من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه

حديث: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثلُ أجور من تبعه لا يَنقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تَبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا».

صحيح: رواه مسلم في العلم (٢٦٧٤) من طرق عن إسماعيل (يعنون ابن جعفر)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنِ اتَّبَعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا».
رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم.

1. شرح المفردات:

● دَعَا إِلَى هُدًى: الهدى هو طريق الحق والصواب الموصل إلى رضا الله تعالى، والدعوة إليه تشمل تعليم العلم النافع، والأمر بالمعروف، وبيان السنن، والتوجيه إلى الخير بكل وسيلة.
● مِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ: (مثل) هنا بمعنى المساواة في القدر والمقدار، أي له أجر مساوٍ لأجر كل من اهتدى بسبب دعوته، من غير تحديد ولا حصر.
● لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا: هذا تأكيد على عدل الله تعالى وكرمه، فليس أجر المتبوع منقوصاً ليعطى الداعي، بل هو فضل من الله يعطيه للداعي زيادة على أجر المتبع.
● دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ: الضلالة هي كل ما خالف الهدى من بدعة أو معصية أو كفر.
● مِثْلُ آثامِ مَنِ اتَّبَعَهُ: عليه إثم مساوٍ لإثم كل من ضل بسبب دعوته وتسببه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث عظم مكانة الدعوة إلى الله، وسعة فضله تعالى، ويحذر أشد التحذير من الدعوة إلى الباطل.
فمن كان سبباً في هداية شخص أو جماعة، سواء بالتعليم، أو النصيحة، أو التأليف، أو إنشاء مؤسسة خيرية، أو بث محتوى نافع، فإنه يكتب له من الأجر مثل أجر كل من انتفع بعمله واهتدى به، من غير أن ينقص من أجورهم شيء. وهذا من فضل الله تعالى وجوده.
وفي المقابل، من كان سبباً في ضلالة أحد، سواء بنشر بدعة، أو تشجيع على معصية، أو ترويج لفكر منحرف، فإنه يتحمل إثم ضلال كل من تأثر به واتبعه على ذلك، من غير أن ينقص من آثامهم شيء. وهذا من عدل الله تعالى.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظم أجر الدعوة إلى الخير: الحديث حافز كبير للمسلمين للانخراط في الدعوة إلى الله وتبليغ العلم النافع، فهو باب عظيم للاستمرار في الأجر حتى بعد الموت.
2- خطورة الدعوة إلى الشر: تحذير شديد من التهاون في نشر الباطل، أو السكوت عن المنكر، أو المشاركة في إضلال الناس، ولو كان ذلك بمجرد مشاركة منشور ضار أو نكتة محرمة.
3- عدل الله تعالى وكرمه: الجمع بين صفتي العدل والكرم الإلهي، فالله عادل لا يظلم الناس شيئاً، وهو كريم يضاعف الأجر للداعي من غير أن ينقص من أجر المتبع.
4- المسؤولية الفردية والجماعية: كل إنسان مسئول عن أثره في المجتمع، وعن ما يتركه من خير أو شر. وهذا يزيد من شعور المسلم بمسؤوليته تجاه دينه وأمته.
5- الحث على التأثير الإيجابي: يشجع الحديث على أن يكون المسلم عنصراً فاعلاً في نشر الخير، طالباً للفضل العظيم الذي أعده الله للدعاة.
6- التحذير من الوسائل الحديثة للشر: ينطبق هذا الحديث على جميع الوسائل قديمها وحديثها، فمن دعا إلى هدى عبر وسائل التواصل الاجتماعي فله الأجر، ومن دعا إلى ضلالة عبر نفس الوسائل فعليه الوزر.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل عظيم في "فضل الدعوة إلى الله" و "تحذير العلماء من البدع".
- يدخل في عموم الدعوة إلى الهدى: الأئمة والعلماء، والمعلمون، والآباء والأمهات، وواضعو المناهج التعليمية النافعة، ومنشئو القنوات والمؤسسات الإسلامية.
- يدخل في عموم الدعوة إلى الضلالة: دعاة البدع والضلال، ومروجو الشبهات، ومن يصنع برامج أو منصات إعلامية تروج للإلحاد أو الفسق.
- يستفاد منه أيضاً أهمية نية الداعي، فمن دعا إلى هدى طلباً للشهرة أو المال، فقد يحرم من هذا الأجر العظيم، وإن حصل له أجر الدعوة فقط، والأجر الكامل لمن أخلص نيته لله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الداعين إلى هداه، والمبتعدين عن طرق الضلال، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في العلم (٢٦٧٤) من طرق عن إسماعيل (يعنون ابن جعفر)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه

📜 حديث: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية