حديث: من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل من صبر على شدة المدينة
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٧٧: ٤٨١) عن زهير بن حرب، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا عيسى بن حفص بن عاصم، حدثنا نافع، عن ابن عمر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم في بيان فضل الصبر على مشاق المدينة المنورة وأهوالها، وسأشرحه لك بفضل الله تعالى وفق النقاط المطلوبة:
نص الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ صَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
(رواه مسلم في صحيحه)
1. شرح المفردات:
● صَبَرَ: حبس النفس على تحمل المشقة والثبات عليها دون جزع.
● لَأْوَائِهَا: جمع "لأواء"، وهي المشقة والشدة والبلاء. والمقصود بها هنا ما يلحق ساكن المدينة من مشاق مثل: الغلاء، والوباء، والحر الشديد، وغير ذلك من المصاعب.
● شَفِيعًا: المتوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة، والشفاعة العظمى لنبينا ﷺ يوم القيامة.
● شَهِيدًا: الشاهد الذي يشهد للعبد بأعماله الصالحة، أو بمعنى الشهيد الذي يستشهد في سبيل الله، وقيل: بمعنى الشفيع.
2. شرح الحديث:
يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن من سكن المدينة المنورة، وتحمل ما يعترضه فيها من مشاق وصعوبات من غلاء أسعار، أو أمراض، أو حر، أو غير ذلك من الابتلاءات، ولم يهرب منها طلباً للراحة أو الرخاء في مكان آخر، بل صبر على ذلك كله محتسباً الأجر عند الله تعالى، فإن له عند الله أجراً عظيماً، وهو أن يكون النبي ﷺ شفيعاً له يوم القيامة أو شهيداً له.
والمراد بالشفاعة هنا: الشفاعة الخاصة لأهل المدينة الصابرين، أو أنها مندرجة تحت الشفاعة العامة لأمته ﷺ.
وقوله: «أَوْ شَهِيدًا» يحتمل معنيين:
- الأول: أن يكون الشهيد بمعنى الشاهد، أي أشهد له يوم القيامة بصبره على لأوائها.
- الثاني: أن يكون بمعنى الشفيع، فتكون "أو" بمعنى الواو، أي: شفيعاً وشهيداً.
3. الدروس المستفادة منه:
- فضل سكنى المدينة المنورة، وهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، ومكان قبر النبي ﷺ.
- فضل الصبر على البلاء والمشقة في سبيل الله تعالى، وأن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب.
- عظم مكانة النبي ﷺ عند الله تعالى، حيث جعل له право الشفاعة لأمته.
- الحث على ملازمة المكان الذي فيه الخير والبركة، ولو كان فيه بعض المشاق.
- أن الصبر على لأواء المدينة من أسباب نيل شفاعة النبي ﷺ يوم القيامة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدل على فضل المدينة المنورة، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها، مثل قوله ﷺ: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا» (رواه البخاري).
- ينبغي للمسلم أن يستحضر النية الصالحة في سكنى المدينة، وأن يصبر على ما فيها من مشاق، طمعاً في الأجر والشفاعة.
- الصبر على لأواء المدينة يشمل الصبر على جميع ما يحدث فيها من مصاعب، سواء كانت مادية أو معنوية.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للصبر على طاعته، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من الذين ينالون شفاعة نبيه ﷺ يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 136 حديثاً له شرح
- 41 ولولا أني أخرجت منك ما خرجت
- 42 أحب البلاد إلى الله البلد الحرام
- 43 ما أطيبك من بلد وأحبك إلي
- 44 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم...
- 45 بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعون سنة
- 46 خروج النبي ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد...
- 47 يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت...
- 48 لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء...
- 49 الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من اللبن
- 50 الحجر له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يوم القيامة
- 51 طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
- 52 مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
- 53 خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام وشفاء
- 54 نِعمَ المقبرةُ هذه
- 55 قبور الأنبياء بين زمزم والحجر
- 56 المدينة طابة كما سماها الله تعالى
- 57 هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة
- 58 إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته
- 59 اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم
- 60 اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وقليلنا وكثيرنا
- 61 ما بين لابتيها حرام
- 62 المدينة حرم آمن
- 63 تحريم ما بين لابتي المدينة
- 64 فضل المدينة على غيرها لمن يعلم
- 65 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو...
- 66 من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
- 67 من صبر على لأواء المدينة كنت له شفيعا أو شهيدا
- 68 لا يصبر على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعا أو...
- 69 إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو...
- 70 لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها...
- 71 معنى المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
- 72 المدينة طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة
- 73 المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد
- 74 ألا تحتسبون آثاركم
- 75 يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف
- 76 لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله...
- 77 يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا
- 78 المدينة حرم ما بين عير وثور فمن أحدث فيها حدثا...
- 79 من أحدث في المدينة حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس...
- 80 المدينة حرم فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا
- 81 من أخاف أهل المدينة ظالما أخافه الله
- 82 من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
- 83 لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح...
- 84 من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح...
- 85 اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم
- 86 من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح...
- 87 الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية في جحرها
- 88 المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها
- 89 على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال
- 90 يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة
معلومات عن حديث: من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
📜 حديث: من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








