حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنّما الأعمال بالخواتيم

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمَنَ الطّويلَ بعملِ أهل الجنّة، ثم يُخْتَمُ لهُ عملُهُ بعمل أهل النّار. وإنَّ الرجل ليعملُ الزَّمنَ الطّويلَ بعمل أهل النّار، ثم يُختم له عملُه بعمل أهل الجنّة».

صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥١) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز (يعني ابن محمد)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمَنَ الطّويلَ بعملِ أهل الجنّة، ثم يُخْتَمُ لهُ عملُهُ بعمل أهل النّار. وإنَّ الرجل ليعملُ الزَّمنَ الطّويلَ بعمل أهل النّار، ثم يُختم له عملُه بعمل أهل الجنّة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونعلم.
الحديث الذي تفضلت بطلبه هو حديث عظيم من الأحاديث التي تتعلق بعقيدة الإيمان بالقدر وخواتيم الأعمال، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● الزمن الطويل: المدة الطويلة من العمر.
● يعمل بعمل أهل الجنة: أي يفعل الأفعال الصالحة التي تكون سببًا في دخول الجنة، من طاعة الله ورسوله.
● يختم له عمله: الختم هو الإنهاء والختام، أي تكون آخر أعماله وخاتمتها.
● بعمل أهل النار: أي يفعل ذنبًا عظيمًا أو عملًا سيئًا يكون سببًا في دخول النار، كالكفر أو الشرك.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حقيقة مصيرية عظيمة، وهي أن مصير العبد في الآخرة لا يُحكم عليه بمجموع أعماله الطويلة فحسب، بل بخاتمتها، أي آخر ما يختم له به عمره وعمله.
فقد يعيش الإنسان عمرًا طويلًا مليئًا بالطاعات والقربات، ولكنَّه – والعياذ بالله – يموت على معصية أو كفر، فيختم له بسوء الخاتمة، فيدخل النار. والعكس صحيح، فقد يعيش إنسانٌ عمرًا في المعاصي والذنوب، ثم يوفقه الله للتوبة قبل موته، أو يختم له بعمل صالح، فيموت على ذلك، فيدخل الجنة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التحذير من سوء الخاتمة والعياذ بالله منها: الحديث تحذير شديد لكل مسلم أن يغتر بطول عمره في الطاعة، فيتهاون في آخر عمره، أو يرتكب ما يغضب الله، فتكون عاقبته وخيمة. وهذا يوجب الخوف والرجاء ودوام الالتجاء إلى الله.
2- بيان سعة رحمة الله تعالى: فالله يقبل توبة العبد مهما بلغت ذنوبه وعظمت معاصيه، إذا تاب قبل الموت توبة نصوحًا صادقة. وهذا يفتح باب الأمل لكل مذنب ويبعده عن اليأس من رحمة الله.
3- عدم الحكم على الناس بمجرد ظاهر أعمالهم: فليس من الحكمة أن نطلق أحكامًا قطعية على أشخاص بأنهم من أهل الجنة أو النار بمجرد ما نراه من أعمالهم في الدنيا، لأن العبرة بالخاتمة التي يختبرها الله تعالى.
4- الإيمان بقضاء الله وقدره: فالأمر كله بيد الله، وهو الذي يقلب القلوب ويصرفها كما يشاء، وهو الذي يوفق من يشاء للخير ويخذل من يشاء.
5- الحث على دوام الاستعاذة من سوء الخاتمة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في دعائه: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ». فيجب على المسلم أن يدعو الله دائماً أن يثبته على الإيمان، وأن يتوفاه وهو راض عنه.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان بالقدر وخواتيم الأعمال.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف والرجاء؛ يخاف من سوء الخاتمة ولا يأمن مكر الله، ويرجو رحمة الله ويطمع في عفوه ومغفرته.
- من الأمثلة على من عاشوا على الكفر ثم هداهم الله وختم لهم بالإيمان: الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، الذي كان من أشد الناس على الإسلام ثم أسلم وحسن إسلامه.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه، وأن يحسن خواتيم أعمالنا، وأن يتوفانا وهو عنا راض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القدر (٢٦٥١) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز (يعني ابن محمد)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وأمّا ما رُوي مرفوعًا: «إنّ الرّجل ليعمل -أو قال: يعمل- بعمل أهل النّار سبعين سنة، ثم يُختم له بعمل أهل الجنّة، ويعمل العامل سبعين سنة بعمل أهل الجنّة، ثم يُختم له بعمل أهل النّار». فهو ضعيف.
رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٥٨) -، والطبرانيّ في «المعجم الأوسط» (٢٤٤٨)، عبد اللَّه ابن وهب في القدر (٤٨) كلّهم من طريق عبد اللَّه بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص ابن عاصم، عن أبي هريرة، فذكره.
عبد اللَّه بن عمر وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب المدنيّ، أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
وأمّا الهيثميّ فقال في «المجمع» (٧/ ٢١٧): «رواه الطبرانيّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح». لأنّ عبد اللَّه بن عمر بن حفص، أخرج له مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1018 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار

  • 📜 حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب