حديث: الحسن بن علي يصالح معاوية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الحسن بن علي، وأنه سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين

عن الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية: - وكان والله خير الرجلين - أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس: عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما، وقالا له، فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به، فصالحه، فقال ال

حسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول
الله ﷺ على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» قال أبو عبد الله: قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.

عن الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية: - وكان والله خير الرجلين - أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس: عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما، وقالا له، فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به، فصالحه، فقال ال

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي أشرت إليه هو من الروايات التاريخية العظيمة التي تصور لنا موقفًا حكيمًا من الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما، وهو حديث يرويه الحسن البصري عن حادثة الصلح بين الإمام الحسن ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● استقبل: واجهه بجيشه.
● بكتائب أمثال الجبال: أي بجيش عظيم كثيف، كتائب جمع كتيبة وهي وحدة عسكرية كبيرة.
● لا تولي حتى تقتل أقرانها: لا تنسحب حتى تقتل عددًا مساويًا من جنود العدو.
● من لي بأمور الناس: من سيتولى شؤونهم ومصالحهم.
● من لي بنسائهم: من يحمي نساءهم ويصون أعراضهم.
● من لي بضيعتهم: من يحافظ على أموالهم وممتلكاتهم.
● بعث إليه رجلين: أرسل إليه مبعوثين.
● فاعرضا عليه: قدما له предлож الصلح.
● قد أصبنا من هذا المال: أي حصلنا على شيء من المال (أي الغنائم أو الأموال العامة).
● عاثت في دمائها: سفكت دماءها بعضها بعضًا بدون حق.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث لحظة حاسمة في التاريخ الإسلامي، عندما تواجه جيش الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما مع جيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في موقف كان يمكن أن يؤدي إلى حرب طاحنة بين المسلمين. وكان عمرو بن العاص يرى أن جيش الحسن قوي ولا ينهزم بسهولة، لكن معاوية رحمه الله كان يفكر بحكمة وبعد نظر، فخشي على الأمة من الفتنة وتمزق الصف، وخاف على دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم.
فأرسل معاوية رجلين من بني عبد شمس (وهما عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز) ليعرضا على الحسن الصلح ويتفاوضا معه. والحسن رضي الله عنه كان يدرك أن الأمة قد تعبت من الحروب والاقتتال، فقبل الصلح بعد أن تأكد من ضمانات معينة، وكان همه مصلحة الأمة ووحدة الكلمة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حكمة القادة وصالح الأمة: الموقف يظهر حكمة معاوية وحسن تصرف الحسن رضي الله عنهما، حيث فضلا مصلحة المسلمين العامة على المصالح الشخصية أو الانتصار في المعركة.
2- تقديم المصلحة العامة: كان الهدف من الصلح هو حفظ دماء المسلمين وتوحيد صفهم.
3- الرفق والحلم في القيادة: حيث تجنب القائدان الدخول في معركة قد تأتي على الأخضر واليابس.
4- أهمية المفاوضات السلمية: بدلًا من الصدام العسكري، تم اختيار طريق الحوار والصلح.
5- وحدة الأمة أولاً: هذا الحديث يذكرنا بأن وحدة المسلمين يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الصلح تم في سنة 41 هـ، وعُرف بعام الجماعة لأنه جمع كلمة المسلمين بعد فترة من الخلاف.
- الإمام الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين، وقال: "والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارًا".
- يعتبر هذا الصلح من المواقف العظيمة في التاريخ الإسلامي التي يظهر حكمة وكرم أخلاق أهل البيت والصحابة.
نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم، وأن يرزقنا الحكمة والبصيرة في أمور ديننا ودنيانا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول
الله ﷺ على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» قال أبو عبد الله: قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
صحيح: رواه البخاري في الصلح (٢٧٠٤) عن عبد الله بن محمد، ثنا سفيان، عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: فذكره.
وفي لفظ: «لما سار الحسن بن علي ﵄ إلى معاوية بالكتائب، قال عمرو بن العاص لمعاوية: أرى كتيبة لا تولي حتى تدبر أخراها. قال معاوية: من لذراري المسلمين؟ فقال: أنا. فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة: نلقاه فنقول له الصلح ...» ثم ذكر حديث أبي بكرة.
رواه البخاري في الفتن (٧١٠٩) عن علي بن عبد الله، ثنا سفيان، ثنا إسرائيل أبو موسى به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 362 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحسن بن علي يصالح معاوية

  • 📜 حديث: الحسن بن علي يصالح معاوية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحسن بن علي يصالح معاوية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحسن بن علي يصالح معاوية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحسن بن علي يصالح معاوية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب