من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه

حديث: من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه

وعن أبي أمامة صُدي بن عجلان الباهليّ، عن النّبيّ ﷺ قال: «من غدا إلى المسجد لا يريد إِلَّا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته».

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٨/ ١١١) عن عبدان بن أحمد، ثنا هشام بن عمار، ثنا محمد ابن شعيب، ثنا نور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
هذا حديث عظيم فيه فضل طلب العلم وتعليمه، وخاصة إذا كان المقصود منه المسجد. وإليك شرحه على النحو المطلوب:

الحديث:

عن أبي أمامة صُدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حَجَّتُهُ».
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح"، وهو حسن.

1. شرح المفردات:

* غَدَا: ذهب في وقت الغداة، وهو أول النهار. ويُؤخذ منه المعنى العام: التبكير والذهاب لأجل هذا الهدف.
* إِلَى الْمَسْجِدِ: المقصود به مسجد المسلمين، وهو أفضل البقاع، ومكان تجتمع فيه الخيرات.
* لَا يُرِيدُ إِلَّا: قصر النية وتخليصها من الشوائب، فلا يكون ذهابه للرياء أو للاجتماعات الدنيوية.
* يَتَعَلَّمَ خَيْرًا: طلب العلم الشرعي النافع، الذي يردي إلى رضا الله تعالى.
* أَوْ يُعَلِّمَهُ: بذل العلم ونشره بين الناس، وتعليم الجاهل.
* كَأَجْرِ حَاجٍّ: مثل ثواب وأجر الشخص الذي أدى فريضة الحج.
* تَامًّا حَجَّتُهُ: كامل الحج غير المنقوص، الذي قُبلت فيه الأعمال، وبرئت فيه الذمة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضلاً عظيماً لمن يذهب إلى المسجد بنية خالصة لله تعالى، لا يقصد من وراء ذهابه شيئاً من أمور الدنيا، بل يقصده فقط لأجل أن يتعلم علماً نافعاً في دينه، أو ليعلم هذا العلم لغيره من المسلمين. وجزاء هذه النية الخالصة والعمل الصالح أن يكتب الله له أجراً كاملاً كأجر حاج أدى فريضة الحج على أكمل وجه، وقبل حجه.

3. الدروس المستفادة منه:

1- عظم فضل طلب العلم الشرعي وتعليمه: حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثوابه معادلاً لثواب أحد أركان الإسلام العظيمة، وهو الحج.
2- إخلاص النية لله تعالى: الشرط الأساسي لنيل هذا الأجر العظيم هو إخلاص القصد لله، بأن لا يريد الشخص من ذهابه إلى المسجد إلا وجه الله وطلب العلم أو تعليمه، دون رياء أو سمعة أو أي غرض دنيوي.
3- فضل المسجد وأهميته: الحديث يدل على فضل المسجد كمركز للتعلم والتعليم، وهو ما كان عليه حال المساجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت مدارس للعلم والإيمان.
4- الحث على التبكير في طلب العلم: استخدام كلمة (غدا) فيها إشارة إلى الحرص على التبكير في طلب الخير والمسارعة إليه.
5- سعة فضل الله وكرمه: أن يجعل الله تعالى لمن قصد مسجده لطلب العلم أو تعليمه أجر حاج، مع الفارق الكبير في المشقة والتكلفة بين العملين، وهذا من فضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
6- شمولية الفضل: الفضل يشمل المتعلم والمعلم على حد سواء، مما يشجع على إنشاء حلقات العلم في المساجد، وحضورها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث يدل على أن الأعمال بالنيات، وأن النية الخالصة يمكن أن ترفع العمل المتيسر إلى مستوى العبادة العظيمة.
* ليس المقصود أن هذا العمل يغني عن فريضة الحج، بل هو فضل إضافي من الله تعالى يمنحه لعباده على أعمال أخرى صالحة.
* ينبغي للمسلم أن يحافظ على حضور حلقات العلم في المساجد، وأن ينوي بذلك نية خالصة لله تعالى، لينال هذا الأجر العظيم.
* هذا الفضل يشمل كل علم شرعي نافع، كتعلم القرآن الكريم وتفسيره، ودراسة الحديث والفقه، والعقيدة، والسيرة النبوية، وغير ذلك من العلوم التي ترضي الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطلب العلم النافع، والعمل به، وتعليمه، وأن يكتب لنا الأجر والثواب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (٨/ ١١١) عن عبدان بن أحمد، ثنا هشام بن عمار، ثنا محمد ابن شعيب، ثنا نور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن عمار فإنه حسن الحديث.
وقال العراقي في تخريج الإحياء: «إسناده جيد».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه

📜 حديث: من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية