حديث: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل أسامة بن زيد، وأنه حب رسول الله ﷺ -

عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله ﷺ؟ .

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٣٢)، ومسلم في الحدود (١٦٨٨ - ٨) كلاهما عن قتيبة، ثنا ليث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته، وهذا لفظ البخاري.

عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله ﷺ؟ .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو جزء من قصة طويلة توضح عدل النبي ﷺ وعدم محاباته لأحد، حتى لأحب الناس إليه. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


* أهمهم شأن المخزومية: يعني أن أمر المرأة المخزومية (وهي امرأة من بني مخزوم، وهي فاطمة بنت الأسقع) شغل بال قريش وأقلقهم. وكانت قد سرقت، وكانوا يهمهم أمرها لأنها من بيت شرف ونسب في قريش.
* من يجترئ عليه: أي من يجرؤ ويقدم على الكلام مع النبي ﷺ والشفاعة عنده ليكف عن تطبيق الحد عليها.
* أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله ﷺ: "حِبُّ" بمعنى المحبوب. وكان أسامة بن زيد -رضي الله عنه- محبوباً جداً لدى النبي ﷺ، وكان يقال له وأبوه زيد: "أحب الناس إلى رسول الله ﷺ".

2. شرح الحديث:


* السياق: الحديث جزء من قصة المرأة المخزومية التي سرقت، فجاء أهلها (وهم من أشراف قريش) إلى أسامة بن زيد يطلبون منه أن يشفع لها عند رسول الله ﷺ ليعفو عنها ولا يقيم عليها حد السرقة.
* دلالة كلام قريش: قول قريش: "من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ﷺ؟" يدل على أمرين عظيمين:
1- هيبة النبي ﷺ: كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يهابون النبي ﷺ ويوقرونه ويخشون أن يغضب لله، فلم يكن أحد يجرؤ على التحدث معه في أمور يعلم أنها قد لا ترضيه، خاصة ما يتعلق بالشفاعة في الحدود.
2- مكانة أسامة بن زيد: كان الجميع يعلم مكانة أسامة ومحبته الخاصة في قلب النبي ﷺ، فظنوا أن شفاعته هي الأرجى في القبول، وأن النبي ﷺ قد يتسامح معه لما يعلم من حبه له.
* تكملة القصة (وهي الأهم): لم يذكرها السائل، ولكنها تكمل المعنى. فقد ذهب أسامة وكلم النبي ﷺ في شأنها، فغضب النبي ﷺ غضباً شديداً وقال له: "أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!" ثم قام فخطب في الناس قائلاً: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا". فأمر النبي ﷺ بتطبيق الحد على المرأة المخزومية.

3. الدروس المستفادة منه:


* العدل المطلق في الإسلام: لا مكان للمحاباة أو الوساطة في تطبيق حدود الله، فالجميع سواسية أمام الشرع، القوي والضعيف، الشريف والوضيع.
* تحذير الأمة من محاكاة الأمم السابقة: التي هلكت بسبب تلاعبها بالعدل وتطبيقه على الضعفاء وإعفاء الأقوياء والأشراف منه.
* هيبة النبي ﷺ ووقاره: حتى أقرب الناس إليه كانوا يهابون غضبه لله وفي أمر الله.
* قوة شخصية النبي ﷺ وثباته: لم تؤثر فيه الشفاعة من أحب الناس إليه عندما تعلق الأمر بحق الله تعالى.
* الحكمة من اختيار الله للرسول ﷺ: فلو كان النبي متساهلاً أو محابياً لقومه أو لأصحابه لشكك الناس في نبوته وعدله، ولكن شدة عدله وتطبيقه للشرع دون محاباة كانت دليلاً على صدقه ونزاهته.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل عظيم في باب "السياسة الشرعية" و"تطبيق الحدود"، وهو حجة على وجوب المساواة التامة في القضاء.
* يوضح الحديث أن محبة النبي ﷺ لأصحابه كانت محبة دينية، تقوى بطاعتهم لله ورسوله، وليست محبة عاطفية عمياء تتجاوز حدود الشرع.
* استدل العلماء بهذا الحديث على بطلان الشفاعة في الحدود بعد وصولها إلى الإمام (الحاكم)، لأنها حق لله تعالى.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٣٢)، ومسلم في الحدود (١٦٨٨ - ٨) كلاهما عن قتيبة، ثنا ليث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته، وهذا لفظ البخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 301 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله

  • 📜 حديث: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب