حديث: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما روي في صدق لهجة أبي ذر
ضعيف: رواه الترمذيّ (٣٨٠٢)، وصحّحه ابن حبَّان (٧١٣٢)، والحاكم (٣/ ٣٤٢) كلّهم من طريق العباس بن عبد العظيم العنبري، حَدَّثَنَا النضر بن محمد اليمامي، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، حَدَّثَنَا أبو زُميل (هو سماك بن الوليد الحنفي)، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، عن أبي ذرّ فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي يرويه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه:
الحديث:
«ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذرّ شبه عيسى ابن مريم» فقال عمر بن الخطّاب كالحاسد: يا رسول الله، أفتعرف ذلك له؟ قال: «نعم فاعرفوه».
1. شرح المفردات:
● أظلت الخضراء: أي ما ظللت السماء الخضراء (السماء ذات اللون الأخضر عند النظر إليها).
● أقلت الغبراء: أي ما حملت الأرض الغبراء (الأرض ذات اللون الغبري أو الترابي).
● ذي لهجة: أي صاحب لسان أو نطق.
● أصدق: أي أكثر صدقًا في القول.
● أوفى: أي أكثر وفاء بالعهد.
● شبه عيسى ابن مريم: أي يشبه عيسى عليه السلام في صفاته أو خصاله.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يرويه أبو ذر رضي الله عنه عن النبي ﷺ، وفيه يخبر النبي ﷺ أن أبا ذر هو أصدق الناس وأوفاهم، ولم يكن على وجه الأرض من بدء الخليقة إلى يوم القيامة من هو أصدق منه أو أوفى، وهذا تشبيه له بعيسى ابن مريم عليه السلام في صفاته من الزهد والصدق والورع والعبادة.
ثم يعترض عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وكلمة "كالحاسد" هنا لا تعني الحسد بالمعنى السلبي، بل تعني التعجب أو الاستفهام بطريقة توحي بالاستغراب - فيسأل النبي ﷺ: "أفتعرف ذلك له؟" أي هل تعترف بهذه الصفة لأبي ذر وتقرها له؟ فيجيب النبي ﷺ: "نعم فاعرفوه"، أي نعم أعرفه له، فاعرفوا له فضله ومكانته.
3. الدروس المستفادة منه:
● مكانة أبي ذر رضي الله عنه: يظهر هذا الحديث المكانة العظيمة لأبي ذر عند النبي ﷺ، وأنه كان من أصدق الصحابة وأوفاهم.
● الصدق والوفاء من أعظم الصفات: مدح النبي ﷺ لأبي ذر بالصدق والوفاء يدل على عظمة هاتين الصفتين في الإسلام.
● تشبيه الصالحين بالأنبياء: يجوز تشبيه الصالحين بالأنبياء في الصفات الخلقية والأخلاقية دون أن يصلوا إلى منزلتهم في النبوة.
● رد الشبهات والاعتراف بالفضل: رد النبي ﷺ على سؤال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤكد أهمية الاعتراف بفضل الصالحين وعدم إنكار مناقبهم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● أبو ذر الغفاري: هو جندب بن جنادة، من السابقين إلى الإسلام، اشتهر بالزهد والصدق والورع، وكان من أكثر الصحابة تمسكًا بالسنة وحبًا للفقراء.
● عمر بن الخطاب: سؤاله هنا لا ينقص من قدره، بل يدل على غيرته على الدين ورغبته في التأكد من الأمور، وهو ما يعرف بالاستفهام الاستيضاحي.
● شبه عيسى عليه السلام: يشبه أبو ذر عيسى ابن مريم في زهده وعبادته وصدقه وورعه، كما ورد في بعض الروايات أنه كان يشبهه في هيئته أيضًا.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى بعضهم هذا الحديث، فقال: «أبو ذرّ يمشي في الأرض بزهد عيسى ابن مريم».
ومالك بن مرثد: هو ابن عبد الله الزِّمَّاني لم يوثّقه غير ابن حبَّان والعجلي على قاعدتهما. وأبوه مرثد بن عبد الله لم يرو عنه غير ابنه مالك، ولا يوجد فيه توثيق لمعتبر، ولذا قال فيه الذّهبيّ: فيه جهالة ليس بمعروف.
وبمعناه رُوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ما أقلَّت الغبراء، ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذرّ».
رواه الترمذيّ (٣٨٠١)، وابن ماجة (١٥٦)، وأحمد (٦٥١٩)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٣٤٢) كلّهم من طريق الأعمش، عن عثمان بن عمير (ويقال: ابن قيس) أبي اليقظان البجلي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن».
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإن عثمان بن عُمير البجلي أبو اليقظان الكوفي الأعمى ضعيف باتفاق أهل العلم، وكان غاليا في التشيع، وقد اختلط وكان يدلّس.
وبمعناه رُوي عن أبي الدّرداء أيضًا، رواه أحمد (٢١٧٢٤) عن أبي النضر، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن بهرام، حَدَّثَنَا شهر بن حوشب، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن غنم، أنه زار أبا الدّرداء بحمص،
فمكث عنده ليالي، فأمر بحماره فأُوْكِفَ، فقال أبو الدّرداء: ما أراني إِلَّا متبعك. فأمر بحماره فأسرج، فسارا جميعًا على حماريهما، فلقيا رجلًا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية، فعرفهما الرّجل ولم يعرفاه، فأخبرهما خبر الناس، ثمّ إن الرّجل قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركما، أراكما تكرهانه، فقال أبو الدّرداء: فلعل أبا ذرّ نُفِي. قال: نعم والله. فاسترجع أبو الدّرداء وصاحبه قريبًا من عشر مرات، ثمّ قال أبو الدّرداء: ارتقبهم واصطبر، كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم! إن كذبوا أبا ذرّ فإني لا أكذبه، اللهم! وإن اتهموه فإني لا أتهمه، اللهم! وإن استغشوه فإني لا أستغشه، فإن رسول الله ﷺ كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدًا، ويُسِرُّ إليه حين لا يُسِرُّ إلى أحد، أما والذي نفس أبي الدّرداء بيده، لو أن أبا ذرّ قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» وشهر بن حوشب مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم ينفرد ولم يأت بما ينكر عليه، ولم أجد له متابعا على هذا السياق.
ورواه أحمد أيضًا: (٢٧٤٩٣) عن حسن بن موسى وسليمان بن حرب، قالا: حَدَّثَنَا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن بلال بن أبي الدّرداء، عن أبي الدّرداء أن رسول الله ﷺ قال: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ».
وعلي بن زيد بن جُدعان ضعيف عند أكثر أهل العلم.
ومن أخباره ما رُوي عن أبي ذرٍّ قال: جعل رسول الله ﷺ يتلو عليّ هذه الآية: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: ٢]، حتَّى فرغ من الآية ثمّ قال: «يا أبا ذرٍّ، لو أن الناس كلّهم أخذوا بها لَكَفَتْهُمْ». قال: فجعل يتلوها ويرددها حتَّى نَعَسْتُ، ثمّ قال: «يا أبا ذرّ، كيف تصنع إن أُخرِجْتَ من المدينة؟». قال: قلت: إلى السَّعَة والدَّعة، أنطلق حتَّى أكون حمامة من حمام مكة، قال: «كيف تصنع إن أُخرِجْتَ من مكة؟». قال: قلت: إلى السَّعَة والدَّعة، إلى الشام والأرض المقدسة، قال: «كيف تصنع إن أُخرِجْتَ من الشَّام؟». قال: قلت: إذا والذي بعثك بالحق! أضع سيفي على عاتقي، قال: «أو خَيرٌ من ذلك؟». قال: قلت: أو خَيرٌ من ذلك؟، قال: «تَسمع وتُطيع وإن كان عبدًا حَبَشِيًّا».
رواه ابن ماجة (٤٢٢٠)، وأحمد (٢١٥٥١) - والسياق له -، وصحّحه ابن حبَّان (٦٦٦٩)، والحاكم (٢/ ٤٩٢) كلّهم من طرق، عن كهمس بن الحسن، حَدَّثَنَا أبو السّليل، عن أبي ذرّ فذكره.
وإسناده منقطع فإن أبا السَّليل واسمه: ضريب بن نُقير لم يدرك أبا ذرٍّ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 529 من أصل 643 حديثاً له شرح
- 504 أوتر معاوية بعد العشاء بركعة
- 505 ما ينصبك منه إنه لن يضرك
- 506 نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك
- 507 احتلبوا هذا اللبن بيننا
- 508 رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع
- 509 «إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة»
- 510 إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة
- 511 إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والحياء
- 512 صفات يحبها الله الحلم والاناة
- 513 أمرت بخير أنت نبيشة الخير بعد ذلك
- 514 اللهم بارك فيها وفيمن أرسل بها
- 515 أشركنا فإن النبي قد دعا لك بالبركة
- 516 أول ما بدئ به الوحي إلى رسول الله ﷺ
- 517 لو كان من أهل النار لم يكن عليه بياض
- 518 اللهم سلمهم وغنمهم
- 519 عن رجل من ثقيف سأل رسول الله ثلاثًا فلم يرخص
- 520 أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى
- 521 لا تأكل لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من...
- 522 من يأخذ مني هذا السيف بحقه
- 523 عذق معلق في الجنة لابن الدحداح
- 524 يا أم الدحداح أخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة...
- 525 لا ألفين ما نوزعت أحدًا منكم على الحوض
- 526 سيكفر قوم بعد إيمانهم ولست منهم
- 527 أبو ذر يلتقي النبي ويعلن إسلامه
- 528 أبو ذر يعلن إسلامه في المسجد بعد سماعه النبي.
- 529 ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق...
- 530 من دخل دار أبي سفيان فهو آمن
- 531 إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فلو جعلت له...
- 532 إن الروح إذا قبض تبعه البصر
- 533 ولدت عام أحد
- 534 يوم أحد وأبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته
- 535 احتسب ابنك وبارك الله في غابر ليلتكما
- 536 كان أبو طلحة أكثر الأنصار مالا، وكان أحب أمواله إليه...
- 537 من ضحك الله منه: فلان وفلانة
- 538 جهزوني فجهزوه وركب البحر فمات
- 539 صوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة
- 540 استسراعك في هذا الأمر أعيب عندي
- 541 أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود
- 542 أعطي مزمارا من مزامير آل داود
- 543 لقد أوتي هذا من مزامير آل داود
- 544 سمع النبي ﷺ قراءة أبي موسى فقال: لقد أوتي هذا...
- 545 صوت هذا من مزامير آل داود
- 546 اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين
- 547 من قال لا إله إلا الله خالصًا من قبل نفسه
- 548 من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه فلن ينسى...
- 549 ابسط رداءك فغرف بيديه ثم قال ضمه فضممته
- 550 أبو هريرة يخر مغشيا عليه من الجوع
- 551 هذا غلامك هو لوجه الله فأعتقته
- 552 من أنت؟ ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه...
- 553 رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم
معلومات عن حديث: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
📜 حديث: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








