حديث: استخدام السبي وأفضل من الخدم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل أهل الصفة

عن علي بن أبي طالب أن رسول الله ﷺ لما زوجه فاطمه بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوُها ليف، ورَحَيَيْن وسقاء وجَرَّتَيْن، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سَنَوت حتى قد اشتكيتُ صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبْي، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله! قد طَحَنت حتى مَجَلَت يداي فأتت النبي ﷺ، فقال: «ما جاء بك أي بنية؟». قالت: جئت لأسلم عليك، واستَحَيت أن تسأله ورجعت،
فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعا، فقال علي: يا رسول الله، والله! لقد سَنَوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسَبْي وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله ﷺ: «والله! لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تُطْوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم». فرجعا، فأتاهما النبي ﷺ وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: «مكانكما». ثم قال: «ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟». قالا: بلى. فقال: «كلمات علمنيهن جبريل، فقال: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين». قال: فوالله! ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله ﷺ، قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: «قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا ليلة صفين».

صحيح: رواه أحمد (٨٣٨، ٥٩٦)، وابن سعد (٨/ ٢٥)، والبزار (٧٥٧)، كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي قال: فذكره.

عن علي بن أبي طالب أن رسول الله ﷺ لما زوجه فاطمه بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوُها ليف، ورَحَيَيْن وسقاء وجَرَّتَيْن، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سَنَوت حتى قد اشتكيتُ صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبْي، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله! قد طَحَنت حتى مَجَلَت يداي فأتت النبي ﷺ، فقال: «ما جاء بك أي بنية؟». قالت: جئت لأسلم عليك، واستَحَيت أن تسأله ورجعت،
فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعا، فقال علي: يا رسول الله، والله! لقد سَنَوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسَبْي وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله ﷺ: «والله! لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تُطْوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم». فرجعا، فأتاهما النبي ﷺ وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: «مكانكما». ثم قال: «ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟». قالا: بلى. فقال: «كلمات علمنيهن جبريل، فقال: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين». قال: فوالله! ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله ﷺ، قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: «قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا ليلة صفين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبيل الذي يروي جانبًا من حياة سيدنا علي والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.

أولاً. شرح المفردات:


● خميلة: كساء من صوف أو خز.
● وسادة من أدم: وسادة مصنوعة من جلد محشوة بالليف.
● رَحَيَيْن: حجرا الطاحون (الرحى) التي تطحن الحبوب.
● سقاء: وعاء من الجلد للماء.
● جَرَّتَيْن: إناءان من فخار أو جلد.
● سَنَوت: حملت على الظهر (أي عملت في نقل الأحمال).
● مَجَلَت يداي: تورمت وتشققت من شدة الطحن.
● أهل الصفة: فقراء الصحابة الذين كانوا يسكنون في صفة المسجد النبوي.
● تُطْوى بطونهم: يجوعون حتى تلتصق بطونهم من شدة الجوع.
● قطيفتهما: غطاؤهما من الصوف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث جانبًا من حياة الزهد والتقشف التي عاشها سيدنا علي والسيدة فاطمة رضي الله عنهما، حيث اشتكيا إلى النبي ﷺ شدة العمل وكثرة التعب في طحن الحبوب وحمل الأحمال، وطلبا خادمًا يساعدهما بعد أن جاء المسلمين بسبي (أسرى حرب) مما يعني توفر أيدي عاملة.
لكن النبي ﷺ رفض طلبهما رحمة بأهل الصفة الذين كانوا في فقر مدقع، وفضّل أن يبيع السبي وينفق عليهم ثمنه، ثم عوضهما بخير من الدنيا وما فيها، وهو ذكر الله تعالى والأذكار التي تزيد في الأجر وتخفف المتاعب.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الزهد في الدنيا: النبي ﷺ وأهل بيته كانوا قدوة في الزهد وعدم الترفع عن حياة الفقراء.
2- الرحمة بالفقراء: تقديم حاجة المحتاجين على حاجة الأقرباء، فالنبي ﷺ فضّل إنفاق المال على أهل الصفة الجائعين.
3- قوة الصبر والاحتساب: صبر علي وفاطمة رضي الله عنهما على الشدة والعمل الشاق.
4- فضل الأذكار: التعويض الرباني خير من متاع الدنيا، فالأذكار تحفظ العبد وتزيده قربًا من الله.
5- الاستحياء في الطلب: فاطمة رضي الله عنها استحت أن تطلب من أبيها مباشرة، مما يعلمنا أدب الطلب والحياء.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
- الأذكار المذكورة (التسبيح والتحميد والتكبير) بعد الصلوات وقبل النوم من أعظم الأوراد التي تُثقل الميزان وتكفر السيئات.
- قول علي رضي الله عنه: "ولا ليلة صفين" يدل على مدى حرصه على هذه الأذكار حتى في أحلك الظروف وأصعب اللحظات.
وفي الختام، فإن هذا الحديث يذكرنا بأن الخير الحقيقي ليس في راحة الدنيا وزينتها، بل في طاعة الله وذكره، والصبر على الشدائد ابتغاء مرضاته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٣٨، ٥٩٦)، وابن سعد (٨/ ٢٥)، والبزار (٧٥٧)، كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي قال: فذكره.
وإسناده صحيح عطاء بن السائب ثقة وثّقه الأئمة إلا أنه اختلط، لكنه روى عنه هذا الحديث حماد بن سلمة، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
تنبيه: ما يتعلق بتعليم النبي ﷺ الأذكار وطلب فاطمة الخادم فقد أخرج الشيخان من طريق آخر من حديث علي رضي الله عنه. وليس عندهما ذكر أهل الصفة.
والصفة: بضم الصاد وتشديد الفاء: ظلّة كانت في مؤخرة مسجد النبي ﷺ يأوي إليها المساكين ممن لا مأوى لهم ولا أهل وكانوا يكثرون فيها ويقلّون حسب تغيير الأحوال.
وقد قيل: إن عددهم بلغ نحو ستمائة شخص في أوقات مختلفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 271 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استخدام السبي وأفضل من الخدم

  • 📜 حديث: استخدام السبي وأفضل من الخدم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استخدام السبي وأفضل من الخدم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استخدام السبي وأفضل من الخدم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استخدام السبي وأفضل من الخدم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب