من يأخذ مني هذا السيف بحقه

حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحقه

عن أنس أن رسول الله ﷺ أخذ سيفا يوم أحد، فقال: «من يأخذ مني هذا؟» فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا، قال: «فمن يأخذه بحقه؟» قال: فأحجم القوم، قال سماك بن خرشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه. قال: فأخذه، ففلق به هام المشركين.

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، يحمل في طياته دروسًا عظيمة في الإخلاص والصدق والشجاعة، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● أخذ سيفًا: حمله وأمسكه بيده.
● فبسطوا أيديهم: مدوا أيديهم طلبًا لأخذ السيف.
● أحجم القوم: توقفوا وتراجعوا بعد حماسهم الأول.
● بحقه: بحقّه المستحق له؛ أي بشرط أن يستعمله في حقّه وفي وجهه الحق.
● ففلق به هام المشركين: شقّ به رؤوس المشركين، أي قاتل به قتالاً شديدًا.

2. شرح الحديث:

يقع هذا الحديث في سياق غزوة أحد، حيث اشتدّ القتال واحتدم الأمر، فأخذ النبي ﷺ سيفًا بيده الشريفة ونادى في الصحابة رضي الله عنهم قائلاً: «مَن يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا؟» فتحمس الصحابة وتقدموا طلبًا لهذا الشرف العظيم، كلٌ يريد أن يحمل سيف رسول الله ﷺ ويقاتل به.
لكن النبي ﷺ لم يرد مجرد حامل للسيف، بل أراد من يأخذه "بحقه"، أي بشرط أن يستخدمه في موضعه الحق، ويقاتل به حق قتال، دون تردد أو جبن أو مخافة. فلما سمع الصحابة هذا الشرط، توقفوا وتراجعوا؛ لأنهم أدركوا عِظَم المسؤولية وخافوا ألا يؤدوا الحق الذي عليه.
إلا أن رجلاً واحدًا تقدّم بثقة وإيمان، وهو سماك بن خرشة المعروف بأبي دجانة رضي الله عنه، فقال: "أنا آخذه بحقه". فأعطاه النبي ﷺ السيف، فما كان من أبي دجانة إلا أن برّ بعهد الله ورسوله، وقاتل قتالاً شديدًا حتى شقّ رؤوس المشركين وأظهر شجاعة نادرة.

3. الدروس المستفادة منه:

● الإخلاص في العمل: ليس المهم أن يتقدّم الإنسان، بل المهم أن يتقدّم وهو يعلم مسؤوليته ويستعدّ لأدائها على الوجه الأكمل.
● الشجاعة الأدبية: موقف أبي دجانة يعلّمنا الشجاعة في تحمّل المسؤوليات عندما يعرف الإنسان قدراته ويوظفها في الحق.
● الصدق مع الله والنفس: تردد الصحابة أولاً ثم تقدّم أبي دجانة يظهر أهمية الصدق في النية والعمل.
● الثقة بالله ثم بالنفس: أبو دجانة لم يثق بنفسه فقط، بل بوعد الله ونصره، فكانت عطية النبي ﷺ له بمثابة توكيل إلهي.
● التأني وعدم الاستعجال: التسرع في طلب المناصب والمسؤوليات دون استعداد قد يؤدي إلى الفشل أو التقصير.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● أبو دجانة رضي الله عنه كان من شجعان الصحابة وممن اشتهروا بالبسالة في القتال.
- الغزوة كانت غزوة أحد والتي وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وتميزت بصمود عدد من الصحابة رغم المصاعب.
- هذا الحديث يرويه أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث.
- يُستفاد من الحديث أيضًا أن النبي ﷺ كان يربي أصحابه على الصدق والإخلاص، لا على الحماس العاطفي فقط.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 522 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحقه

📜 حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحقه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحقه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحقه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يأخذ مني هذا السيف بحقه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية