حديث: ما ينصبك منه إنه لن يضرك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المغيرة بن شعبة وأن الدَّجال لن يضره

عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل رسول الله ﷺ أحد عن الدَّجال أكثر مما سألته عنه، فقال لي: «أي بني، وما ينصبك منه، إنه لن يضرّك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧١٢٢)، ومسلم في الآداب (٣٢: ٢١٥٢) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال: فذكره.

عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل رسول الله ﷺ أحد عن الدَّجال أكثر مما سألته عنه، فقال لي: «أي بني، وما ينصبك منه، إنه لن يضرّك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وسأقوم بشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● ما سأل رسول الله ﷺ أحد عن الدَّجال أكثر مما سألته عنه: أي أن المغيرة بن شعبة كان أكثر الناس سؤالاً للنبي ﷺ عن أمر المسيح الدجال.
● أي بني: كلمة نداء وتلطف، ومعناها "يا ابني" وهي من دلائل رحمة النبي ﷺ وشفقته على أصحابه.
● وما ينصبك منه: أي ما يشفقك ويُقلقك منه، وما يجعلك تتعب نفسك بالاهتمام الزائد بشأنه.
● إنه لن يضرّك: تأكيد من النبي ﷺ بأن الدجال لن يستطيع إيذاء المغيرة بن شعبة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه كان يكثر من سؤال النبي ﷺ عن المسيح الدجال، حتى فاق بذلك جميع الصحابة في كثرة السؤال عنه. فلاحظ النبي ﷺ هذا الاهتمام الزائد من المغيرة، فخاطبه بلطف قائلاً: "يا ابني، لماذا تتعب نفسك وتقلق بشأن الدجال إلى هذا الحد؟ إنه لن يستطيع إيذاءك".
وهذا الحديث يحمل في طياته عدة معانٍ عميقة:
1- الشفقة النبوية: حيث خاطبه النبي ﷺ بـ "يا ابني" مما يدل على عظيم رحمته وشفقته على أصحابه.
2- طمأنة القلب: أراد النبي ﷺ أن يطمئن قلب المغيرة ويزيل مخاوفه من شأن الدجال.
3- التوجيه التربوي: فيه توجيه نبوي بعدم الإفراط في الاهتمام بالأمور المستقبلية التي قد تسبب القلق والخوف.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- جواز السؤال عن أمور الغيب: إذا كان القصد منها الاستعداد والتحذير، كما فعل المغيرة رضي الله عنه.
2- رحمة النبي ﷺ بأمته: وتلطفه في مخاطبتهم وتوجيههم.
3- الثقة بوعد الله ورسوله: فقوله ﷺ "إنه لن يضرك" وعد صادق من رسول صادق.
4- عدم الانشغال الزائد بالمخاوف المستقبلية: ما دام المسلم متوكلاً على الله، معتمداً على وعده.
5- أن المؤمن المحصن بإيمانه لا يستطيع الدجال إغواءه: كما جاء في الأحاديث الأخرى التي تبين أن من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال.

رابعاً. معلومات إضافية:


- المغيرة بن شعبة من دهاة العرب وكان من المفترض أن يكون ذا حصانة عقلية وقوة شخصية، لكن هذا يبين أن الخوف من فتنة الدجال أمر طبيعي حتى عند أقوى الناس.
- الدجال أعظم فتنة على وجه الأرض، كما جاء في الحديث: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال".
- من أسباب عصمة المؤمن من الدجال: الإيمان بالله، وحفظ آيات من سورة الكهف، والفرار من الدجال إلى المساجد والجبال.
أسأل الله أن يعصمنا وإياكم من فتنة الدجال وما بعده، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفتن (٧١٢٢)، ومسلم في الآداب (٣٢: ٢١٥٢) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال: فذكره. واللّفظ لمسلم ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 505 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما ينصبك منه إنه لن يضرك

  • 📜 حديث: ما ينصبك منه إنه لن يضرك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما ينصبك منه إنه لن يضرك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما ينصبك منه إنه لن يضرك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما ينصبك منه إنه لن يضرك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب