حديث: من دعا له النبي ﷺ بالجنة في غزوة الأحزاب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل حذيفة بن اليمان

عن يزيد بن شريك التميمي قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله ﷺ قاتلت معه وأبليت، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا برجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا برجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، فقال: «قم يا حذيفة! فأتنا بخبر القوم». فلم أجد بدا، إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: «اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ». فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام، حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد القوس، فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله ﷺ: «ولا تذعرهم علي». ولو رميته لأصبته، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم، وفرغت قررت، فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: «قم يا نومان».

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٨٨: ٩٩) عن زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التميمي، عن أبيه (يزيد بن شريك) قال: فذكره.

عن يزيد بن شريك التميمي قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله ﷺ قاتلت معه وأبليت، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا برجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا برجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، فقال: «قم يا حذيفة! فأتنا بخبر القوم». فلم أجد بدا، إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: «اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ». فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام، حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد القوس، فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله ﷺ: «ولا تذعرهم علي». ولو رميته لأصبته، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم، وفرغت قررت، فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: «قم يا نومان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن يزيد بن شريك التميمي، وهو حديث صحيح مشهور، يتعلق بموقف من مواقف الغزوة المعروفة بغزوة الأحزاب (أو الخندق).


شرح المفردات:
● أبليت: بذلت جهدي وظهرت فيه.
● ليلة الأحزاب: الليلة التي حدث فيها حصار الأحزاب للمسلمين في المدينة.
● ريح شديدة وقر: ريح باردة شديدة البرودة.
● لا تذعرهم عليّ: لا تُفزعهم أو تُخيفهم تجاهي (أي لا تجعلهم ينتبهون إلى وجودي أو خطتي).
● كأنما أمشي في حمام: المشي في حرّ وسخونة (كناية عن الخوف والتوتر الشديد).
● يصلّي ظهره بالنار: يدني ظهره من النار ليدفئه (ليس المقصود الصلاة الشرعية).
● قررت: استقرّت وهدأت.
● نومان: لقب لحذيفة يدل على النوم، وقد كناه النبي ﷺ بذلك لشدة نومه بعد التعب.


شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن موقف بطولي في غزوة الأحزاب، حين كان المسلمون محاصرين، والجو شديد البرودة والرياح، وكان النبي ﷺ يريد معرفة أخبار العدو (قريش ومن معهم من الأحزاب) ليعرف خططهم.
نادى النبي ﷺ ثلاث مرات: "ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟" ولم يجبه أحد بسبب الخوف والشدة. ثم دعا حذيفة مباشرة، فقام وهو في حالة خوف شديد، لكنه امتثل لأمر النبي ﷺ.
ذهب حذيفة إلى معسكر المشركين، ورأى أبا سفيان يدني ظهره من النار ليدفئه، فاهتمّ أن يرميه بسهم، لكنه تذكر وصية النبي ﷺ: "لا تذعرهم عليّ"، أي لا تثيرهم ضد المسلمين، فرجع دون أن يفعل شيئًا.
عندما عاد إلى النبي ﷺ وأخبره، هدأ من روعه، وألبسه النبي عباءة كان يلبسها فدفأ بها، ونام حتى الصباح. ثم دعاه النبي ﷺ بلقب "نومان" على سبيل المداعبة والحنان.


الدروس المستفادة:
1- الطاعة الكاملة للنبي ﷺ: حتى في أحلك الظروف وأصعب اللحظات.
2- الشجاعة والإقدام: رغم الخوف، إلا أن حذيفة نفذ المهمة بنجاح.
3- الالتزام بالأمر وعدم التعدي: لو رمى حذيفة أبا سفيان لقتله، لكنه التزم بأمر النبي ﷺ بعدم إفزاع العدو.
4- الرحمة بالنفس حتى في الحرب: الإسلام لا يُبيح الغدر أو الإفساد دون ضرورة.
5- تقدير النبي ﷺ لأصحابه: حيث داعب حذيفة بلقب "نومان" بعد أن نام تعبًا.
6- فضل الصحابة وجهادهم: فهم قدموا التضحيات العظيمة في سبيل الله ونصرة الدين.


فوائد إضافية:
- الحديث يدل على صدق نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر بحال أبي سفيان دون أن يراه.
- فيه بيان لأخلاق النبي ﷺ في القيادة والحرب، حيث كان حريصًا على عدم الفتنة والإثارة غير الضرورية.
- يُستفاد منه أهمية الاستخبارات في الحرب، وأخذ الأخبار لاتخاذ القرار المناسب.

أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، العاملين بشريعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٨٨: ٩٩) عن زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التميمي، عن أبيه (يزيد بن شريك) قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 352 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من دعا له النبي ﷺ بالجنة في غزوة الأحزاب

  • 📜 حديث: من دعا له النبي ﷺ بالجنة في غزوة الأحزاب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من دعا له النبي ﷺ بالجنة في غزوة الأحزاب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من دعا له النبي ﷺ بالجنة في غزوة الأحزاب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من دعا له النبي ﷺ بالجنة في غزوة الأحزاب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب