حديث: أبو ذر يعلن إسلامه في المسجد بعد سماعه النبي.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إسلام أبي ذرّ الغفاري

عن ابن عباس قال: لما بلغ أبا ذرّ مبعث النَّبِيّ ﷺ قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الذي يزعم أنه نبي، يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتَّى قدِمَه، وسمع من قوله، ثمّ رجع إلى أبي ذرّ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هو بالشعر. فقال: ما شفيتني مما أردت، فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتَّى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النَّبِيّ ﷺ، ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتَّى أدركه بعض الليل، فرآه علي، فعرف أنه غريب، فلمّا رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتَّى أصبح، ثمّ احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النَّبِيّ ﷺ حتَّى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به عليٌّ، فقال: أما نال للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتَّى إذا كان يوم الثالث، فعاد عليٌّ مثل ذلك، فأقام معه، ثمّ قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنِّي فعلت، ففعل فأخبره، قال: فإنه حق وهو رسول الله ﷺ، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتَّى تدخل مدخلي ففعل، فانطلق يقفوه حتَّى دخل على النَّبِيّ ﷺ ودخل معه، فسمع من قوله وأسلم مكانه. فقال له النَّبِيّ ﷺ: «ارجع إلى قومك، فأخبرهم حتَّى يأتيك أمري» قال: والذي نفسي بيده، لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتَّى أتى
المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله. ثمّ قام القوم فضربوه حتَّى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم، ثمّ عاد من الغد لمثلها، فضربوه وثاروا إليه، فأكب العباس عليه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٨٦١)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٧٤) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: لما بلغ أبا ذرّ مبعث النَّبِيّ ﷺ قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الذي يزعم أنه نبي، يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتَّى قدِمَه، وسمع من قوله، ثمّ رجع إلى أبي ذرّ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هو بالشعر. فقال: ما شفيتني مما أردت، فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتَّى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النَّبِيّ ﷺ، ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتَّى أدركه بعض الليل، فرآه علي، فعرف أنه غريب، فلمّا رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتَّى أصبح، ثمّ احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النَّبِيّ ﷺ حتَّى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به عليٌّ، فقال: أما نال للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتَّى إذا كان يوم الثالث، فعاد عليٌّ مثل ذلك، فأقام معه، ثمّ قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنِّي فعلت، ففعل فأخبره، قال: فإنه حق وهو رسول الله ﷺ، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتَّى تدخل مدخلي ففعل، فانطلق يقفوه حتَّى دخل على النَّبِيّ ﷺ ودخل معه، فسمع من قوله وأسلم مكانه. فقال له النَّبِيّ ﷺ: «ارجع إلى قومك، فأخبرهم حتَّى يأتيك أمري» قال: والذي نفسي بيده، لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتَّى أتى
المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله. ثمّ قام القوم فضربوه حتَّى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم، ثمّ عاد من الغد لمثلها، فضربوه وثاروا إليه، فأكب العباس عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يروي قصة إسلام الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه.

شرح المفردات:


● مبعث النبي ﷺ: بدء نزول الوحي عليه وبعثته للناس.
● شنة: قربة صغيرة من الجلد تُحفظ فيها الماء.
● أريق الماء: أي أسكبه، وهنا كناية عن التوقف أو التظاهر بعدم المعرفة.
● أكب عليه:覆盖 عليه وحماه بجسده.

شرح الحديث:


1- ابتداء القصة:
كان أبو ذر رضي الله عنه في ديار قبيلته غفار حين بلغه خبر مبعث النبي ﷺ، فبعث أخاه ليستطلع الأمر ويسمع من النبي ﷺ. وعندما عاد أخوه وأخبره بأن النبي يأمر بمكارم الأخلاق وأن كلامه ليس شعرًا، لم يشفِ ذلك غليل أبي ذر، فقرر أن يذهب بنفسه ليتحقق من صدق دعوته.
2- رحلة أبي ذر إلى مكة:
حمل أبو ذر قربة ماء وزاده وذهب إلى مكة، وكانت مكة معادية للإسلام وأهله، فكتم أمره ولم يسأل أحدًا عن النبي ﷺ خشية أن يعرفه المشركون فيؤذوه. فمكث يومين يتردد على المسجد الحرام يبحث عن النبي ﷺ دون أن يجده.
3- لقاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لاحظ الإمام علي رضي الله عنه أن أبا ذر غريبٌ يبحث عن شيء، فتبعه دون أن يكلمه، وفي اليوم الثالث سأله عن سبب مجيئه، فأخبره أبو ذر بعد أن أخذ عليه العهد والميثاق بأن يرشده، فدله على النبي ﷺ واتفق معه على إشارة إذا خاف عليه من قريش.
4- لقاء النبي ﷺ وإسلام أبي ذر:
دخل أبو ذر مع علي على النبي ﷺ، فسمع منه كلامًا عظيمًا من القرآن والسنة، فأعلن إسلامه في الحال. ثم نصحه النبي ﷺ أن يعود إلى قومه ويخبرهم حتى يأتيه أمره، لكن أبا ذر كان متحمسًا لدعوة الحق، فأصر على أن يعلن إسلامه في المسجد الحرام أمام قريش.
5- إعلان الإيمان والثبات على الحق:
خرج أبو ذر ونادى في المسجد بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فضربه المشركون ووقعوا عليه يضربونه حتى أنقذه العباس بن عبد المطلب بحكمة؛ حيث ذكّرهم أن أبا ذر من قبيلة غفار التي يمر throughها طريق تجارتهم إلى الشام، وخشي أن تنتقم القبيلة إذا تعرض لها أحد.

الدروس المستفادة:


1- حرص السلف على معرفة الحق:
لم يكتف أبو ذر بخبر أخيه، بل سافر بنفسه ليتحقق من صدق النبي ﷺ، وهذا يدل على أهمية التثبت في أمور الدين والسعي لمعرفة الحق من مصادره.
2- الحكمة في الدعوة:
النبي ﷺ نصح أبا ذر أن يعود إلى قومه ليدعوهم، وهذا من الحكمة؛ حيث كان الإسلام لا يزال في مرحلة الضعف، وكان من الحكمة عدم استفزاز قريش في عقر دارها.
3- الشجاعة في إعلان الحق:
أبو ذر رضي الله عنه لم يخف من بطش قريش، بل نادى بالشهادة في وجوههم، مما يدل على ثبات القلب وقوة الإيمان.
4- فضل الصحابة وتضحياتهم:
القصة تظهر شجاعة علي بن أبي طالب وحكمته في التعامل مع أبي ذر، كما تظهر حكمة العباس بن عبد المطلب في إنقاذ أبي ذر بحجة مصلحة تجارة قريش.
5- أخلاق النبي ﷺ:
وصف أخو أبي ذر للنبي بأنه "يأمر بمكارم الأخلاق"، وهذا يدل على أن أخلاق النبي كانت من أول الأدلة على صدق نبوته.
6- كلام النبي ليس شعرًا:
قوله: "وكلامًا ما هو بالشعر" يؤكد أن كلام النبي ﷺ (القرآن والحديث) يختلف عن الشعر في نظمه ومعناه وبلاغته، مما يرد على من زعم أن القرآن شعر.

خاتمة:


قصة إسلام أبي ذر من القصص العظيمة التي تجمع بين العقلانية في البحث عن الحق، والشجاعة في إعلانه، والحكمة في التعامل مع الظروف الصعبة. وهي درس للمسلمين في كل زمان ومكان في السعي لمعرفة الحق والثبات عليه، والدعوة إليه بحكمة وشجاعة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٨٦١)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٧٤) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 528 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبو ذر يعلن إسلامه في المسجد بعد سماعه النبي.

  • 📜 حديث: أبو ذر يعلن إسلامه في المسجد بعد سماعه النبي.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبو ذر يعلن إسلامه في المسجد بعد سماعه النبي.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبو ذر يعلن إسلامه في المسجد بعد سماعه النبي.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبو ذر يعلن إسلامه في المسجد بعد سماعه النبي.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب