لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له

حديث: لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له

عن أنس، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لا عليكم أن لا تُعْجَبُوا بأحدٍ حتّى تنظروا بِمَ يُخْتم له، فإنّ العاملَ يعمل زمانًا من عمره، أو بُرهةً من دهره بعمل صالح، لو مات عليه دخل الجنّةَ، ثم يتحوَّلُ فيعملُ عمَلًا سيِّئًا، وإنَّ العبد لَيْعُملُ البُرْهَةَ من دهرٍ بعملٍ سيء، لو مات عليه دخل النّار، ثم يتحوَّل فيعملُ عملًا صالحًا. وإذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله قبل مَوْته». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف يستعمله؟ قال: «يوفِّقه لعملٍ صالِحٍ، ثم يَقْبضُه عليه».

صحيح: رواه أحمد (١٢٢١٤) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حُميد، عن أنس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «لا عليكم أن لا تُعْجَبُوا بأحدٍ حتّى تنظروا بِمَ يُخْتم له، فإنّ العاملَ يعمل زمانًا من عمره، أو بُرهةً من دهره بعمل صالح، لو مات عليه دخل الجنّةَ، ثم يتحوَّلُ فيعملُ عمَلًا سيِّئًا، وإنَّ العبد لَيْعُملُ البُرْهَةَ من دهرٍ بعملٍ سيء، لو مات عليه دخل النّار، ثم يتحوَّل فيعملُ عملًا صالحًا. وإذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله قبل مَوْته». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف يستعمله؟ قال: «يوفِّقه لعملٍ صالِحٍ، ثم يَقْبضُه عليه».

1. شرح المفردات:

● لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد: لا تُلاموا ولا تُؤاخذوا على ألا تندهشوا أو تبالغوا في الإعجاب بأحد.
● حتى تنظروا بم يختم له: حتى تعلموا ما خاتمة عمله وأمره، والخاتمة هي آخر ما يختتم به عمل العبد.
● برهة من دهره: فترة من الزمن، والدهر: الوقت الطويل.
● يُخْتَم له: يُختَم عمله بخاتمة حسنة أو سيئة.
● يَتحوَّل: ينتقل ويغير حاله من عمل إلى آخر.
● يستعمله: يجعله يعمل عملاً صالحًا.
● يوفقه: يسهل له أسباب الخير ويهيئه له.
● يَقبضه عليه: يتوفاه وهو على ذلك العمل الصالح.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث إلى عدم التسرُّع في الحكم على الناس بالإعجاب بهم أو بالثناء المطلق عليهم لمجرد رؤية أعمالهم الصالحة في فترة من فترات حياتهم، لأن العبرة بخاتمة العمل. فقد يعمل الإنسان طويلاً بأعمال صالحة، ثم ينقلب إلى عمل سيء فيختم له بسوء، والعكس صحيح. ثم يبين ﷺ أن من أراد الله به خيرًا يوفقه لعمل صالح في آخر عمره ثم يتوفاه عليه.

3. الدروس المستفادة والعبر:

● العبرة بالخاتمة: لا ينبغي الحكم على الشخص من خلال فترة معينة من حياته، بل بالنهاية التي يختم له بها.
● الخوف من سوء الخاتمة: على المسلم أن يخاف على نفسه من الانقلاب بعد الهدى، وأن يسأل الله الثبات على الدين حتى الممات.
● الرجاء واسع: لا ينبغي لمسلم أن يقنط من رحمة الله، فمهما بلغت ذنوبه ومعاصيه، فإن باب التوبة مفتوح، وقد يختتم له بخير.
● التوفيق من الله: توفيق العبد للعمل الصالح قبل موته من علامات رحمة الله به وإرادة الخير له.
● الحث على الاستمرارية في الطاعة: يجب على المسلم أن يجتهد في الاستمرار على الطاعة، وأن يتعوذ بالله من الزيغ بعد الهدى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو حديث صحيح.
- الخاتمة الحسنة من نعم الله العظيمة على عبده، وهي علامة على رضوان الله عليه.
- ينبغي للمسلم أن يكثر من دعاء: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن الإعجاب بالشخص ومدحه بشكل مطلق قد يكون غير مناسب، لأننا لا نعلم خاتمته.
- من الأمثلة على سوء الخاتمة: ما حصل لبعض السحرة في عهد فرعون، الذين آمنوا ثم ارتدوا، وختم لهم بسوء.

خاتمة:

فهذا الحديث العظيم يحمل بين طياته تحذيرًا من الغرور بالأعمال، وتذكيرًا بأهمية الخاتمة الحسنة، وبأن توفيق الله للعبد هو المنة الكبرى. فيجب على المسلم أن يجتهد في الطاعة، ويدعو الله أن يختم له بخير، وأن يثبته على الحق حتى يلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٢١٤) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حُميد، عن أنس، فذكره.
ورواه أبو يعلى (٣٨٤٠)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٣٢٣) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، بإسناده، مثله. وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٣٩٣ - ٣٩٨)، والبزّار -كشف الأستار (٢١٥٧) - كلاهما من طرف عن حميد، به، مختصرًا ومطوَّلًا.
قال الهيثميّ في: المجمع (٧/ ٢١١): رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزَّار، والطبرانيَّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1020 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له

📜 حديث: لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية