حديث: من دخل مسجدي يتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل من خرج في طلب العلم

عن سهل بن سعد، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من دخل مسجدي هذا يتعلّم خيرًا، أو يعلّمه كان كالمجاهد في سبيل اللَّه تعالى، ومن دخله لغير ذلك كان كمنزلة الذي يرى الشيء يُعجبه وهو لغيره».

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٦/ ٢١٥)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٥٤) -واللّفظ له- كلاهما من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد السّاعديّ، فذكر الحديث.

عن سهل بن سعد، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من دخل مسجدي هذا يتعلّم خيرًا، أو يعلّمه كان كالمجاهد في سبيل اللَّه تعالى، ومن دخله لغير ذلك كان كمنزلة الذي يرى الشيء يُعجبه وهو لغيره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● «من دخل مسجدي هذا»: المقصود بالمسجد هنا هو المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، ولكنه يعم كل مسجد يُقصد للتعلم والتعليم.
● «يتعلم خيرًا»: أي يطلب العلم الشرعي النافع، الذي يهدي إلى طاعة الله ويرضي عنه.
● «أو يعلمه»: أي يُعلّم هذا العلم الشرعي للناس.
● «كالمجاهد في سبيل الله»: أي في منزلته وفضله وأجره، كمن خرج للقتال لتكون كلمة الله هي العليا.
● «كمنزلة الذي يرى الشيء يُعجبه وهو لغيره»: تشبيه لمن دخل المسجد لغير طلب العلم بمن ينظر إلى متاعٍ يعجبه لكنه ليس ملكه، فلا ينفعه النظر ولا يملكه.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضلَ المساجد وخصوصاً المسجد النبوي، وأنها لم تُبنَ للراحة أو للتسكع، بل هي بيوت الله تعالى، ومقرّات للعبادة والعلم. ويوضّص أن من دخل المسجد بنية طلب العلم الشرعي أو تعليمه للناس، فإنه يبلغ بذلك منزلة المجاهد في سبيل الله، الذي يبذل نفسه وماله لإعلاء كلمة الدين. أما من دخل المسجد لأمر دنيوي محض، أو للاجتماع في أمور لا طائل تحتها، أو للنوم والراحة دون قصد عبادة، فإن حاله كحال الشخص الذي ينظر إلى متاع يعجبه لكنه لا يملكه، فلا ينفعه وجوده في المسجد ولا يحصل على الأجر العظيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان فضل طلب العلم الشرعي وتعليمه: فقد ساوى النبي صلى الله عليه وسلم بين طالب العلم والمعلم وبين المجاهد في الأجر والمنزلة، مما يدل على عظم شأن العلم والتعلم في الإسلام.
2- تنويه شأن المسجد: فالمسجد هو المكان الأمثل لطلب العلم وتعليمه، وهو الذي كان مقراً للتعلم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
3- أهمية إخلاص النية: فالفرق بين منزلة المجاهد ومنزلة الناظر المتطلع هو النية، فمن قصد المسجد للخير نال الأجر العظيم، ومن قصده لأمر دنيوي محض حرم ذلك الأجر.
4- الحث على اغتنام أوقات المسجد: ينبغي للمسلم أن يستثمر وجوده في بيت من بيوت الله في ما يفيد دينه، من صلاة وذكر وطلب علم، حتى لا يضيع وقته سدى.
5- تحذير من إضاعة الوقت: التشبيه بـ "الذي يرى الشيء يعجبه وهو لغيره" تحذير من وجود الجسد في مكان العبادة والقلب والهمة في أمور الدنيا، فيفوت الخير العظيم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن فضل المجاهد لا يقتصر على من حمل السيف فقط، بل يتعداه إلى كل من ساهم في نشر الدين وتثبيته بالعلم والتعليم.
- يستفاد منه أيضاً أن المساجد لها حرمتها وقدسيتها، وينبغي أن تصان عن اللغو والكلام الدنيوي الذي لا فائدة منه.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر النية الصالحة في كل عمل، حتى في دخوله المسجد، فيدخله بنية الاعتكاف أو انتظار الصلاة أو طلب العلم، ليكتب له الأجر كاملاً.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من طلاب العلم العاملين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (٦/ ٢١٥)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٥٤) -واللّفظ له- كلاهما من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد السّاعديّ، فذكر الحديث.
قال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث أبي حازم، عن سهل بن سعد، تفرّد به عنه ابنُه عبد العزيز».
قال الأعظمي: عبد العزيز بن أبي حازم ثقة فقيه، وثقه ابن معين والنسائي فلا يضر تفرّده وخاصة في روايته عن أبيه. قال الإمام أحمد: «لم يكن يعرف بطلب الحديث إِلَّا كتب أبيه فإنهم يقولون: إنه سمعها، وكان يتفقّه، لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه منه».
ولكن في الإسناد يعقوب بن حميد بن كاسب مختلف فيه، فقال ابن معين مرة: «ثقة»، وأخرى «ليس به بأس». وضعّفه أبو حاتم والنسائي وغيرهما، ولكن قال البخاريّ: لم يزل خيرًا، هو في الأصل صدوق، وقال ابن عدي: «لا بأس به وبرواياته وهو كثير الحديث كثير الغرائب».
قال الأعظمي: الخلاصة فيه إن كان لحديثه أصل فهو حسن الحديث، وهذا منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من دخل مسجدي يتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله

  • 📜 حديث: من دخل مسجدي يتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من دخل مسجدي يتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من دخل مسجدي يتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من دخل مسجدي يتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب