حديث: أنفق أُنفق عليك يمين الله ملآى سخاء لا يغيضها شيء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات اليمين للَّه تعالى، وكلتا يديه يمين لا شمال له، تعالى اللَّه عن صفات المخلوقين

عن أبي هريرة يبلغ به النبَّي ﷺ قال: «قال اللَّه تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أَنْفِق أُنْفِق عليك». وقال: «يمين اللَّه ملآي (وقال ابن نمير: ملآن) سخاء لا يغيضها شيءٌ، اللّيلَ والنّهار».
وفي رواية قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه قال لي: أَنفق أُنفق عليك».
وقال رسول اللَّه ﷺ: «يمين اللَّه ملآى، لا يغيضها سحّاء الليل والنهار. أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغضه ما في يمينه». قال: «وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١٩)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث وهي الرواية الثانية عند مسلم، ولفظ البخاريّ قريب منه.

عن أبي هريرة يبلغ به النبَّي ﷺ قال: «قال اللَّه ﵎: يا ابن آدم، أَنْفِق أُنْفِق عليك». وقال: «يمين اللَّه ملآي (وقال ابن نمير: ملآن) سخاء لا يغيضها شيءٌ، اللّيلَ والنّهار».
وفي رواية قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه قال لي: أَنفق أُنفق عليك».
وقال رسول اللَّه ﷺ: «يمين اللَّه ملآى، لا يغيضها سحّاء الليل والنهار. أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغضه ما في يمينه». قال: «وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرَّبِّ سبحانه وتعالى التي يرويها عنه النبي صلى الله عليه وسلم، يُعرف عند العلماء بـ "الحديث القدسي". وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● أَنْفِق أُنْفِق عليك: (أَنْفِق) أمر بالإنفاق في سبيل الله. (أُنْفِق) أي: أُعوضك وأجازيك بالخلف الوفير.
● يمين الله: المراد بها قدرة الله تعالى وعطاؤه وكرمه، وليس المقصود بها الجارحة؛ لأن الله منزه عن الجسمية والجوارح.
● ملآى / ملآن: مملوءة لا فراغ فيها.
● سخاء: كرمًا وجودًا وعطاءً.
● لا يغيضها شيء: لا ينقصها ولا يقللها شيء، فمهما أنفق الله تعالى لا ينقص ملكه شيء.
● سحّاء الليل والنهار: السَّحّ: هو العطاء المستمر الكثير. أي أن عطاء الله لا ينقطع ليلاً ولا نهارًا.
● لم يغضه ما في يمينه: لم ينقص ذلك العطاء الجبار مما في يده (أي من ملكه وقدرته) شيئًا.
● وعرشه على الماء: ذكر للدلالة على عظمة ملك الله وسلطانه، وأنه سبحانه هو الخالق المدبر.
● وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض: أي أن بيده تعالى الخلق والرزق، فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدره على من يشاء (يرفع الرزق ويخفضه)، وكل ذلك بحكمته.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول لعبده: يا ابن آدم، أنفق من مالي الذي استودعتك إياه (من المال، العلم، الجاه، الوقت...) في طاعتي ومرضاتي، وأنا أضمن لك أن أعوضك خيرًا منه في الدنيا والآخرة، وأزيدك من فضلي.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم عظمة هذا الوعد ويؤكده بمشهد جلال الله وعظمته، فيقول: إن يمين الله - التي هي رمز لعطائه وقدرته - لا تنفد أبدًا، فهي دائمة الامتلاء بالخير والرزق، ولا ينقصها إنفاقٌ ولا عطاء، بل إن كل ما أنفقه الله منذ خلق السماوات والأرض لم يؤثر ولم ينقص شيئًا من ملكه وجزيل عطائه، فهو الغني الكريم.
ويختم الحديث بذكر مظاهر أخرى من مظاهر قدرة الله وربوبيته، وهي أن عرشه كان على الماء عند بدء الخليقة، وأنه هو الذي يقبض الرزق ويبسطه، يرفع أقوامًا ويخفض آخرين، وكل ذلك بمشيئته وحكمته.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على الإنفاق في سبيل الله: يشمل الإنفاق المالي (الزكاة، الصدقات، بناء المساجد...) والإنفاق المعنوي (بذل العلم، الوقت، الجهد للمساعدة...).
2- الترغيب في الثقة بوعد الله: الوعد بالخلف والعوض من الله تعالى هو أعظم ضمان، فلا يخشى المنفق من الفقر أو النقص.
3- إثبات صفة الكرم والسخاء لله تعالى: فهو الكريم الذي لا ينفد عطاؤه، والجواد الذي لا يبخل على عباده.
4- التعريف بعظمة الله وجلاله: الحديث يصور لنا عظمة ملك الله الذي لا يتأثر بالنقص، وقدرته المطلقة على الخلق والرزق والتدبير.
5- الرد على وساوس الشح والبخل: يزيل الحديث أي خوف في نفس المؤمن من أن ينقص ماله بالإنفاق، لأنه يعلم أن الواهب والمعوض هو الله الذي لا تنفد خزائنه.
6- التوكل على الله وحده: إن الذي بيده القبض والبسط هو الله، لذا يجب أن يتوجه العبد إليه بالدعاء والسؤال، ويرضى بقضائه وقدره.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أعظم ما يشجع على الصدقة والإنفاق، وهو أصل في "التجارة مع الله" التي يعد فيها الرب أعظم الربح.
- العوض من الله يكون في الدنيا (ببركة في المال والولد، وصحة في البدن، وسعادة في القلب) وفي الآخرة (بالأجر العظيم والجنّة).
- قوله (يمين الله) من ألفاظ الحديث التي تطلق على القدرة والعطاء، ويجب إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تمثيل، مع اعتقاد أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنفقين في سبيله، الواثقين بوعده، الراضين بقضائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١٩)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث وهي الرواية الثانية عند مسلم، ولفظ البخاريّ قريب منه.
والرواية الأولى عند مسلم من وجه آخر عن ابن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ورواية البخاريّ في النفقات (٥٣٥٢) عن إسماعيل، عن مالك، عن أبي الزّناد مختصرًا جدًا.
ورواية إسماعيل هذه لا توجد في الموطآت الموجودة لدينا، ولم يذكر هذه الرواية الجوهريّ في كتابه «مسند الموطأ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 314 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنفق أُنفق عليك يمين الله ملآى سخاء لا يغيضها شيء

  • 📜 حديث: أنفق أُنفق عليك يمين الله ملآى سخاء لا يغيضها شيء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنفق أُنفق عليك يمين الله ملآى سخاء لا يغيضها شيء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنفق أُنفق عليك يمين الله ملآى سخاء لا يغيضها شيء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنفق أُنفق عليك يمين الله ملآى سخاء لا يغيضها شيء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب