حديث: رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخبار المقدام بن معد يكرب

عن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معد يكرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان. فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن عليّ توفي؟ فرجع المقدام. فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله ﷺ، في حجره فقال: «هذا مني، وحسين من عليّ!» فقال الأسدي: جمرة أطفأها الله عز وجل، قال: فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتَّى أغيظك، وأسمعك ما تكره، ثمّ قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني، قال: أفعل، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله ﷺ، نهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله ﷺ، نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله ﷺ، نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله! لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية، فقال معاوية: قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام، قال خالد: فأمر له معاوية، بما لم يأمر لصاحبيه، وفرض لابنه في المائتين، ففرقها المقدام في أصحابه، قال: ولم يعط الأسدي أحدًا شيئًا مما أخذ، فبلغ ذلك معاوية فقال: أما المقدام فرجل كريم بسط يده، وأمّا الأسدي فرجل حسن الإمساك لشيئه.

حسن: رواه أبو داود (٤١٣١)، وأحمد (١٧١٨٩)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٠/ ٢٦٩) كلّهم من طرق، عن بقية بن الوليد، حَدَّثَنَا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: فذكره.

عن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معد يكرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان. فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن عليّ توفي؟ فرجع المقدام. فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله ﷺ، في حجره فقال: «هذا مني، وحسين من عليّ!» فقال الأسدي: جمرة أطفأها الله ﷿، قال: فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتَّى أغيظك، وأسمعك ما تكره، ثمّ قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني، قال: أفعل، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله ﷺ، نهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله ﷺ، نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله ﷺ، نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله! لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية، فقال معاوية: قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام، قال خالد: فأمر له معاوية، بما لم يأمر لصاحبيه، وفرض لابنه في المائتين، ففرقها المقدام في أصحابه، قال: ولم يعط الأسدي أحدًا شيئًا مما أخذ، فبلغ ذلك معاوية فقال: أما المقدام فرجل كريم بسط يده، وأمّا الأسدي فرجل حسن الإمساك لشيئه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبتم شرحه هو حديث عظيم يحمل دروسًا وعبرًا في الصدق والشجاعة والدفاع عن السنة، وإليكم الشرح الوافي له:

أولاً. شرح المفردات:


● وفد: جاءوا جماعة كوفد.
● فرجع المقدام: تغير لونه وظهر عليه الحزن.
● مصيبة: مصاب وحزن.
● جمرة أطفأها الله: يعني أن الحسن رضي الله عنه كان مصدر شرّ أو فتنة فأطفأ الله ذلك بموته (وهي مقولة خاطئة من الأسدي).
● لا أبرح: لا أترك المكان.
● أغيظك: أثير غضبك.
● أنشدك بالله: أسألك بالله.
● لم ينْجُ منك: لم أتخلص من مواجهتك.
● فرض لابنه في المائتين: جعل لابنه رزقًا أو عطاء من بيت المال.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا خالد بن معدان أن المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد قدموا على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فبشّر معاوية المقدام بموت الحسن بن علي رضي الله عنهما، فحزن المقدام وتغير لونه. فسأله رجل: أترى موت الحسن مصيبة؟ فأجابه: كيف لا يكون مصيبة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: "هذا مني، وحسين من علي"، مما يدل على فضله ومكانته.
فقال الأسدي (وهو الرجل الثالث): إن الحسن جمرة أطفأها الله (يعني أنه كان مصدر فتنة فأنهى الله ذلك بموته)، فغضب المقدام وقال: لأغيظنك اليوم وأقول ما لا يسرك.
ثم التفت إلى معاوية وقال: إن صدقت فصدقني، وإن كذبت فكذبني، فأجابه معاوية بالموافقة. فسأله المقدام تحت القسم بالله: أتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الذهب؟ فقال معاوية: نعم. ثم سأله عن النهي عن لبس الحرير؟ فقال: نعم. ثم عن النهي عن ركوب جلود السباع والاتكاء عليها؟ فأجاب معاوية بالإيجاب أيضًا.
فحلف المقدام قائلاً: والله لقد رأيت هذه المحرمات كلها في بيتك يا معاوية!
فاعترف معاوية بخطئه وقال: قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام (أي لن أستطيع دفع كلامك أو إنكاره).
ثم أمر معاوية بإعطاء المقدام عطاءً أكبر مما أعطى لصاحبيه، بل فرض لابنه رزقًا، لكن المقدام وزع ذلك على أصحابه، بينما الأسدي لم يعطِ أحدًا مما أخذ.
فلما بلغ معاوية ذلك قال: أما المقدام فرجل كريم بسط يده (أي جود وكرم)، وأما الأسدي فرجل حسن الإمساك لشيئه (أي بخيل أو شحيح).


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الشجاعة في قول الحق: فقد واجه المقدام معاوية رضي الله عنه بكل شجاعة وحزم، ولم يخش في الله لومة لائم.
2- الغيرة على السنة: حيث أنكر المقدام على معاوية مخالفته للسنة في اللبس والركوب.
3- فضل الحسن بن علي: فقد بين المقدام مكانة الحسن رضي الله عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: "هذا مني، وحسين من علي"، مما يدل على فضلهما ومكانتهما.
4- الاعتراف بالخطأ: حيث اعترف معاوية رضي الله عنه بالحق ولم ينكر ما قاله المقدام.
5- الكرم والجود: حيث وزع المقدام العطاء على أصحابه، مما يدل على كرمه وسخائه.
6- ذم البخل: حيث ذم معاوية صفة الأسدي في عدم العطاء.


رابعًا. معلومات إضافية:


● الحديث رواه الإمام أحمد في المسند وغيره، وهو حديث صحيح الإسناد.
● معاوية رضي الله عنه كان خليفة للمسلمين، ومكانته معروفة، لكن المقدام لم يتردد في نصحه وتذكيره بالسنة.
● النهي عن لبس الذهب والحرير للرجال ثابت في أحاديث صحيحة، وكذلك النهي عن جلود السباع.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من الداعين إلى سنته والذابين عنها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٣١)، وأحمد (١٧١٨٩)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٠/ ٢٦٩) كلّهم من طرق، عن بقية بن الوليد، حَدَّثَنَا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد، وقد تقبل عنعنته مطلقًا، إذا روى عن بحير بن سعد قاله ابن عبد الهادي في تعليقه على علل ابن أبي حاتم.
وهنا روى عن بحير بن سعد مصرحا بالتحديث، والجمهور على أن تصريح بقية عن شيخه ينفي عنه التدليس.
وذكره الذّهبيّ في السير (٣/ ٢٥٨) وقال: «وإسناده قوي».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 508 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب