حديث: كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن جعفر بن أبي طالب من أرحم الناس على المساكين

عن أبي هريرة قال: إن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، وإني كنت ألزم رسول الله ﷺ بشبع بطني، حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية، هي معي، كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها فنلعق ما فيها.

صحيح: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٠٨) عن أحمد بن أبي بكر، ثنا محمد بن إبراهيم بن دينار، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: إن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، وإني كنت ألزم رسول الله ﷺ بشبع بطني، حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية، هي معي، كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها فنلعق ما فيها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه يتحدث الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن سبب كثرة روايته للحديث، وعن ظروف معيشته الصعبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● أكثر أبو هريرة: أي أكثر رواية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
● بشبع بطني: أي حين يكون بطني ممتلئاً بالطعام، فأكون حاضراً مع النبي صلى الله عليه وسلم دون انشغال بطلب القوت.
● لا آكل الخمير: الخمير هو الخبز المخمر الجيد، أي كان طعامه بسيطاً جداً.
● لا ألبس الحبير: الحبير هو الثوب الناعم الفاخر، أي كان يلبس ثياباً بسيطة.
● لا يخدمني فلان ولا فلانة: أي لم يكن لديه خدم أو خادمات.
● ألصق بطني بالحصباء: الحصباء هي الحصى الصغير، أي كان يربط على بطنه الحصى من شدة الجوع.
● أستقرئ الرجل الآية: أي أطلب منه أن يقرأ علي آية من القرآن وهو يعلمها.
● العكة: هي القربة الصغيرة من الجلد التي كانوا يخزنون فيها السمن أو العسل.
● نشقها فنلعق ما فيها: أي يشقونها ويلعقون ما تبقى فيها من أثر الطعام.

2. شرح الحديث:


يشرح أبو هريرة رضي الله عنه سبب كثرة روايته للحديث، حيث كان ملازماً للنبي صلى الله عليه وسلم في أوقات كثيرة، وذلك لأنه كان فقيراً لا يشغله طلب الرزق أو الاهتمام بشؤون الدنيا، فكان وقته كله للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكان يعاني من الجوع الشديد حتى أنه كان يربط الحصى على بطنه ليشعر بالشبع، وكان أحياناً يتظاهر بأنه لا يعرف آية من القرآن ليسأل عنها صحابياً آخر، حتى يدعوه ذلك الصحابي إلى بيته فيطعمه.
ثم يذكر فضل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في إطعام المساكين، حيث كان يكرمهم ويطعمهم حتى إذا لم يجد في بيته إلا آثار الطعام في الأوعية، كان يخرجها لهم فيلعقونها.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضل الملازمة والعلم: بيان أن كثرة الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم كانت سبباً في حفظ أبو هريرة للكثير من الأحاديث.
● الصبر على الفقر والجوع: كان الصحابة رضي الله عنهم يصبرون على الفقر والجوع في سبيل طلب العلم ونصرة الدين.
● كرم جعفر بن أبي طالب: بيان فضل جعفر بن أبي طالب وكرمه وحبه للمساكين وإطعامهم.
● التواضع وعدم التكلف: كان الصحابة يعيشون حياة بسيطة متواضعة، بعيدة عن الترف والزينة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- أبو هريرة رضي الله عنه هو أكثر الصحابة رواية للحديث، وذلك بسبب ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم.
- جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى الحبشة، واستشهد في غزوة مؤتة، وكان يلقب بـ "جعفر الطيار" لأنه قطعت يداه في الغزوة فحمل اللواء بذراعيه حتى استشهد.
- هذا الحديث يبين حرص الصحابة على طلب العلم ونشره، رغم الصعوبات التي كانوا يعانون منها.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٠٨) عن أحمد بن أبي بكر، ثنا محمد بن إبراهيم بن دينار، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
ومن أخباره ما قاله أبو هريرة: ما احتذى النعال ولا انتعل، ولا ركب المطايا، ولا لبس الكور من رجل بعد رسول الله ﷺ، أفضل من جعفر بن أبي طالب، يعني في الجود والكرم.
رواه الترمذي (٣٧٦٤)، والنسائي في فضائل الصحابة (٥٤)، وأحمد (٩٣٥٣)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٤١، ٢٠٩) كلهم من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن أبي هريرة فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب».
وقد صحّحه ابن حجر في الإصابة في ترجمة جعفر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 339 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع

  • 📜 حديث: كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب