حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الدّال على الخير

عن حذيفة قال: سأل رجل على عهد النبيّ ﷺ فأمسك القوم، ثم إنّ رجلًا أعطاه فأعطى القوم، فقال النبيُّ ﷺ: «من سنَّ في الإسلام سنّة حسنة فعُمل بها، كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا، ومن سنَّ في الإسلام سنّة سيئة، فعُمل بها بعده، فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئًا».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٢٨٩)، والبزّار -كشف الأستار (١٥٠) - والطبرانيّ في «الأوسط» (مجمع البحرين - ٢٣٨) كلّهم من حديث محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن أبيه، فذكر الحديث.

عن حذيفة قال: سأل رجل على عهد النبيّ ﷺ فأمسك القوم، ثم إنّ رجلًا أعطاه فأعطى القوم، فقال النبيُّ ﷺ: «من سنَّ في الإسلام سنّة حسنة فعُمل بها، كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا، ومن سنَّ في الإسلام سنّة سيئة، فعُمل بها بعده، فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن حذيفة رضي الله عنه قال: سأل رجل على عهد النبيّ ﷺ فأمسك القوم، ثم إنّ رجلًا أعطاه فأعطى القوم، فقال النبيُّ ﷺ: «من سنَّ في الإسلام سنّة حسنة فعُمل بها، كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا، ومن سنَّ في الإسلام سنّة سيئة، فعُمل بها بعده، فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئًا».
رواه مسلم في صحيحه.


شرح المفردات:


● أمسك القوم: امتنعوا عن العطاء وتوقفوا.
● أعطاه: تصدق عليه.
● فأعطى القوم: فتبعوه وأعطوا هم أيضًا.
● سَنَّ: شرع أو ابتدأ طريقة.
● سُنَّة حسنة: طريقة صالحة أو عمل خيري يقتدى به.
● سُنَّة سيئة: طريقة مذمومة أو عمل سيء يقتدى به.


المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن واقعة حدثت في عهد النبي ﷺ، حيث سأل رجلٌ الناس الصدقة فترددوا في البداية ولم يعطوه، ثم قام رجل منهم فتصدق عليه، فحذو حذوه وأعطاه باقي القوم.
فمدح النبي ﷺ فاعل الخير الأول، وبيّن القاعدة العظيمة: أن من ابتدأ عملًا صالحًا فاقتدى به الناس، فإنه يكتب له مثل أجر كل من عمل به، دون أن ينقص من أجورهم شيء. وكذلك العكس، من ابتدأ طريقًا سيئًا فاتبعه الناس، فإنه يتحمل إثمها وإثم كل من عمل بها، دون أن ينقص من آثامهم شيء.


الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل السبق إلى الخيرات: الحث على المبادرة إلى فعل الخير والصدقة، والمسارعة في أعمال البر، ليكون المسلم قدوةً حسنةً لغيره.
2- التأثير المجتمعي: لأفعال الأفراد، حسنةً كانت أم سيئة، تأثير كبير في المجتمع، فقد تدفع الآخرين للاقتداء بها.
3- المسؤولية عن السنن: الإنسان مسئول ليس عن عمله فقط، بل عن تأثير هذا العمل في الآخرين إذا كان سببًا في انتشاره.
4- الترغيب والترهيب: الجمع بين الترغيب في فعل الخير والتحذير من فعل الشر، مما يحفز النفوس على الخير ويحجزها عن الشر.
5- عدل الله تعالى: من عدل الله أن لا ينقص من أجر المقتدي شيء، كما أنه لا يزيد في وزر المبتدع للسيئة من إثم المقتدي، بل يضاعف الأجر والوزر للبادئ فقط بحسب تأثيره.


معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث أصل عظيم في مفهوم "السبق إلى الخير" و "الإبداع في الشر".
- يدخل في السنّة الحسنة: كل عمل يرضي الله، من صدقة، وعلم نافع، وإنشاء مشاريع خيرية، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- يدخل في السنّة السيئة: البدع في الدين، والمعاصي، وإنشاء طرق الضلال، والدعوة إلى الباطل.
- ليس المقصود بـ "السنّة" هنا السنّة النبوية بالمعنى الاصطلاحي، بل الطريقة والمنهج الذي يسلكه الإنسان.
- هذا الحديث يظهر عظم نعمة الله على الأمة المحمدية، حيث تضاعف أجور الخيرات وتدوم آثارها.
نسأل الله أن يجعلنا من المبتدعين للخير، والمقتدين بالصالحين، وأن يعيذنا من أن نكون أسبابًا في الضلال أو الإثم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٢٨٩)، والبزّار -كشف الأستار (١٥٠) - والطبرانيّ في «الأوسط» (مجمع البحرين - ٢٣٨) كلّهم من حديث محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن أبيه، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل أبي عبيدة، لا يعرف اسمه، وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٥٩٧)، ولا يعرف فيه جرح ولا انقطاع، وهو حديث البيت، وله أصل.
وأمّا ما رُوي عن أنس بن مالك، قال: أتى النّبيَّ ﷺ رجلٌ يستحمله، فلم يجد عنده ما يحمله، فدلّه على آخر فحمله، فأتى النبيَّ ﷺ فأخبره، فقال: «إنّ الدّالَ على الخير كفاعله». فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٢٦٧٠) عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدّثنا أحمد بن بشير، عن شبيب بن بشر، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن النّبيّ ﷺ».
وهذه إشارة إلى تليين هذا الحديث من هذا الوجه؛ لأنّ في بعض رواته كلامًا، فأحمد بن بشير هو المخزوميّ، أبو بكر الكوفيّ، قال ابن معين: ليس بحديثه بأس، وقال النسائي: ليس بذاك القويّ -وفي رواية: ليس به بأس-، وقال الدارقطنيّ: ضعيف يعتبر بحديثه.
وفيه أيضًا شبيب بن بشير، وهو أبو بشر الكوفيّ لم يوثقه غير ابن معين، وقال البخاريّ: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيرًا، وقال ابن عدي: وهو من القوم الذين يكتب حديثهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها

  • 📜 حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب