حديث: لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المدينة تنفى شرارها

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه، ألا إن المدينة كالكير، تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد».

صحيح: رواه مسلم في الحج (٤٨٧: ١٣٨١) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه، ألا إن المدينة كالكير، تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث فضل المدينة المنورة وحرمتها، رواه الإمام مسلم في صحيحه. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● هلم إلى الرخاء: تعال إلى السعة والغنى والعيش الرغيد. والمراد أن الناس في ذلك الزمان سيدعون الآخرين للخروج من المدينة إلى أماكن أخرى يزعمون أن فيها رخاءً ومالاً كثيراً.
● أخلف الله فيها خيراً منه: أي يعوض الله المدينة بمن هو خير منه وأتقى وأصلح.
● الكير: هو منفاخ الحداد الذي ينفخ في النار لتشتد حرارتها وتذيب الحديد.
● تخرج الخبيث: تطرد وتنفي الشخص الخبيث النفس، الفاسد الاعتقاد أو السلوك.
● تنفي المدينة شرارها: تطرد وتُبعد من يتصف بالشر والفساد من أهلها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حالة ستحدث في المستقبل، حيث يضيق العيش على الناس في المدينة المنورة، فيدعو بعضهم بعضاً للخروج منها إلى البلدان الأخرى طلباً للرزق والمال والسعة، مع أن الخير كل الخير والبركة في الثبات فيها والبقاء بجوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة –وهو القسم الذي لا يقسم إلا على أمر عظيم– أن كل من يخرج من المدينة رغبة عنها وزهدا فيها، واستثقالاً لها وطلباً للدنيا، فإن الله تعالى سيستبدل به من هو خير منه في إيمانه وتقواه وعمله الصالح، ليحفظ بهم حرمة هذه البقعة المباركة.
ثم يشبه النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بالكير، الذي يذيب الحديد فيُخرج خبثه (الشوائب والرديء) ويبقى المعدن النقي. فكذلك المدينة المنورة، فإن بركتها وفضلها لا يستقر فيه إلا المؤمن الصالح، أما المنافق أو ضعيف الإيمان أو من في قلبه مرض، فإنه لا يطيق البقاء فيها، ويشعر بضيق وثقل، فينصرف عنها طلباً للراحة elsewhere، فتنفيه وتطرده كما ينفي الكير خبث الحديد.
ويختم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا التنقية المستمرة للمدينة من أهل الشر والفساد سيستمر حتى قيام الساعة، فهي لا تقوم إلا وقد تبرأت من شرار الخلق.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فضل المدينة المنورة ومكانتها: فهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، ومكان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي محروسة بحفظ الله وبركة رسوله.
2- الصبر على البلاء وضيق العيش في مكان الخير: فالمؤمن يقدم البركة الإيمانية على السعة الدنيوية، ويصبر على الشدة في البقاء في أماكن الطاعة والخير.
3- أن الله تعالى يحفظ أماكن الخير بأهل الخير: فمن ترك المدينة رغبة عنها، أخلف الله فيها من هو خير منه، وهذا من حفظ الله لهذه البلدة الطاهرة.
4- أن المدينة ممحصة للقلوب: فهي تميز المؤمن الصادق من غيره، فالصالح يأنس بها ويسكن قلبه فيها، والفاسد أو المنافق لا يطيق البقاء فيها.
5- علامة من علامات الساعة: استمرار نفي المدينة لأشرارها حتى قيام الساعة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الهجرة *من* المدينة المنورة بعد استقرار الإسلام وانتشاره مكروهة أو محرمة إذا كانت رغبة عنها وزهوداً فيها، بخلاف الهجرة *إليها* التي كانت واجبة في بداية الإسلام.
- فضائل المدينة كثيرة ومتواترة، منها أنها حرم آمن كما أن مكة حرم، وأن الإيمان يأرز إليها (أي يرجع ويتجمع فيها)، وأنها تقصم الطغاة، وأن الدجال لا يدخلها، وغير ذلك من الفضائل.
نسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين، وأن يرزقنا حب رسوله وحب بلده، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (٤٨٧: ١٣٨١) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 70 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه

  • 📜 حديث: لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب