حديث: أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل حذيفة بن اليمان

عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هُزِمَ المشركون هزيمة بيِّنة، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم، فاجتلدت أخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه، فنادى: أي عباد الله أبي أبي، فقالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه. فقال: حذيفة غفر الله لكم. قال أبي (يعني به هشام أباه عروة): فوالله! ما زالت في
حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل.

صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٢٤) عن إسماعيل بن خليل، أنا سلمة بن رجاء، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هُزِمَ المشركون هزيمة بيِّنة، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم، فاجتلدت أخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه، فنادى: أي عباد الله أبي أبي، فقالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه. فقال: حذيفة غفر الله لكم. قال أبي (يعني به هشام أباه عروة): فوالله! ما زالت في
حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النثري الذي روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، مع بيان دروسه وعبره:

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم أحد هُزِمَ المشركون هزيمة بيِّنة، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم، فاجتلدت أخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه، فنادى: أي عباد الله أبي أبي، فقالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه. فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال أبي (يعني به هشام أباه عروة): فوالله! ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله.


1. شرح المفردات:


● هُزِمَ المشركون هزيمة بيِّنة: انهزم كفار قريش هزيمة واضحة وجلية.
● فصاح إبليس: صرخ الشيطان ليُضِل المسلمين.
● أي عباد الله أخراكم: نداء خادع من إبليس للمسلمين يحثهم على ملاحقة أعدائهم الفارين.
● فرجعت أولاهم على أخراهم: عادت مقدمة جيش المشركين على مؤخرتهم (أي تجمعوا وهجموا مرة أخرى).
● فاجتلدت أخراهم: اصطدمت مؤخرة جيش المسلمين بالمشركين وقاتلوهم.
● فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه: رأى حذيفة بن اليمان أباه "اليمان" بين الصفوف.
● ما احتجزوا: لم يمتنعوا أو يتراجعوا عن قتله.
● غفر الله لكم: دعا حذيفة للذين قتلوا أباه بالمغفرة.
● بقية خير: أثر طيب وفضيلة استمرت فيه.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث حدثًا جرى في غزوة أحد، حيث انهزم المشركون في البداية، لكن إبليس – لعنه الله – صاح في صفوف المسلمين مناديًا: "أي عباد الله أخراكم"؛ أي أن مؤخرة جيش المشركين قد هربت فالحقوهم، وهذا كان خدعة ليجعل المسلمين يتركون مواقعهم ويتبعون الفارين، فيتفكك صفهم.
فلما انشغل المسلمون بملاحقة العدو، عاد المشركون وهجموا على مؤخرة جيش المسلمين، فوقع قتال شديد.
وفي خضم المعركة، رأى الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان أباه "اليمان" – وكان من المسلمين – فخاف عليه، فنادى: "أي عباد الله أبي أبي"؛ أي أنقذوا أبي، لكن بسبب الاضطراب والاشتباك، لم يميز بعض المسلمين بين الأب والعدو، فقتلوه خطأً.
ومع هذا المصاب الأليم، لم يغضب حذيفة أو يلعن، بل قال بكمال الإيمان والصبر: "غفر الله لكم"، فدعا لهم بالمغفرة.
ثم يروي هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أن حذيفة بقي فيه أثر هذه الفضيلة – أي التسامح والعفو – حتى مات.


3. الدروس المستفادة:


● خداع الشيطان واستغلال لحظات الضعف: إبليس لا ييأس من إغواء المؤمنين، ويستخدم وسائل متنوعة للإيقاع بينهم.
● الطاعة العمياء للنداء قد تسبب كارثة: لو تثبت المسلمون وتأكدوا من مصدر النداء، لما حصل ما حصل.
● الصبر والعفو عند المقدرة: موقف حذيفة نموذج رفيع للعفو والتسامح، وهو تطبيق عملي لقوله تعالى: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران: 134).
● الإيمان يعلو فوق العصبية: حذيفة فضّل دعوة المغفرة للقاتلين على الانتقام، تقديمًا لرضا الله على الهوى.
● الوفاء والفضل يبقيان: استمرار الخير في حذيفة حتى وفاته يدل على أن فضائل الأعمال تترك أثرًا طيبًا في القلب والحياة.


4. معلومات إضافية:


● حذيفة بن اليمان صحابي جليل، كان من حفاظ الحديث وأهل التقوى، وعُرف بالصبر والحكمة.
● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي، وغيرهم، وهو حديث صحيح الإسناد.
● غزوة أحد كانت اختبارًا عسيرًا للمسلمين، taughtهم دروسًا في الطاعة والثبات والتضحية.
أسأل الله أن يجعلنا من العافين عن الناس، المحسنين في أقوالهم وأفعالهم، وأن يرزقنا الصبر والحكمة في مواجهة المصائب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٢٤) عن إسماعيل بن خليل، أنا سلمة بن رجاء، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.
وفي لفظ: «فقال حذيفة: غفر الله لكم، قال عروة: فما زالت في حذيفة ...».
رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٩٠) من وجه آخر عن هشام به.
قوله: «فوالله ما زالت في حذيفة منها» أي: من أجل هذه الكلمة وسببها وهي قول حذيفة: «غفر الله لكم» بالإضافة إلى تصدقه دية أبيه على المسلمين.
وقوله: «أخراكم» أي: احترزوا أخراكم وانصروهم، وعلى هذا يكون الخطاب للمسلمين، أو أن المعنى: اقتلوا أخراكم، فإنهم المشركون الذين هجموا عليكم ولحقوا بكم، وهذا كله من باب التلبيس والتغليط، وقد وقعوا في ذلك، فاختلطت السيوف فقتل بعضهم بعضا، وممن قُتِل في ذلك: اليمان والد أبي حذيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 351 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه

  • 📜 حديث: أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب