حديث: احتسب ابنك وبارك الله في غابر ليلتكما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري

عن أنس قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتَّى أكون أنا أحدثه. قال: فجاء، فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب، فقال: ثمّ تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلمّا رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. قال: فغضب، وقال: تركتني حتَّى تلطخت، ثمّ أخبرتني بابني، فانطلق حتَّى أتى رسول الله ﷺ، فأخبره بما كان، فقال رسول الله ﷺ: «بارك الله لكما في غابر ليلتكما» قال: فحملت. قال: فكان رسول الله ﷺ في سفر وهي معه، وكان رسول الله ﷺ إذا أتى
المدينة من سفر لا يطرقها طروقا. فدنوا من المدينة، فضربها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله ﷺ. قال: يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا ربّ! إنه يعجبني أن أخرج مع نبيك إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتُبِسْتُ بما ترى. قال: تقول أم سليم: يا أبا طلحة! ما أجد الذي كنت أجد. انطلق. فانطلقنا. قال: وضربها المخاض حين قدما، فولدت غلامًا، فقالت لي أمي: يا أنس! لا يرضعه أحد حتَّى تغدو به على رسول الله ﷺ، فلمّا أصبح احتملته، فانطلقت به إلى رسول الله ﷺ. قال: فصادفته ومعه ميسم. فلمّا رآني قال: «لعل أم سليم ولدت؟» قلت: نعم. فوضع الميسم. قال: وجئت به، فوضعته في حجره، ودعا رسول الله ﷺ بعجوة من عجوة المدينة، فلاكها في فيه، حتَّى ذابت ثمّ قذفها في في الصبي، فجعل الصبي يتلمظها، قال: فقال رسول الله ﷺ: «انظروا إلى حب الأنصار للتمر» قال: فمسح وجهه، وسماه عبد الله.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العقيقة (٥٤٧٠)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢١٤٤ - ١٠٧) كلاهما من حديث أنس، وهذا لفظ مسلم ولفظ البخاريّ نحوه، ولمسلم ألفاظ مثل سياق البخاري، وقد تقدمت في العقيقة.

عن أنس قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتَّى أكون أنا أحدثه. قال: فجاء، فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب، فقال: ثمّ تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلمّا رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. قال: فغضب، وقال: تركتني حتَّى تلطخت، ثمّ أخبرتني بابني، فانطلق حتَّى أتى رسول الله ﷺ، فأخبره بما كان، فقال رسول الله ﷺ: «بارك الله لكما في غابر ليلتكما» قال: فحملت. قال: فكان رسول الله ﷺ في سفر وهي معه، وكان رسول الله ﷺ إذا أتى
المدينة من سفر لا يطرقها طروقا. فدنوا من المدينة، فضربها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله ﷺ. قال: يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا ربّ! إنه يعجبني أن أخرج مع نبيك إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتُبِسْتُ بما ترى. قال: تقول أم سليم: يا أبا طلحة! ما أجد الذي كنت أجد. انطلق. فانطلقنا. قال: وضربها المخاض حين قدما، فولدت غلامًا، فقالت لي أمي: يا أنس! لا يرضعه أحد حتَّى تغدو به على رسول الله ﷺ، فلمّا أصبح احتملته، فانطلقت به إلى رسول الله ﷺ. قال: فصادفته ومعه ميسم. فلمّا رآني قال: «لعل أم سليم ولدت؟» قلت: نعم. فوضع الميسم. قال: وجئت به، فوضعته في حجره، ودعا رسول الله ﷺ بعجوة من عجوة المدينة، فلاكها في فيه، حتَّى ذابت ثمّ قذفها في في الصبي، فجعل الصبي يتلمظها، قال: فقال رسول الله ﷺ: «انظروا إلى حب الأنصار للتمر» قال: فمسح وجهه، وسماه عبد الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الصبر والاحتساب والبركة، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● احتسب ابنك: اطلبي الأجر من الله على فقده.
● تلطخت: تلوثت بالجماع.
● غابر ليلتكما: آخر ليلتكما التي جامعتما فيها.
● لا يطرقها طروقًا: لا يدخلها ليلاً مفاجئًا لأهله.
● الميسم: آلة لكي الإبل.
● يتلمظها: يحرك شفتيه ولسانه لطعم التمر.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- الحدث الأول - وفاة الابن والصبر الجميل:
- توفي ابن أبي طلحة وأم سليم، فلم تخبره أم سليم مباشرة، بل انتظرت وقتًا مناسبًا لتخفيف الصدمة.
- أعدت له طعامًا واشتغلت به، ثم جامعها، وفي لحظة الهدوء والراحة أخبرته بأن ابنه قد مات، ولكن بصورة حكيمة، بسؤال استعاري: "أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم..." يعني أن الولد هبة من الله استردها، فلا يجوز الاعتراض.
2- رد فعل أبي طلحة والدعاء النبوي:
- غضب أبو طلحة أولاً لأنها أخرت الخبر، ثم ذهب إلى النبي ﷺ، فدعا لهما بالبركة في جماع تلك الليلة.
- هذا الدعاء تحقق فحملت أم سليم بولد جديد.
3- الحدث الثاني - ولادة الولد الجديد وبركة النبي ﷺ:
- أثناء سفر النبي ﷺ، دنت أم سليم من الولادة، فاحتبس أبو طلحة معها، ثم ولدت غلامًا.
- أوصت أم سليم أن لا يرضع الطفل حتى يذهب به إلى النبي ﷺ، ففعل أنس ذلك.
- قام النبي ﷺ بممارسة سنة التحنيك بمضغ تمرة وإدخالها في فم الطفل، ثم مسح على وجهه وسماه عبد الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حكمة المرأة الصالحة في التخفيف على زوجها بالمصيبة، واختيار الوقت المناسب لإخباره.
2- الصبر والاحتساب عند المصيبة، وعدم التسخط، بل التفكير في أن كل شيء هو عارية من الله سيستردها.
3- بركة الدعاء النبوي والتفاؤل بالخير، حيث تحولت المصيبة إلى فرح بولد جديد.
4- أهمية التحنيك سنة عن النبي ﷺ للطفل المولود، وذلك بمضغ تمرة ووضعها في فمه؛ طلبًا للبركة وال健康成长.
5- حب الأنصار للتمر كما ذكر النبي ﷺ، وهو من طيب طبعهم وحبهم للخير.

رابعًا. معلومات إضافية:


● أم سليم هي أم أنس بن مالك خادم النبي ﷺ، وهي من كبار الصحابيات، وقد اشتهرت بصبرها وحكمتها.
● التحنيك سنة مؤكدة عند ولادة الطفل، وكان النبي ﷺ يفعله لأطفال الصحابة، وهو يجمع بين البركة والتغذية الأولى للطفل.
- القصة يظهر كيف يكون الإيمان بالله والثقة فيه سببًا لتحويل المصائب إلى منح وبركات.
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يبارك في ذرياتنا كما بارك لأبي طلحة وأم سليم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العقيقة (٥٤٧٠)، ومسلم في فضائل الصّحابة (٢١٤٤ - ١٠٧) كلاهما من حديث أنس، وهذا لفظ مسلم ولفظ البخاريّ نحوه، ولمسلم ألفاظ مثل سياق البخاري، وقد تقدمت في العقيقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 535 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتسب ابنك وبارك الله في غابر ليلتكما

  • 📜 حديث: احتسب ابنك وبارك الله في غابر ليلتكما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احتسب ابنك وبارك الله في غابر ليلتكما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احتسب ابنك وبارك الله في غابر ليلتكما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احتسب ابنك وبارك الله في غابر ليلتكما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب