اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد

حديث: اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد

عن علي قال: بات رسول الله ﷺ يدعو ربه عز وجل ويقول: «اللهم! إن تهلك هذه الفئة لا تعبد».

صحيح: رواه أحمد (٩٤٨)، والبزار (٧١٩) كلاهما من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: فذكره.

عن علي قال: بات رسول الله ﷺ يدعو ربه ﷿ ويقول: «اللهم! إن تهلك هذه الفئة لا تعبد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيه دلالات عظيمة على حرص النبي ﷺ على هداية قومه ودعوته لهم حتى في أحرج اللحظات.

شرح الحديث:

الرواية: "عن علي قال: بات رسول الله ﷺ يدعو ربه عز وجل ويقول: «اللهم! إن تهلك هذه الفئة لا تعبد»."

1. شرح المفردات:

● بات: أي أقام الليل أو جزءًا منه في الدعاء والمناجاة.
● يدعو ربه: يلح في الطلب والابتهال إلى الله تعالى.
● تهلك: تُهلك أو تُدمر.
● الفئة: الجماعة أو القبيلة، والمقصود هنا قريش أو المشركون من قومه.
● لا تعبد: أي لا يُعبد الله في الأرض بعد هلاكهم، أو لا يوجد من يعبد الله حق عبادته.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يصور لنا موقفًا نبويًّا عظيمًا، حيث كان النبي ﷺ يسهر الليل داعيًا الله تعالى أن لا يهلك قريشًا، مع أنهم أذوه وآذوا أصحابه وحاربوا دعوته. لكن النبي ﷺ كان يخشى أن يؤدي هلاكهم إلى انقطاع الدعوة وعدم وجود من يعبد الله في الأرض، لأنهم كانوا حينها أكثر الناس عددًا وقوة، وهم سادة العرب وقادتهم.
وفي رواية أخرى: "اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام (أبو جهل)"، مما يدل على أن النبي ﷺ كان يدعو بهداية رؤوس الكفر ليكونوا عونًا للإسلام.

3. الدروس المستفادة:

● رحمة النبي ﷺ وشفقته على قومه: فقد كان حريصًا على هدايتهم حتى وهو يتعرض للأذى منهم.
● الدعاء للمشركين بالهداية: وهذا من أخلاق الدعاة، حيث يجب أن يكونوا رحماء بالخلق، داعين لهم بالخير والهداية.
● الحكمة الإلهية في حفظ الدعوة: فالنبي ﷺ كان يدرك أن هلاك قريش قد يؤدي إلى ضياع الدعوة، فدعا الله أن يحفظهم ليعبدوه.
● الصبر على الأذى في سبيل الدعوة: فالنبي ﷺ لم يدعُ على قومه بالهلاك، بل بالهداية والحفظ.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على سمو أخلاق النبي ﷺ وعظم صبره، وهو من دلائل نبوته.
- يستحب للدعاة أن يقتدوا بالنبي ﷺ في الدعاء لأعداء الدعوة بالهداية، لا بالهلاك أو الدمار.
- فيه إشارة إلى أن الله قد يجعل من أشد الناس عداوة للإسلام أعظم أنصاره، كما حدث مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٩٤٨)، والبزار (٧١٩) كلاهما من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو داود (٢٦٦٥) من طريق إسرائيل به، ولكنه لم يذكر موضع الشاهد منه. ورواه البيهقي في الدلائل (٣/ ٤٩) من وجه آخر عن شعبة، عن أبي إسحاق مختصرا.
وأما ما روي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر،
فقال رسول الله ﷺ «اللهم! إنهم حفاة فاحملهم، اللهم! إنهم عراة فاكسهم، اللهم! إنهم جياع فأشبعهم، ففتح الله له يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل وقد رجع إلا بجمل أو جملين، واكتسوا، وشبعوا». فضعيف.
رواه أبو داود (٢٧٤٧)، وابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٠)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٢٣، ١٣٣)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٣٠٦) كلهم من طرق، عن عبد الله بن وهب، عن حيي - وهو ابن عبد الله المعافري -، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره.
وحييّ بن عبد الله المعافري مختلف فيه، والجمهور على تضعيفه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 278 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد

📜 حديث: اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية