حديث: كان النبي ﷺ يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التخوّل في الموعظة والاختصار فيها

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: إنّ رسول اللَّه ﷺ كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السّآمة علينا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (٦٨)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨٢١) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: إنّ رسول اللَّه ﷺ كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السّآمة علينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، هو من الأحاديث التي تبين جانبًا من منهج النبي ﷺ التربوي الحكيم. وإليك الشرح الوافي له:

نص الحديث:


عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: إنّ رسول اللَّه ﷺ كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السّآمة علينا.

1. شرح المفردات:


● يتخوّلنا: يأتينا بين الحين والآخر، أو يختار الأوقات المناسبة لإلقاء الموعظة.
● بالموعظة: النصيحة والتذكير بما يرقق القلب ويوجه السلوك.
● في الأيام: يعني في أوقات متباعدة، ليس بشكل يومي مستمر.
● كراهة السآمة: خشية أن نملّ أو نضجر من كثرة الموعظة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يختار الأوقات المناسبة لإلقاء المواعظ على أصحابه، بحيث لا يكثر منها بشكل يومي مخافة أن يملّوا أو يسأموا، فكان يعظهم بين فترة وأخرى بما يناسب أحوالهم ويحفظ نشاطهم واستعدادهم القلبي للتلقي.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة في الدعوة والتربية: النبي ﷺ لم يكن يغمر أصحابه بالموعظة بشكل مكثف يوميًا، بل كان ينتقي الأوقات المناسبة التي تكون فيها القلوب مقبلة ومستعدة للتأثر.
● مراعاة أحوال الناس النفسية: من الحكمة مراعاة المشاعر النفسية للمتعلمين أو المستمعين، وعدم إثقالهم بما يسبب لهم الضجر أو الملل.
● التدرج في التربية: التربية الناجحة تحتاج إلى تدرج وحكمة في تقديم العلم والموعظة، لأن الإكثار قد يؤدي إلى反感 والانصراف.
● اختيار الوقت المناسب: ليس كل وقت مناسبًا للوعظ، بل ينبغي انتقاء الأوقات التي تكون فيها النفوس مهيأة ومتقبلة.
● الرفق بالآخرين: الرفق وعدم التشديد من صفات النبي ﷺ، وهو منهج يجب أن يتحلى به الدعاة والمعلمون.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في منهجية التربية النبوية، حيث كان النبي ﷺ حريصًا على أن لا يملّ أصحابه، فكان يعظهم عندما يرى فيهم إقبالاً ونشاطًا.
- السآمة (الملل) مفسدة للتعلم، لأن القلب إذا ملّ لم يستفد من الموعظة، بل ربما نفر منها.
- كان النبي ﷺ يستخدم أساليب متنوعة في التربية، فمرة بالموعظة، ومرة بالقصة، ومرة بالسؤال، ومرة بالممارسة العملية، مما يجدد النشاط ويبعد الملل.
- ينبغي للدعاة والمعلمين أن يقتدوا بهذا المنهج النبوي فيرفقوا بمن يعلمونهم، ويختاروا الأوقات والأساليب المناسبة التي تحقق الاستفادة دون ضجر.
أسأل الله أن يجعلنا من المتعلمين والمعلمين الحكماء، وأن يوفقنا للاقتداء بنبينا محمد ﷺ في كل أمورنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العلم (٦٨)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨٢١) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فذكره.
وفي رواية عندهما من طريق منصور، عن أبي وائل، قال: كان عبد اللَّه يذكِّر النّاس في كلّ خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددتُ أنك ذكُرتنا كلّ يوم؟ قال: أما إنّه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملّكم وإني أتخوّلكم بالموعظة، كما كان النبي ﷺ يتخوّلنا مخافة السآمة علينا.
وقوله: «يتخوّلنا» بالخاء المعجمة أي يتعهدنا في الأوقات المتفاوتة.
وجاء عن عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين بإسناد صحيح، أنه قال: أيّها النّاس! لا تبغضوا اللَّه عز وجل إلى عباده. قال: فقال قائل: وكيف ذلك، أصلحك اللَّه؟ قال: يجلس أحدكم قاصًّا فيطول على النّاس حتى يبغض إليهم ما هم فيه، ويقوم أحدكم إمامًا فيطول على النّاس حتى يبغض إليهم ما هم فيه.
رواه البيهقيّ في «المدخل» (٦٠١) من طريق عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار، أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول (فذكره).
وعن عبيد بن عمير أنه دخل على عائشة فقالت: من هذا؟ فقالوا: عبيد بن عمير، فقالت: عمير ابن قتادة؟ قالوا: نعم، قالت: أحدث إنك تجلس ويُجلس إليك؟ قال: بلى يا أم المؤمنين! قالت: فإياك وإملال النّاس وتقنيطهم.
رواه البيهقي في المدخل (٦٠٢)، والخطيب في «جامع أخلاق الراوي» (٢/ ١٨٨)، وذكره البغويّ في شرح السنة (١/ ٣١٤) وقال: «وروي عنها أيضًا قالت له: اقصص يومًا، واترك يومًا،
ولا تمل النّاس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا

  • 📜 حديث: كان النبي ﷺ يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب