ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة

حديث: ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن الرجل الذي مرَّ برسول الله ﷺ وهو يناجي جبريل عليه السلام، فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله ﷺ تخوفا أن يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله ﷺ: «ما منعك أن تسلم إذ مررت بي
البارحة؟» قال: رأيتك تناجي رجلا، فخشيت أن تكره أن أدنو منكما. قال: «وهل تدري مَن الرجل؟» قال: لا. قال: «فذلك جبريل - عيله السلام -، ولو سلمت لرد السلام».
وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان.

صحيح: رواه أحمد (١٦١٢٩) عن عفان، حدثنا وهيب (هو ابن خالد)، حدثنا موسى بن عقبة، حدثني أبو سلمة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، له دلالات مهمة، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شرّاح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال عنه الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد": "رجاله رجال الصحيح". وهو من الأحاديث الصحيحة التي تُقبل ويُستدل بها.
### ثانيًا. شرح مفردات الحديث
● يناجي: أي يخاطب سرًا أو يتحدث معه في أمر خاص.
● تجنب أن يدنو: أي ابتعد ولم يقترب.
● تخوفا أن يسمع حديثه: خاف أن يسمع كلام النبي ﷺ مع جبريل وهو ليس من شأنه.
● ما منعك أن تسلم: ما الذي منعك من أن تلقى عليَّ السلام عندما مررت بي.
● لو سلمت لرد السلام: أي لو سلمت لرددنا عليك السلام.
### ثالثًا. شرح الحديث
يحدثنا هذا الحديث عن موقف نبوي كريم، حيث مرَّ صحابي جليل -وهو حارثة بن النعمان كما في بعض الروايات- برسول الله ﷺ وهو يتحدث سرًا مع جبريل عليه السلام في صورة رجل. فلم يقترب هذا الصحابي ولم يسلّم، بل تجاوز المكان احترامًا للرسول ﷺ وخوفًا من أن يسمع حديثًا ليس من حقه أن يسمعه، أو أن يزعج النبي ﷺ وهو في مناجاته.
فلما أصبح النبي ﷺ، سأله عن سبب عدم سلامه عندما مرّ به، فأخبره الصحابي بالسبب. عندها أخبره النبي ﷺ أن ذلك الرجل كان جبريل عليه السلام، ولو أن الصحابي سلّم لردّ عليه السلام هو وجبريل.
### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- الأدب مع النبي ﷺ: هذا الموقف يعلمنا أدب الصحابة رضوان الله عليهم مع النبي ﷺ، حيث كانوا يتحرون عدم إزعاجه أو مقاطعته في أوقات انشغاله.
2- جواز السلام ورده حتى في حال الانشغال: بيّن النبي ﷺ أن السلام من الحقوق العامة التي لا ينبغي تركها حتى في حال الانشغال، ولو كان المنشغل هو النبي ﷺ نفسه.
3- مكانة جبريل عليه السلام: الحديث يذكرنا بمكانة جبريل عليه السلام كمَلَك يوحي إلى النبي ﷺ، ويجوز أن يظهر في صورة بشر.
4- التلطف في تعليم الصحابة: النبي ﷺ لم يعنف الصحابي، بل سأله بلطف وعلمه أن ما فعله وإن كان نابعًا من الأدب إلا أن السلام كان الأولى.
5- الرد على الملائكة إذا سلموا: الحديث يدل على أن الملائكة ترد السلام إذا سلم عليهم المؤمن، كما هو حال جبريل هنا.
### خامسًا. فوائد إضافية
- هذا الحديث يدل على حرص الصحابة على تطبيق آداب الإسلام في تعاملهم، حتى في أدق التفاصيل.
- كما يظهر فيه حرص النبي ﷺ على تعليم أصحابه وتصحيح مفاهيمهم بلطف وحكمة.
- يؤكد على مشروعية السلام ورده، وأنه حق للمسلم على أخيه.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن التأسي برسول الله ﷺ وأصحابه الكرام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦١٢٩) عن عفان، حدثنا وهيب (هو ابن خالد)، حدثنا موسى بن عقبة، حدثني أبو سلمة فذكره. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 347 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة

📜 حديث: ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية