حديث: إنه في جنة الفردوس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن حارثة بن سراقة بن الحارث الأنصاري في جنة الفردوس

عن حميد قال: سمعت أنسا يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي ﷺ، فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تك الأخرى ترى ما أصنع، فقال: «ويحك، أوهبلت، أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس».

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٢) عن عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق (هو إبراهيم بن محمد الفزاري)، عن حميد (هو الطويل)، عن أنس قال: فذكره.

عن حميد قال: سمعت أنسا يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي ﷺ، فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تك الأخرى ترى ما أصنع، فقال: «ويحك، أوهبلت، أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه مواساة النبي ﷺ لأمٍّ ثكلى، وعبرٌ جليلة، وبيانٌ لعظيم فضل الله تعالى على الشهداء.

الحديث بلفظه:


عن حميد قال: سمعت أنسًا يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي ﷺ، فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تك الأخرى ترى ما أصنع، فقال: «ويحك، أوهبلت، أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس».
رواه البخاري في صحيحه.


شرح المفردات:


● أصيب حارثة: قُتِلَ حارثة في غزوة بدر.
● وهو غلام: شابٌ يافع.
● أصبر وأحتسب: أتحمل مصيبتي صبرًا طالبًا الأجر من الله تعالى.
● وإن تك الأخرى: أي إن لم يكن في الجنة وكان في النار (عياذًا بالله) – وهذا من شدة حزنها وتوهمها.
● ترى ما أصنع: أي سيكون حزني وعظيم مصيبتي ظاهرًا للعيان.
● ويحك: كلمة تقال للتعجب والتفجع، وهي للرثاء والشفقة، وليست للذم.
● أوهبلت: أي هل جُنِنْتِ أو فقدتِ عقلك؟! (من الهبل الذي يعني قلة العقل)، وهي هنا على سبيل التعجب واللطيف من النبي ﷺ، وليست تقريعًا.
● أوجنة واحدة هي؟: استفهام إنكاري، أي أليست الجنات متعددة؟!
● جنة الفردوس: هي أعلى درجة في الجنة، وأوسطها، وأفضلها، وتقع تحت عرش الرحمن، ومنها تفجر أنهار الجنة.


شرح الحديث:


يحكي لنا سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قصة أم الشاب البطل حارثة بن سراقة رضي الله عنه، الذي استشهد في غزوة بدر الكبرى وهو لا يزال في ريعان شبابه.
فجاءت أمه إلى النبي ﷺ وهي غارقة في حزنها، تخاطبه بلهفة الأم الثكلى، معترفة بفضله ومكانته ﷺ، ومذكرة له بمحبتها لولدها. ثم عرضت حالين:
1- إن كان ابنها في الجنة: فإنها ستصبر على فقده وتحتسب الأجر عند الله، فالصبر على فقد الأحبة من أعظم القربات.
2- إن كان الأمر غير ذلك (وهو مستحيل في حق الشهيد): فإن حزنها سيكون عظيمًا لا يُحتمل.
فرد عليها النبي ﷺ ردًّا حكيمًا، رقيقًا، مليئًا بالعطف والمواساة، ومزيلًا للهم والوساوس:
● «ويحك»: نادى عليها بهذه الكلمة التي تعبر عن الشفقة والرثاء لحالها.
● «أوهبلت»: استفهام تعجبي، كأنه يقول: أجننتِ حتى تظني أن حارثة ليس في الجنة؟! أو حتى تشكي في مصيره؟! فهذا استنكار لطيف لوسوسة الحزن التي دخلت قلبها.
- ثم شرع ﷺ يبشرها ويطمئن قلبها قائلًا: «أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة»: أي أن الجنة ليست درجة واحدة، بل هي درجات بعضها فوق بعض، وأعلاها الفردوس.
- ثم زادها من البشارة ما يمحو حزنها فقال: «وإنه في جنة الفردوس»: أي أن مصير ابنك ليس فقط في الجنة، بل في أعلى منازلها وأشرف غرفها. وهذا بيان لعظيم فضل الشهادة في سبيل الله.


الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فضل الشهادة في سبيل الله: فالشهيد من أعلى الخلق منزلة عند الله، وهو في أعلى جنان الفردوس، كما في هذا الحديث وغيره من النصوص.
2- جواز التعبير عن الحزن: لا حرج على المسلم أن يحزن لفقد عزيز عليه، فالحزن من طبيعة البشر، ولكن الأهم هو الصبر والاحتساب.
3- الصبر والاحتساب عند المصيبة: أمر النبي ﷺ الأم بالصبر والاحتساب، وجعل ذلك مرتبطًا بيقينها بأن ابنها في الجنة، مما يجعل الصبر أهون.
4- حسن تعامل النبي ﷺ ورحمته: فمع أن السائلة جاءت وفي كلامها شيء من الشك (الذي نبع من شدة الحزن)، لم يعنفها النبي ﷺ، بل لاطفها ووعظها وبشرها بأعظم البشارة. وهذا من كمال خلقه وحكمته ﷺ.
5- الجنات متعددة الدرجات: ليس جميع أهل الجنة في درجة واحدة، بل هناك تفاوت عظيم بينهم حسب أعمالهم، وأعلى هذه الدرجات هي الفردوس الأعلى.
6- الاستبشار بمصير الشهداء: يجب على المسلم أن يثق بوعد الله ورسوله بأن الشهيد في الجنة، ولا يوسوس له الشيطان أو الهوى.
7- بر الوالدين وطاعتهما: من الدلالة على بر حارثة بأمه أنها جاءت تسأل عن مصيره وتظهر حزنها عليه، مما يدل على قوة العلاقة بينهما.


معلومات إضافية:


● حارثة بن سراقة رضي الله عنه: هو من الأنصار، استشهد في بدر وهو ابن ست عشرة أو ثمان عشرة سنة، وقيل: كان حارثة من الرماة الماهرين.
● جنة الفردوس: كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٢) عن عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق (هو إبراهيم بن محمد الفزاري)، عن حميد (هو الطويل)، عن أنس قال: فذكره.
قوله: «أصيب حارثة يوم بدر» هو ابن سراقة بن الحارث بن عدي الأنصاري، وأبوه سراقة له صحبة واستشهد يوم حنين، وأمه هي الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 345 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنه في جنة الفردوس

  • 📜 حديث: إنه في جنة الفردوس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنه في جنة الفردوس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنه في جنة الفردوس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنه في جنة الفردوس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب