حديث: فضل الحسن بن علي رضي الله عنه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في محبة النبي ﷺ للحسن بن علي وأخباره
متفق عليه: رواه البخاري في البيوع (٢١٢٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢١ - ٥٧) كلاهما من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة قال: فذكره، والسياق لمسلم.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:
الحديث:
عن أبي هريرة قال: خرجت مع رسول الله ﷺ في طائفة من النهار، لا يكلمني ولا أكلمه، حتى جاء سوق بني قينقاع، ثم انصرف، حتى أتى خباء فاطمة فقال: «أثم لكع، أثم لكع؟». يعني حسنا، فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخابا، فلم يلبث أن جاء يسعى، حتى اعتنق كل واحد منها صاحبه، فقال رسول الله ﷺ: «اللهم! إني أُحِبَّه فَأَحِبَّه، وأَحْبِبْ من يحبُّه».
1. شرح المفردات:
● طائفة من النهار: جزء من النهار، أي وقتًا منه.
● سوق بني قينقاع: سوق يهود بني قينقاع في المدينة المنورة.
● خباء فاطمة: خيمة أو بيت السيدة فاطمة بنت النبي ﷺ.
● أثم لكع: (لكع) كلمة تدل على الولد الصغير المحبوب، ومعنى "أثم" أي: هل هو موجود؟ فالمقصود: "أين الصغير؟" أو "هل الصغير هنا؟".
● سخابا: قلادة أو عقد من الخرز كان يلبس للصغار.
● اعتنق كل واحد منها صاحبه: عانق كل منهما الآخر، أي عانق النبي ﷺ الحسن وحمله.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنه خرج مع النبي ﷺ في جزء من النهار، وكانا ساكتين لا يتكلم أحدهما مع الآخر، حتى وصلا إلى سوق بني قينقاع (وهو سوق اليهود في المدينة)، ثم انصرف النبي ﷺ من السوق وتوجه إلى بيت ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
فلما وصل إلى باب بيتها نادى: «أثم لكع؟ أثم لكع؟» أي: "أين الصغير؟ أين الحسن؟" لأنه كان يحبه حبًا شديدًا. وكان يقصده ليراه ويضمه.
وقد ظن أبو هريرة ومن معه أن أم الحسن (أي فاطمة) قد أبطأت به لأنها كانت تغسله وتلبسه "سخابًا" وهو قلادة من خرز أو شيء من الزينة للصبيان.
ولم يمض وقت طويل حتى جاء الحسن بن علي رضي الله عنهما مسرعًا، فاعتنقه النبي ﷺ وعانقه الحسن أيضًا، وهنا دعا النبي ﷺ له بهذه الدعوة العظيمة: «اللهم إني أحبه فأحبه، وأحبب من يحبه».
3. الدروس المستفادة منه:
● محبة النبي ﷺ لأهل بيته: الحديث يظهر مدى حب النبي ﷺ لحفيده الحسن بن علي، وكيف كان يشتاق لرؤيته ويسأل عنه.
● بركة الدعاء من الصالحين: دعوة النبي ﷺ للحسن بأن يحبه الله ويحبب الناس فيه، وهي دعوة عظيمة نفعها مستمر.
● الجمع بين الشورى والمشورة والعبادة: النبي ﷺ كان يسير مع أصحابه في أمور الدنيا ثم يذهب لزيارة أهله، مما يدل على التوازن في الحياة.
● الاعتناء بالأطفال وإظهار المحبة لهم: النبي ﷺ كان يحمل الأطفال ويداعبهم ويدعو لهم، وهذا من توجيهاته لأمته في الرحمة بالصغار.
● فضل الحسن بن علي رضي الله عنهما: بسبب هذه الدعوة النبوية، كان الحسن محبوبًا عند الله وعند الناس.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- الحسن بن علي رضي الله عنهما هو سبط النبي ﷺ وابن ابنته فاطمة، وهو أحد سيدي شباب أهل الجنة كما في الحديث.
- الدعوة للنبي ﷺ مستجابة، لذا فإن دعوته للحسن كانت من أعظم البركات التي حظي بها.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين تواضع النبي ﷺ وحرصه على زيارة أهله ومداعبته لأحفاده.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حب النبي ﷺ وآله وصحبه، وأن يجعلنا ممن يحبون الله ورسوله ويحببون في خلقه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 366 من أصل 643 حديثاً له شرح
- 341 زوجني ابنتك لجليبيب
- 342 عن جُليبيب: "غير أنك عند الله لست بكاسد"
- 343 من أنفق ثيب في المدينة
- 344 تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء غدا
- 345 إنه في جنة الفردوس
- 346 من أبر الناس بأمه حارثة بن النعمان
- 347 ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة
- 348 من رد عليك السلام
- 349 وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا،...
- 350 فضل شهود بدر والحديبية في النجاة من النار
- 351 أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى...
- 352 من دعا له النبي ﷺ بالجنة في غزوة الأحزاب
- 353 إن استخلف عليكم فعصيتموه عذبتم
- 354 صلى النبي المغرب حتى العشاء ثم أخبره ملك بأن فاطمة...
- 355 الإيمان في اللسان والنفاق في الصدر
- 356 أجب عني اللهم أيده بروح القدس
- 357 عنوان الحديث: "اللهم أيد حسان بروح القدس"
- 358 حسان ينافح عن النبي ﷺ كما تسل الشعرة من العجين
- 359 عن عائشة: وأي عذاب أشد من العمي؟
- 360 تأييد جبريل لحسان بن ثابت في هجاء المشركين
- 361 اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل
- 362 الحسن بن علي يصالح معاوية
- 363 إني لأرجو أن يكون ابني هذا سيدا
- 364 عن أبي هريرة: إن الحسن بن علي سيد
- 365 اللهم إني أحبه فأحبه
- 366 فضل الحسن بن علي رضي الله عنه
- 367 اللهم أحبهما فإني أحبهما
- 368 من أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب
- 369 رسول الله يمص لسان الحسن أو شفته
- 370 الحسن بن علي أشبه الناس بالنبي ﷺ
- 371 عن أبي جحيفة قال: رأيت النبي ﷺ وكان الحسن يشبهه.
- 372 بأبي شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي
- 373 باع علي درعا له فبلغ أربع مائة وثمانين درهما
- 374 عنوان الحديث: "إن الولد فتنة، والله ما علمت أني نزلت...
- 375 نعم المركب ركبت يا غلام
- 376 من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر...
- 377 حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا
- 378 كان أشبههم برسول الله ﷺ
- 379 أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب
- 380 أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب
- 381 أخذ اللواء خالد بن الوليد فقال النبي: اللهم هو سيف...
- 382 إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد
- 383 لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته
- 384 نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله
- 385 نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره
- 386 نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب
- 387 بعته بشهادة رجلين
- 388 عرض علي الأنبياء فرأيت موسى وعيسى وإبراهيم وجبريل.
- 389 كان جبريل يأتي النبي في صورة دحية
- 390 انزع السهم واشهد لي يوم القيامة أني شهيد
معلومات عن حديث: فضل الحسن بن علي رضي الله عنه
📜 حديث: فضل الحسن بن علي رضي الله عنه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فضل الحسن بن علي رضي الله عنه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فضل الحسن بن علي رضي الله عنه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فضل الحسن بن علي رضي الله عنه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








