو الإحسان، فهلَّا نكون منهم! |
﴿كـَلَّا لَا وَزَرَ ﴾ [القيامة: 11]
حتى آثارُ عملك الباقية ستُسأل عنها وتُحاسَب يوم تلاقي الله، فاحرِص أن تخلِّفَ أثرًا جميلًا؛ من ذرِّيةٍ صالحة، أو صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفَع به. |
﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ ﴾ [القيامة: 12]
حتى آثارُ عملك الباقية ستُسأل عنها وتُحاسَب يوم تلاقي الله، فاحرِص أن تخلِّفَ أثرًا جميلًا؛ من ذرِّيةٍ صالحة، أو صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفَع به. |
﴿يُنَبَّؤُاْ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذِۭ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [القيامة: 13]
حتى آثارُ عملك الباقية ستُسأل عنها وتُحاسَب يوم تلاقي الله، فاحرِص أن تخلِّفَ أثرًا جميلًا؛ من ذرِّيةٍ صالحة، أو صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفَع به. |
﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا ﴾ [الإنسان: 7]
مجامعُ الطاعات في أمرين: تعظيم أمر الله تعالى؛ ومنه: ﴿يُوفونَ بالنَّذر﴾ ، والشَّفَقة على خَلق الله؛ ومنه: ﴿ويُطعمونَ الطَّعامَ﴾ . الخوف في الدنيا أمانٌ في الآخرة، فالذين ﴿يخافُونَ يومًا تتقلَّبُ فيهِ القُلُوبُ والأبصار﴾ جزاؤهم: ﴿لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أحسنَ ما عَمِلُوا ويَزيدَهُم من فَضلِه﴾ . هل تبحثُ عن بابٍ من أبواب العمل الخالص لله؟ إنه محبَّة المساكين والإحسانُ إليهم؛ لأنَّ نفعَهم في الدنيا لا يُرجى غالبًا، فعليك به. قال قَتادة: (لقد أمر الله بالأُسارى أن يُحسَنَ إليهم، وإنهم يومئذٍ لمشركون، فوالله لأخوك المسلمُ أعظم عليك حُرمةً وحقًّا). |
﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا ﴾ [الإنسان: 10]
جُبلت النفوسُ على حبِّ الجزاء والثناء، فمَن جاهد نفسَه على العطاء، بلا ترقُّب شكرٍ ولا إطراء، بلغ رتبةَ الأنقياء الأتقياء. مَن طلب من الفقراء الدعاءَ أو الثناءَ فقد أخرج نفسَه من شرف هذه الآية وما فيها من شريف الخُلق وجليل الشَّمائل. لمَّا استحضَروا في أنفسهم الآخرةَ والخوفَ من أهوالها، تعالَوا في مطالبهم على حظوظ الدنيا؛ راغبين فيما عند الله فهو خيرٌ وأبقى. |
﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا ﴾ [الإنسان: 27]
أهل التبصُّر والحكمة يُؤثرون الآخرةَ الباقية على الدنيا الفانية، أمَّا الحمقى فهم الذين يضيِّعون آخرتهم بعرَض من الدنيا قليل! |
﴿لِيَوۡمِ ٱلۡفَصۡلِ ﴾ [المرسلات: 13]
يا له من يوم مَهيبٍ مُخيف يفصل الله فيه بين الخلق؛ فآخذٌ كتابَه بيمينه، وآخذٌ كتابَه بشِماله، اللهم اجعلنا فيه من أهل اليمين. كلُّ هذه الأهوال ليست بشيءٍ بإزاء موقف الفصل بين الخلائق، حين يشهد الرسُل على أقوامهم ويقيمون عليهم الحُجَّة، لا يُنجي أحدًا يومئذٍ إلا عملُه. |
﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ ﴾ [المرسلات: 14]
يا له من يوم مَهيبٍ مُخيف يفصل الله فيه بين الخلق؛ فآخذٌ كتابَه بيمينه، وآخذٌ كتابَه بشِماله، اللهم اجعلنا فيه من أهل اليمين. كلُّ هذه الأهوال ليست بشيءٍ بإزاء موقف الفصل بين الخلائق، حين يشهد الرسُل على أقوامهم ويقيمون عليهم الحُجَّة، لا يُنجي أحدًا يومئذٍ إلا عملُه. |
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [المرسلات: 15]
