حديث: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والحياء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضائل أشج عبد القيس وهو المنذر بن عائذ

عن أشج بني عصر: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ فيك لخلقين يحبهما الله». قال: قلت: ما هما؟ قال: «الحلم والحياء». قال: قلت: أقديما كانا أو حديثًا؟ قال: «لا، بل قديمًا». قلت: الحمد الله جبلني على خُلُقين يحبهما الله.

صحيح: رواه ابن أبي شيبة (٢٥٨٥١)، وأحمد (١٧٨٢٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٥٨٤)، والنسائي في فضائل الصّحابة (٢٠١) كلّهم من طريق يونس (هو ابن عبيد)، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر فذكره.

عن أشج بني عصر: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ فيك لخلقين يحبهما الله». قال: قلت: ما هما؟ قال: «الحلم والحياء». قال: قلت: أقديما كانا أو حديثًا؟ قال: «لا، بل قديمًا». قلت: الحمد الله جبلني على خُلُقين يحبهما الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا جميعاً بشرح هذا الحديث النافع، وأن يجعلنا ممن يتخلق بالأخلاق الحسنة التي يحبها الله ورسوله.

الحديث الشريف:


عن الأشجِّ بني عَصْرٍ -واسمه عبد الله بن الحارث- قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ». قال: قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ». قُلْتُ: أَقَدِيمًا كَانَا أَمْ حَدِيثًا؟ قَالَ: «لا، بَلْ قَدِيمًا». قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).


أولاً. شرح المفردات:


● الأشجُّ: لقب للصحابي الجليل عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، و"الأشج" يعني الذي به أثر جرح في رأسه أو وجهه.
● بني عَصْرٍ: نسبة إلى قبيلته "عَصْر"، وهي بطن من قبيلة أزد.
● خُلُقَيْنِ: صفتين راسختين في النفس، يكون التعامل بهما سجية وطبيعة.
● يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: أي يرضاهما ويأمر بهما، ومحبة الله للشيء تعني إرادته له وثناؤه على فاعله.
● الْحِلْمُ: هو ضبط النفس عند الغضب، والتمهل في رد الفعل، والتروي والأناة.
● الْحَيَاءُ: خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
● أَقَدِيمًا كَانَا: أي هل هاتان الخصلتان مكتسبتان بالمجاهدة والتطبع حديثاً، أم هما غريزتان فطريتان؟
● قَدِيمًا: أي هما من الخصال الأصيلة المركوزة في فطرتك منذ خلقت.
● جَبَلَنِي: أي خلقني وطبعني وغرز فيّ هذه الطباع.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل الأشجّ بأن فيه خصلتين عظيمتين، هما الحلم والحياء، وهما من الأخلاق التي يحبها الله تعالى ويرضاها لعباده.
فسأل الأشجُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليعرفهما، فأجابه النبي بأنهما الحلم والحياء.
ثم سأل سؤالاً دقيقاً يظهر فرحه بهاتين الصفتين وحرصه على معرفة أصلهما: هل هاتان الصفتان مكتسبتان من خلال مجاهدته لنفسه وتدربه عليهما (حَدِيثًا)، أم هما غريزتان مركوزتان في طبعه وفطرته منذ ولادته (قَدِيمًا)؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما قديمان، أي من الخصال الفطرية الأصيلة فيه.
فلما علم ذلك، حمد الله تعالى وشكره على هذه النعمة العظيمة، بأن جبله وخلقه على هاتين الخصلتين المحببتين إلى الله.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل خُلُقَيْ الحلم والحياء: الحديث صريح في أن هاتين الصفتين من محبوبات الله تعالى، ومحبة الله للشيء تدل على عظم مكانته وعلو شأنه.
2- الحلم سيد الأخلاق: فهو يمنع صاحبه من التسرع والطيش والغضب، ويؤدي إلى العفو والحلم وكظم الغيظ، وهي من صفات عباد الله الرحمن. قال تعالى: *{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}* [الشورى: 37].
3- الحياء شعبة من الإيمان: الحياء لا يأتي إلا بخير، وهو من أساسيات الدين. كما في الحديث: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» (متفق عليه). والحياء يمنع من الفحش والمنكر.
4- الفطرة السليمة: بيان أن بعض الناس قد يولدون وفي فطرتهم ميل إلى الخير وكراهية للشر، وهذه نعمة عظيمة من الله، تجعلهم أقرب إلى قبول الحق والعمل الصالح.
5- حب الخير والفرح به: ينبغي للمسلم أن يفرح بالخير الذي فيه، ويشكر الله عليه، كما فعل الأشج حين حمد الله، دون أن يغتر بنفسه أو يتكبر.
6- حرص الصحابة على الخير: يسأل الصحابي عن طبيعة هذه الأخلاق ليعرف كيف يشكر الله عليها حق الشكر، وهذا من حرصهم على الخير ومعرفة التفاصيل.
7- التواضع لله وشكره: ردّ الفضل لله تعالى في كل نعمة، فحمد الأشجُّ الله على هذه المنة، وهو درس في التواضع لله وشكره على النعم الظاهرة والباطنة.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الحياء من الله: أكمل أنواع الحياء هو الحياء من الله تعالى، بأن يستحي العبد من أن يراه الله حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
● الحلم مع القدرة: من أعلى درجات الحلم أن تكون قادراً على الانتقام ولكنك تعفو وتحلم، وهذا من شيم الكرام. قال تعالى في وصف المتقين: *{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة (٢٥٨٥١)، وأحمد (١٧٨٢٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٥٨٤)، والنسائي في فضائل الصّحابة (٢٠١) كلّهم من طريق يونس (هو ابن عبيد)، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر فذكره. وإسناده صحيح.
وأشج بني عصر اسمه: المنذر بن عائذ بن العصري المعروف بأشج عبد القيس، وأمّا الهيثميّ فزعم في «المجمع» (٩/ ٣٨٨): «أن عبد الرحمن بن أبي بكرة لم يدرك أشج عبد القيس».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 511 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والحياء

  • 📜 حديث: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والحياء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والحياء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والحياء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والحياء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب