حديث: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في سماع الحديث وتبليغه

عن أبان بن عثمان، قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النّهار،
فقلنا: ما بعث إليه في هذه السّاعة إلّا لشيء سأله عنه. فسألناه فقال: نعم، سألنا عن أشياء سمعناها من رسول اللَّه ﷺ، سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «نضّر اللَّه امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتّى يبلِّغه غيره، فربَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقه منه، وربَّ حاملِ فقهٍ ليس بفقيه».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٦٥٦) -واللّفظ له-، وأبو داود (٣٦٦٠) كلاهما من طريق شعبة، أخبرنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان يحدّث عن أبيه، فذكر الحديث.

عن أبان بن عثمان، قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النّهار،
فقلنا: ما بعث إليه في هذه السّاعة إلّا لشيء سأله عنه. فسألناه فقال: نعم، سألنا عن أشياء سمعناها من رسول اللَّه ﷺ، سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «نضّر اللَّه امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتّى يبلِّغه غيره، فربَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقه منه، وربَّ حاملِ فقهٍ ليس بفقيه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، عن الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● نضَّر الله امرأً: أي جعل الله وجهه نضراً، والنضارة هي الحسن والبهجة والحيوية، وهي علامة على البركة والرضا.
● سمع منا حديثاً: أي استمع إلينا وأدرك كلامنا.
● فحفظه: أي ضبطه في صدره وعقله.
● حتى يبلغه غيره: أي حتى ينقله ويوصله إلى شخص آخر.
● رب حامل فقه: أي كثيراً ما يكون حامل العلم.
● إلى من هو أفقه منه: أي إلى شخص أكثر فهماً وعمقاً في العلم منه.
● ورب حامل فقه ليس بفقيه: أي قد يكون ناقل العلم ليس بعالم بنفسه، لكنه ينقل العلم لغيره.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل نقل العلم الشرعي وتعليمه للناس، فيدعو لمن سمع حديثاً منه فحفظه ونقله لغيره بأن ينعم الله عليه بالنضارة والبهجة في الدنيا والآخرة. ثم يذكر ﷺ حكمة مهمة، وهي أن الناس يتفاوتون في فهم العلم، فربما ينقل الشخص العلم إلى من هو أعلم منه، أو إلى من يستفيد منه أكثر منه، حتى لو لم يكن الناقل نفسه عالماً كبيراً.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحث على طلب العلم ونشره: فالنبي ﷺ يدعو بالبركة والخير لمن ينقل العلم ويعلمه الناس.
● فضل تبليغ العلم الشرعي: حتى لو كان الإنسان غير متخصص أو ليس عالماً كبيراً، فإن نقله للعلم فيه أجر عظيم.
● التواضع في طلب العلم: فالعلم يؤخذ من كل شخص، وقد يكون الناقل أقل علماً من المستقبل، لكنه سبب في وصول العلم.
● عدم احتقار صغار العلم أو طلبته: فربما ينقل الشخص علماً بسيطاً فيكون سبباً في هداية شخص أعلم منه.
● أن وسائط نقل العلم مأجورة: حتى لو لم تكن على أعلى مستوى من الفقه، ما دامت تنقل العلم بدقة وأمانة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تحث على "سلسلة الإسناد" والتي هي من خصائص الأمة الإسلامية، حيث كان الصحابة والتابعون يتواصون بنقل العلم بدقة.
- زيد بن ثابت رضي الله عنه هو كاتب الوحي وأحد أئمة الصحابة في العلم والفقه، وقد روى هذا الحديث عنه أبان بن عثمان وهو من التابعين.
- يستفاد من الحديث أيضاً أهمية التحقق من صحة الحديث قبل نقله، لأن النبي ﷺ قال "سمع منا حديثاً"، أي سمعه مباشرة أو بواسطة ثقة.
- هذا الحديث يدعو إلى التعاون في نشر الخير، فليس شرطاً أن يكون الإنسان عالماً كبيراً لينفع الناس، بل مجرد نقله للعلم الصحيح فيه أجر ومثوبة.
أسأل الله أن ينفعنا بالعلم النافع، ويعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من الدعاة إلى الخير، الناشرين للعلم والهدى. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٦٥٦) -واللّفظ له-، وأبو داود (٣٦٦٠) كلاهما من طريق شعبة، أخبرنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان يحدّث عن أبيه، فذكر الحديث. ولم يذكر أبو داود القصة.
ورواه ابن ماجه (٢٣٠) من وجه آخر مع زيادات عليهما بدون القصّة، وفي إسناده ليث بن أبي سليم وفيه كلام، ولكن روي في كتاب الزّهد (٤١٠٥) من طريق شعبة بإسناده حديثًا آخر سيأتي في موضعه.
وصحّحه ابن حبان (٦٧) من هذا الوجه وزاد فيه: «ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل للَّه، ومناصحته لولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم».
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن».
قال الأعظمي: بل هو صحيح، فإنّ رجاله ثقات، ولم يظهر لي سبب تحسين الترمذيّ دون تصحيحه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه

  • 📜 حديث: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب