حديث: الإيمان في اللسان والنفاق في الصدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضائل حرملة بن زيد

عن ابن عمر قال: كنت عند النبي ﷺ إذ جاءه حرملة بن زيد فجلس بين يدي رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، الإيمان ههنا، وأشار بيده إلى لسانه، والنفاق ههنا، وأشار بيده إلى صدره، ولا يذكر الله إلا قليلا، فسكت عنه النبي ﷺ، فردد ذلك عليه وسكت حرملة، فأخذ النبي ﷺ بطرف لسان حرملة فقال: «اللهم اجعل له لسانا صادقا، وقلبا شاكرا، وارزقه حبي وحب من يحبني، وصير أمره إلى الخير» فقال حرملة: يا رسول الله، إن لي إخوانا منافقين، كنت فيهم رأسا، أفلا أدلك عليهم؟ فقال النبي ﷺ: «لا من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على ذنبه فالله أولى به، ولا تخرق على أحد سترا».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٤/ ٥ - ٦)، وابن مندة في معرفة الصحابة (١/ ٣٨٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٨٦٤) كلهم من طريق الهيثم بن خارجة، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي ذبحة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: كنت عند النبي ﷺ إذ جاءه حرملة بن زيد فجلس بين يدي رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، الإيمان ههنا، وأشار بيده إلى لسانه، والنفاق ههنا، وأشار بيده إلى صدره، ولا يذكر الله إلا قليلا، فسكت عنه النبي ﷺ، فردد ذلك عليه وسكت حرملة، فأخذ النبي ﷺ بطرف لسان حرملة فقال: «اللهم اجعل له لسانا صادقا، وقلبا شاكرا، وارزقه حبي وحب من يحبني، وصير أمره إلى الخير» فقال حرملة: يا رسول الله، إن لي إخوانا منافقين، كنت فيهم رأسا، أفلا أدلك عليهم؟ فقال النبي ﷺ: «لا من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على ذنبه فالله أولى به، ولا تخرق على أحد سترا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. ترجمة الراوي وبيان حال الحديث
- الراوي: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، أحد كبار الصحابة وأعلمهم بسنن النبي ﷺ.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن.

ثانيًا. شرح المفردات:


● حرملة بن زيد: صحابي جليل كان منافقًا ثم تاب وأناب إلى الله.
● الإيمان ههنا: أي أن أصل الإيمان يظهر باللسان بالنطق بالشهادتين.
● النفاق ههنا: أي أن النفاق يكون في القلب بالكفر والجحود.
● لا يذكر الله إلا قليلا: إشارة إلى قلة ذكر الله عند المنافقين.
● لسانًا صادقًا: أي لسانًا يقول الحق ولا يكذب.
● قلبًا شاكرًا: قلبًا يعترف بنعم الله ويشكرها.
● أصر على ذنبه: استمر على نفاقه ولم يتب.
● لا تخرق على أحد سترًا: لا تكشف عورات الناس وتفضحهم.

ثالثًا. شرح الحديث:


1- موقف حرملة الأول: جاء حرملة إلى النبي ﷺ معترفًا بنفاقه وسيئاته، حيث أشار إلى أن الإيمان الحقيقي ليس مجرد كلمات ينطقها اللسان، بينما النفاق حقيقة في القلب. وهذا اعتراف صادق بتوبته.
2- دعاء النبي ﷺ له: عندما أمسك النبي ﷺ بلسان حرملة ودعا له، كان هذا تعليمًا عمليًا على:
- أهمية الصدق في اللسان
- ضرورة شكر القلب لنعم الله
- أهمية محبة الله ورسوله ومحبة المؤمنين
- طلب التوفيق للخير في جميع الأمور
3- رد النبي ﷺ على استفساره عن إخوانه المنافقين: هنا تظهر حكمة النبي ﷺ في التعامل مع التائبين:
- قبول توبة من جاء تائبًا صادقًا
- عدم كشف عورات الآخرين وسترهم
- ترك أمر العصاة لله تعالى الذي هو أولى بهم

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- قبول التوبة: الله يقبل توبة التائبين مهما عظم ذنبهم، حتى النفاق.
2- أهمية الصدق: الصدق في التوبة والاعتراف بالذنب من أسباب قبول التوبة.
3- ستر المسلمين: لا يجوز للمسلم كشف عورات الآخرين حتى لو كانوا منافقين.
4- الدعاء للمتوبين: من هدي النبي ﷺ الدعاء للتائبين وطلب الهداية لهم.
5- التعامل بحكمة: الحكمة في دعوة الناس وعدم إثقالهم بما لا طاقة لهم به.

خامسًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على عظم فضل الله تعالى وسعة رحمته حيث يقبل توبة العبد حتى من النفاق.
- فيه بيان لآداب الدعاء حيث مسك النبي ﷺ لسان حرملة أثناء الدعاء مما يدل على مشروعية التعلق بالدعاء.
- الحديث يربي في المسلم خلق الستر وعدم التشهير بالآخرين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصادقين الشاكرين، وأن يتوب علينا ويستر علينا في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٤/ ٥ - ٦)، وابن مندة في معرفة الصحابة (١/ ٣٨٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٨٦٤) كلهم من طريق الهيثم بن خارجة، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي ذبحة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر فذكره.
و«أبو ذبحة» ورد عند ابن مندة «أبو دلجة» وورد عند ابن كثير في جامع المسانيد (٢١١٠) «أبو ذبيحة» فلعله حصل تحريف فيه.
ولم أقف على ترجمته في المصادر إلا أن الهيثمي قال في المجمع (٩/ ٤١٠): «رجاله رجال الصحيح» ولم ينسبه إلى أحد.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (١٦٧٤) بعد أن نسبه إلى الطبراني: «وإسناده لا بأس به، وأخرجه ابن مندة أيضا».
وإسناده حسن لقول الهيثمي وابن حجر، وإن لم أقف على ترجمة أبي دلجة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 355 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإيمان في اللسان والنفاق في الصدر

  • 📜 حديث: الإيمان في اللسان والنفاق في الصدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإيمان في اللسان والنفاق في الصدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإيمان في اللسان والنفاق في الصدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإيمان في اللسان والنفاق في الصدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب