حديث: من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فضل أهل بيعة العقبة الثانية
ثم بعثنا الله فأتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا، فقلنا: حتى متى نذر رسول الله ﷺ يطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب
العقبة، فقال عمُّه العباس: يا ابن أخي! إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك، إني ذو معرفة بأهل يثرب، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلما نظر العباس في وجوهنا.، قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم، هؤلاء أحداث، فقلنا: يا رسول الله! علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النَّفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة». فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر السبعين، فقال: رويدا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المَطِيّ إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مسَّتكم، وعلى قتل خياركم، وعلى مفارقة العرب كافة، فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه فهو أعذر عند الله، قالوا: يا أسعد بن زرارة: أمط عنا يدك، فوالله! لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة.
حسن: رواه أحمد (١٤٦٥٣)، وصحّحه ابن حبان (٧٠١٢)، والحاكم (٢/ ٦٢٤ - ٦٢٥) كلهم من حديث يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير أنه حدثه جابر بن عبد الله فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يروي قصةً عظيمةً من قصص الدعوة الإسلامية في مكة، وبيان الصعوبات التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بشارة النصرة بقدوم وفد الأنصار. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة.
أولاً. شرح المفردات:
● يتبع الحاج في منازلهم: يذهب إلى أماكن نزول الحجاج في المواسم.
● الموسم: زمان الحج.
● مَجَنَّة وعكاظ: أسواق العرب المشهورة في الجاهلية.
● ذي رحمه: قريبه.
● يُفتنك: يضلك أو يخرجك من دينك.
● رهط: جماعة.
● يظهرون الإسلام: يعلنون إسلامهم.
● أتمرنا: اتفقنا وتشاورنا.
● شعب العقبة: مكان بين مكة ومنى.
● ذو معرفة: خبير.
● أحداث: شباب.
● رويدا: تمهّلوا.
● أكباد المطي: ظهور الإبل (أي قطعنا المسافات الطويلة).
● خياركم: أفضلكم.
● بيعة: عهد وولاء.
● بشرطة: شرط وعهد.
ثانيًا. شرح الحديث:
ينقسم الحديث إلى قسمين:
القسم الأول: معاناة الدعوة في مكة:
- لبث النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين يدعو الناس في مواسم الحج وأسواق العرب، يطلب النصرة والأمان، ويعد بالنعيم المقيم في الجنة، لكن قريشًا كانت تحذر الناس منه، وتنفرهم منه، حتى إن الرجل كان يأتي لقريبه في مكة فتحذره قريش من النبي صلى الله عليه وسلم.
- استمر هذا الحال حتى منَّ الله تعالى على رسوله بأن هيأ له أنصارًا من يثرب (المدينة المنورة)، حيث كان يلتقي بهم في المواسم، فيسلم الواحد منهم ويعلم القرآن، ثم يرجع إلى قومه فيدعوهم، فيسلمون، حتى انتشر الإسلام في كل بيوت يثرب.
القسم الثانية: بيعة العقبة الثانية:
- اجتمع سبعون رجلاً من الأنصار، واتفقوا على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، فجاؤوا إليه في موسم الحج، وواعدوه عند شعب العقبة.
- كان العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على سلامة ابن أخيه، فاستفسر عن هؤلاء القوم، وعرف أنهم شباب من يثرب.
- قام أسعد بن زرارة رضي الله عنه (وكان أصغرهم) خطيبًا، وبين لهم خطورة البيعة، وأنها تعني المواجهة مع العرب كلهم، وتحمل القتل والأذى، فإما الصبر وإما الاعتذار قبل الإقدام.
- فأجابوا جميعًا بأنهم مصممون على النصرة، وقاموا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم فردًا فردًا على السمع والطاعة والنفقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهر بكلمة الحق، والدفاع عنه كما يدافعون عن أنفسهم وأهليهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الدعوة: تحمّل المشاقّ والرفض والأذى طيلة عشر سنوات وهو ثابت على دعوته.
2- أهمية الدعوة في المجامع والمواسم: الدعوة إلى الله تكون حيث تجمع الناس.
3- صدق الأنصار وتضحيتهم: ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والوفاء بالعهد.
4- وضوح الشرط في البيعة: بين النبي صلى الله عليه وسلم شروط البيعة بوضوح، فلم يغشهم، ولم يكتم عنهم شيئًا.
5- الحكمة في اتخاذ القرار: كما فعل أسعد بن زرارة في نصحهم وبيان عواقب الأمر.
6- قوة الإيمان والثبات على الحق: على المسلم أن يكون ثابتًا لا تأخذه في الله لومة لائم.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذه البيعة تسمى "بيعة العقبة الثانية"، وكانت في السنة الثالثة عشرة من البعثة.
- بعد هذه البيعة هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وبدأت مرحلة جديدة من الدعوة والدولة.
- في هذه البيعة تم اختيار اثني عشر نقيبًا من الأنصار، وكانوا ممثلين عن قبائلهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الصبر والثبات، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير فإنه حسن الحديث.
ورواه أيضا أحمد (١٤٤٥٦)، والبزار - كشف الأستار (١٧٥٦)، وابن حبان (٦٢٧٤) كلهم من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم به نحوه وله طرق أخرى عن ابن خثيم.
وفي الباب أحاديث كثيرة ينظر في السيرة النبوية.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 270 من أصل 643 حديثاً له شرح
- 245 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
- 246 متى عهدك بالنبي ﷺ
- 247 فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
- 248 من رد البشرى فاقبلا أنتما
- 249 نور بين يدي أسيد بن حضير وعباد بن بشر ليلة...
- 250 يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت...
- 251 قضاء النبي ﷺ في ابنة حمزة: «الخالة بمنزلة الأم»
- 252 ابنة عمي وخالتها عندي
- 253 عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله...
- 254 سمي خالد سيف الله
- 255 جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة من الأنصار
- 256 من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ أربعة.
- 257 نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو...
- 258 استغفر لأبي عامر واجعله فوق كثير من خلقك
- 259 اللهم أَحبهما فإني أُحبّهما
- 260 حب الله لأربعة: علي وأبو ذر والمقداد وسلمان
- 261 الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان
- 262 مفزعكم إلى الله ورسوله
- 263 عنوان الحديث: اللهم يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست...
- 264 أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة وابن مسعود صاحب...
- 265 أهل السفينة لهم هجرتان
- 266 من فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا
- 267 من أول الناس إجازة؟ فقراء المهاجرين
- 268 تسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره
- 269 ليبشر فقراء المهاجرين
- 270 من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
- 271 استخدام السبي وأفضل من الخدم
- 272 ائتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب
- 273 اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
- 274 من شهد بدرا من الملائكة
- 275 من هم شهداء بدر عند الملائكة؟
- 276 أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم...
- 277 إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في...
- 278 اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد
- 279 استمدوا النبي فأمدهم بسبعين وقتلوا ببئر معونة
- 280 اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض
- 281 من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا...
- 282 بشارة النبي لاصحاب بيعة الرضوان بعدم دخول النار
- 283 لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية
- 284 عنوان الحديث: "كذبت قد شهد حاطب بدرا والحديبية"
- 285 من شهد بدرا والحديبية لا يدخل النار
- 286 من شهد بدرًا والحديبية لا يدخل النار
- 287 لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة
- 288 صحابة رسول الله خير اهل الارض يوم الحديبية
- 289 من شهد بدرا والحديبية لن يدخل النار
- 290 اللهم إنك إن تشأ لا تعبد بعد اليوم
- 291 أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا
- 292 عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار
- 293 لما ولدت أم إبراهيم إبراهيم كأنه وقع في نفس النبي...
- 294 كان رسول الله ﷺ أرحم بالعيال
معلومات عن حديث: من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
📜 حديث: من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