تكرَّر الوعيدُ بالويل في السورة؛ لأن في كلِّ آيةٍ منها ما يقتضي التصديق، فكان الوعيدُ على التكذيب به حازمًا شديدًا. هو إنذارٌ شديد للمكذِّبين بيوم الدين بقلوبهم أو أعمالهم، وترهيبٌ ممَّا ينتظرهم من حساب عسير، وجزاء مُبير. |
﴿هَٰذَا يَوۡمُ لَا يَنطِقُونَ ﴾ [المرسلات: 35]
انقضى زمنُ الجدل، ومضى وقتُ الاعتذار، وحان الحسابُ والجزاء، فأخرسَ الهولُ الألسنة، وكمَّم الفزَعُ الأفواه التي طالما نطقَت بالباطل. آلآن تعتذرون، وقد علمتُم أنه لا عُذرَ لكم؟ لقد بتُّم كالظَّمآن يطمع في سَراب، ولكن ﴿فيَومَئِذٍ لا ينفَعُ الذينَ ظلَمُوا مَعذِرَتُهُم ولا هُم يُستَعتَبُون﴾ . |
﴿هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [المرسلات: 38]
ها هم أُولاءِ سلفُكم من الكفَّار المكذِّبين الذين اقتديتُم بضلالهم، واتَّبعتُم آثارَ انحرافهم، قد بتُّم معهم في مصيرٍ واحد، ويا بئسَ المصير! |
﴿يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ صَفّٗاۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَقَالَ صَوَابٗا ﴾ [النبأ: 38]
في أهوال ذلك اليوم العصيب تتشوَّقُ نفوس المؤمنين إلى ربِّها الرحمن؛ طمعًا برأفته ورحمته التي وسعَت كلَّ شيء. إذا كانت مجالسُ الرؤساء والكبراء يجلِّلها الوَقارُ والهيبة، فما ظنُّكم بهيبة الموقف بين يدي ملك الملوك وربِّ الأرباب؟! خابَ مَن لم يَرجُ لله وَقارًا. |
﴿ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا ﴾ [النبأ: 39]
مَن رغب في سعادة الأبَد فليعمل عملًا يرجع فيه إلى ربِّه يومَ الفصل؛ وهو طاعتُه سبحانه وما فيه رضاه. |
﴿إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا ﴾ [النبأ: 40]
ما من ذرَّة عملٍ صالح إلا وستراها غدًا في صحيفتك، فاجتهد في أعمال البِرِّ؛ لتفرحَ بها يوم تُعرَض الأعمال وتُكشَف الصحُف. |
﴿قُلُوبٞ يَوۡمَئِذٖ وَاجِفَةٌ ﴾ [النازعات: 8]
مع رجفة القيامة المَهولة تضطربُ سننُ الكون اضطرابًا، وترتجف الأرضُ ارتجافًا، وتضمحلُّ الحركات، وتصمُت الأصوات؛ إيذانًا بالبعث. |
﴿فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ ﴾ [النازعات: 34]
همُّ الآخرة هو أعظمُ الهموم وأكبرُها، وهو الجدير بالاستعداد والعمل، وما سواه فسهلٌ هيِّن مهما عظُم، فطوبى لمَن عقَل. |
﴿يَوۡمَ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ ﴾ [النازعات: 35]
مهما نسيتَ من أعمالك فسيأتي يومٌ تتذكَّر فيه الصغيرَ منها والكبير، يوم يُقال لك: ﴿اقرَأ كِتابَكَ كفى بنَفسِكَ اليَومَ عليكَ حَسِيبًا﴾ . |
﴿وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴾ [النازعات: 36]
ها هي ذي الجحيمُ التي كانت خبرًا محجوبًا عنَّا بحُجُب الغيب قد تبدَّت بسعيرها للأبصار، وبرزَت بلهبها للأعيُن، وليس الخبرُ كالعِيان. |
﴿فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ ﴾ [عبس: 33]
كلُّ الضَّجيج الذي يملأ العالمَ سيذهب هباءً، ويُصيخ الناس لصوتٍ واحد مَهول يملأ قلوبهم فزعًا ورعبًا، فاللهم لطفَكَ لطفَك. |
﴿لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ﴾ [عبس: 37]
قال قَتادة: (ليس شيءٌ أشدُّ على الإنسان يومَ القيامة من أن يرى مَن يعرفه؛ مخافةَ أن يكونَ يطلبه بمَظلَمة). أيُّ شأنٍ فظيع هذا الذي يشغَلُ المرءَ عن فِلذات أكباده ومُهجة روحه، أليس حريًّا بنا أن نعملَ له عسانا أن نأمنَ من فزعه، وننجو من هَوله. |
﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ﴾ [الانفطار: 17]
أعظِم به من يومٍ تتجاوز أهواله وأفزاعه كلَّ تصوُّرٍ وخيال، يومٍ لا يغني فيه امرُؤٌ عن امرِئٍ شيئًا، والأمر فيه لله وحدَه. |
﴿ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ﴾ [الانفطار: 18]
أعظِم به من يومٍ تتجاوز أهواله وأفزاعه كلَّ تصوُّرٍ وخيال، يومٍ لا يغني فيه امرُؤٌ عن امرِئٍ شيئًا، والأمر فيه لله وحدَه. |
﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡـٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ ﴾ [الانفطار: 19]
هي الحقيقة التي ينبغي ألَّا تغيبَ عنك لحظة؛ لن يُغنيَ عنك يومَ القيامة إلا عملُك، فأصلح عملك ودعك ممَّا سواه. |
﴿يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ ﴾ [الطارق: 9]
طيِّب نيَّتَك، وأصلح باطنَك، فإنَّ أمامك وقفةً بين يدَي الله يُحصَّل فيها ما في الصُّدور، ويُكشَف فيها عمَّا في القلوب. |
﴿فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ ﴾ [الطارق: 10]
يأتي العباد يوم القيامة وقد سُلبَت منهم كلُّ قوَّة وعَون، والسَّعيد مَن قدَّم لهذا اليوم بعملٍ صالح وإيمانٍ راسخ. |
﴿وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا ﴾ [الفجر: 22]
إن يقينك أيها العبدُ بمجيء الملك الجبَّار يوم القيامة للحساب، يدعوك إلى الاستعدادِ لذلك اللقاء، بكثرة الطَّاعات، والرغبة في الدَّار الآخرة. |
﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ ﴾ [الفجر: 23]
تفكَّر أيها المؤمنُ في هذا المشهد الحقِّ؛ واعمل ألَّا تكونَ فيه من النَّادمين، الذين يتمنَّون أن يُرجَعوا إلى الدنيا ليُصلحوا، ولكن هَيهات. |
﴿يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 24]
الحياة الحقيقيَّة هي حياةُ الآخرة، والعاقل مَن عمل لها لا لسواها؛ فإن استقام على شَرع الله فقد فاز بخيرَي الدَّارَين، ويا له من فوز! |
﴿فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ ﴾ [الفجر: 25]
لو أنَّ عذاب الدنيا بأسره اجتمع على إنسانٍ واحد لم يبلُغ في الإيلام مبلغَ رؤية جهنَّمَ وهي تفور وتَضطَرِم، فهل من عذابٍ أشدُّ من عذابِ الله؟ |
﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ ﴾ [الفجر: 26]
لو أنَّ عذاب الدنيا بأسره اجتمع على إنسانٍ واحد لم يبلُغ في الإيلام مبلغَ رؤية جهنَّمَ وهي تفور وتَضطَرِم، فهل من عذابٍ أشدُّ من عذابِ الله؟ |
﴿يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ ﴾ [القارعة: 4]
الناس في موقف الحشر في حَيرة الفَراش التي تتهافتُ على الهلاك، وهي لا تملك لنفسها وِجهةً، ولا تعرف لها هدفًا، فأعظِم به من فزع! |
﴿وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ ﴾ [القارعة: 5]
هذا حالُ الجبال العظيمة عند سماع القارعة؛ ﴿وبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا، فكانَت هَباءً مُنبَثًّا﴾ فكيف بحال البشَر؟ فالويلُ لمَن لم تتداركه رحمةُ الله! لا تغترَّ بقوَّتك وعُنفوانك، فإنَّ الجبال الشامخة الصَّلدة تغدو كصُوفٍ منفوش تطيِّره أضعفُ النسَمات! فالزَم التواضعَ تسلَم. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
أهل الأعذار الصحبة الصالحة الإفساد فضل السجود عروج الملائكة العجب بالنفس القضاء على العبودية الحكم العمل المؤدي إلى النجاح نشر الشائعات
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب