حديث: أحبّي أسامة فإني أحبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل أسامة بن زيد، وأنه حب رسول الله ﷺ -

عن عائشة قالت: أراد النبي ﷺ أن ينحِّي مخاط أسامة، قالت عائشة: دعني حتى أنا الذي أفعل. قال: «يا عائشة أحِبِّيه، فإني أحبُّه».

حسن: رواه الترمذي (٣٨١٨)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٥٨) كلاهما من طريق الحسين بن حريث أبي عمار، حدثنا الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: أراد النبي ﷺ أن ينحِّي مخاط أسامة، قالت عائشة: دعني حتى أنا الذي أفعل. قال: «يا عائشة أحِبِّيه، فإني أحبُّه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحي مخاط أسامة، قالت عائشة: دعني حتى أنا الذي أفعل. قال: «يا عائشة أحبيه، فإني أحبه».


1. شرح المفردات:


● ينحِّي: يزيل ويُبعد.
● مخاط: هو المخاط أو النخامة التي تخرج من الأنف.
● أسامة: هو أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما، وكان يُكنى بـ "أسامة الحب" لحب النبي صلى الله عليه وسلم له.


2. شرح الحديث:


في هذا الموقف النبوي الرقيق، نرى النبي صلى الله عليه وسلم في بيته مع زوجته عائشة رضي الله عنها، وكان حاضرًا معهما أسامة بن زيد - وكان صبيًّا صغيرًا آنذاك - فلاحظ النبي ﷺ أن على أسامة مخاطًا، فقام ليُزيله عنه بيده الشريفة تعبيرًا عن الرحمة والعناية.
فبادرت عائشة رضي الله عنها، وقد تكون غارت من هذه العناية الفائقة، أو أرادت أن تخدم النبي ﷺ وتقوم بالمهمة عنه، فقالت: "دعني حتى أنا التي أفعل"، أي اتركني لأقوم أنا بإزالة هذا المخاط.
فأجابها النبي ﷺ بهذه الكلمات العظيمة التي تحمل درسًا تربويًا عميقًا: «يا عائشة أحبيه، فإني أحبه».
فهو ﷺ لم يزجرها ولا أنكر عليها حرصها على خدمته، بل وجهها إلى أمر أعظم وهو حب من يحبه الله ورسوله. فهو يُعلّمها ويُذكّرها بأن أساس التعامل مع هذا الصبي ليس مجرد خدمة عابرة، بل ينبغي أن ينبع من محبة حقيقية له، لأن النبي ﷺ يحبه. ومحبة النبي ﷺ هي محبة لله، لأنها تابعة لمحبة الله تعالى.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الرحمة بالصغار والاهتمام بهم: حرص النبي ﷺ على نظافة الطفل والصغير وتطييب خاطره، مما يدل على عظم رحمته ﷺ واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة في تربية النشء.
2- الحث على محبة من يحبهم الله ورسوله: من أعظم القربات أن يحب المرء أهل طاعة الله وأولياءه، ومحبتهم تدل على كمال الإيمان. قال ﷺ: «مَن أحبَّ لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان».
3- التلطف في التوجيه والإرشاد: لم يعنف النبي ﷺ عائشة رضي الله عنها، بل وجهها بلطف وأدب إلى الأفضل، مما يُعلّمنا أسلوب التعامل الحكيم مع الأهل والأصحاب.
4- مكانة أسامة بن زيد رضي الله عنه: الحديث دليل على المكانة العظيمة التي كان يحظى بها أسامة بن زيد في قلب النبي ﷺ، حتى إنه كان يلقب بـ "الحب بن الحب". وقد ولاّه قيادة جيش كبير فيه كبار الصحابة مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهو ما يزال شابًا.
5- التواضع النبوي: تصرف النبي ﷺ بنفسه لإزالة الأذى عن الطفل دليل على تواضعه العظيم وخلقه الكريم، وهو سيد الخلق وأشرفهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" وصححه الألباني.
- أسامة بن زيد هو ابن حارثة مولى النبي ﷺ وزيد بن حارثة الذي كان النبي ﷺ يحبه حبًا شديدًا، فورث أسامة هذه المحبة من أبيه ومن نفسه.
- في هذا الحديث بيان لعظم فضل محبة النبي ﷺ، وأنها تجب لمحبه ما تجب لمحبة الله تعالى من الولاء والموالاة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٨١٨)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٥٨) كلاهما من طريق الحسين بن حريث أبي عمار، حدثنا الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة فذكرته.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
قال الأعظمي: إسناده حسن، فإن طلحة بن يحيى مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث.
وروي عن عمر أنه فرض لأسامة بن زيد في ثلاثة آلاف وخمسمائة، وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف. قال عبد الله بن عمر لأبيه: لم فضَّلت أسامة عليَّ؟ فوالله! ما سبقني إلى مشهد. قال: لأن زيدا كان أحب إلى رسول الله ﷺ من أبيك، وكان أسامة أحب إلى رسول الله منك، فآثرت حُبَّ رسول الله ﷺ على حُبِّي.
رواه الترمذي (٣٨١٣) عن سفيان بن وكيع، حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
قال الأعظمي: ليس كما قال فإن سفيان بن وكيع ضعيف، ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنُصح فلم يقبل، فسقط حديثه واستحق الترك.
ورواه البزار (١٥٠)، وأبو يعلى (١٦٢) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر فذكر نحوه.
وعبد العزيز بن محمد هو الدراوردي، قال أحمد: ما حدَّث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر (يعني العمري الضعيف)، وقال النسائي: حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 303 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحبّي أسامة فإني أحبه

  • 📜 حديث: أحبّي أسامة فإني أحبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحبّي أسامة فإني أحبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحبّي أسامة فإني أحبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحبّي أسامة فإني أحبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب